الجمعة 19 ابريل 2024

قول لين.. «صكوك الرحمة»

مقالات13-5-2022 | 23:14

أليس عجبًا أن نكون خير أمة أُخرجت للناس، ونقول على الله ما لا نعلم. 

أليس عجبًا أن نؤمن بالله ولم نره.. ونصادر على رحمته.

أليس عيبًا أن نؤمن بالنبى محمد والنبيين من قبله ولم نعايش أحدًا منهم.. وأن تكون عقيدتنا مبنية على الإيمان بالغيب ونعلن ما لا نعلم ونصرح بما غاب عنا معرفته.. ونوزع صكوك الرحمة والعذاب.. ونقول إن فلان هذا مصيره إلى النار وذلك مصيره إلى الجنة.. أشققت عن قلبه قبل أن ينطق لسانك بالحكم عليه.. أخلقته وكنت تراقبه فى السر والعلن لتعلم ما قدمت يداه.. أتعلم نواياه وما همّ به وما انتهى عنه.

أمسك عليك لسانك وتجنب الخوض فيما لا تعلم ودع الخلق لمن خلقهم فهو بهم أعلم.. لا تنجرف بالحديث إلى ما يفتح باب الفتن.. وكن على يقين بأنك مجرد عبد للخالق.. فالتزم حدود العبودية ولا تتخطاها لمنزلة الملك.

فمن تكون حتى تقسم رحمة الله بين عباده وتمنحها لهذا وتمنعها عن هذا، وأعلم أنك لا تملك إلا أن تتمنى الرحمة والمغفرة لمن انقطع عمله من الدنيا.. لا أن تمنحها وتمنعها.. فلا تتدخل فيما اختصه الله لنفسه من علم الغيب ولا تتبع أهواء الشيطان فتقول على الله ما لا تعلم.