الجمعة 19 ابريل 2024

ازدواجية الثقافة الإسلامية

مقالات20-5-2022 | 13:33

مفهوم الثقافة الإسلامية هو جملة المعارف التى كانت العقيدة الإسلامية الصحيحة سببًا فى وجودها.. مثل: التفسير وعلوم القرآن الكريم، والسنة النبوية وعلومها، العقيدة، والفقه وعلومه .. إلخ .

والثقافة الإسلامية هى الصورة الحية للأمة الإسلامية والتى تحدد ملامح شخصيتها وقوام وجودها ، وأسسها: العقائدية، الشمولية، العقلانية، التكامل، الثبات، والتميز، الانفتاح والعالمية.
وقد كتب الباحثون فى هذا أبحاثًا علمية طبية مدعمة بالأدلة النصية والشواهد والوقائع التى تؤكد هذه الأسس، والذى يعنينا أن الدين الحق فى نظرته وتوجيهاته لاتباعه أرسى أمورًا مهمة منها: 
أ – الإسلام اعترف بالأنبياء والرسل – عليهم السلام – جميعًا، وجعل ذلك جزء من عقيدة المسلم، قال الله – عز وجل - {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
ب – الإسلام حدد علاقة الدول والشعوب ببعضها علاقة تقوم على الالتقاء على الحق وليس على قرابة أو جنس أو لون أو لغة، والأصل تعارف والتقاء الناس وتعاونهم، قال الله – تعالى - {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ}.
ج – الإسلام يدعو للانفتاح على كل خير ونافع ومفيد من أى مصدر شريطة عدم محو الهوية، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها). 
د- الإسلام فيه ضوابط راسخة تقيم التوازن وتحقق الاعتدال فى مسيرة الحضارة والثقافة وأهم الضوابط (الثبات) أى حتمية الركون على الأصول والمبادئ الكلية والقواعد العامة للشريعة الإسلامية.
وعلى هذا فالإسلام مع قابلية الانفتاح على الغير فهو ثابت كذلك على أصوله، أى أنه يجمع بين الآصالة والمعاصرة فى توازن واعتدال.
هـ - الإسلام من جهة ثوابته والمعلوم فيه بالضرورة كامل جامع لا يحتاج إلى تدخل بالزيادة أو النقصان ولا التعديل ولا التغيير.
قال الله – عز وجل - {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ 
الإِسْلاَمَ}. 
و- الإسلام نظم حياة المجتمع تنظيمًا شاملاً فى جميع الأمور على منهج {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ}.
إذا علم هذا، فإن المساس بالثقافة الإسلامية مساس بالإسلام نفسه، والثقافة الإسلامية لا تقبل الازدواجية مطلقًا، فإذا كانت أوروبا وأمريكا وغيرها تقبل الازدواجية بسبب وجود صراع بين دور العبادة عندهم وأهمها الكنيسة والعلم والذى نتج عنه تحجيم الكنيسة ورجالها وقصر دورها على روحانيات مجردة، والفصل بين الدين والحياة وهى خلاصة العلمانية، والفصل بين التعليم الدينى والتعليم غير الدينى كل هذا حاصل فى الغرب واتجاهه المحموم للإغراق فى المتع الجسدية دون رابط ولا ظابط، هذا كله لا يصلح مطلقًا فى الثقافة الإسلامية التى هى فى مجملها نقيض هذا لما سلف بيانه، ولما هو معلوم أن الإسلام منهج حياة متكامل متوازن: عقيدة، شريعة، أخلاق، وعلم ومعرفة، آصالة ومعاصرة، إصلاح فرد وبناء مجتمع.

من هنا ندرك الفروق بين:- 
الانفتاح والانهيار .
التطور والذوبان .
المعاصرة والهيمنة .
التحديث والمحو .
فينبغى النظر بعينين إلى ما سلف وإثارة عند الساعين لقلع الثوابت ومحو الأصول وبتر الحاضر عن الماضى .
من هنا نقرر، الرفض المطلق لما يسمى تطوير المناهج التعليمية الدينية وغيرها المفروضة من الغرب، أو علمنة التعليم وعلمنة الثقافة وعلمنة المجتمع .
ونؤكد تحريم الازدواجية فى الثقافة الإسلامية والأدلة النصية والعقلية لا تخفى على أحد قال الله – تعالى – {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ}.