كشفت دراسة جديدة أن الدلافين يمكن أن تتعرف على بعضها البعض عن طريق تذوق بولها، على غرار الطريقة التي تستنشق بها الكلاب البول الذي خلفته الكلاب الأخرى ففي التجارب، أظهرت الدلافين علامات تمييز عند تذوق بول دلفين آخر قابلته بالفعل.
وقال الباحثون إن الدلافين لا تحتوي على بصيلات شمية، لذا يتعين عليها تحديد الدلافين الأخرى الموجودة في المنطقة باستخدام الذوق، ويُعتقد أن الجزيئات المعروفة باسم الدهون الموجودة في البول تسمح للدلافين بالتعرف على التوقيعات الكيميائية الفردية لأصدقائها ويعتبر فحص الأعضاء التناسلية، حيث يستخدم الدلفين فكه ليلمس الأعضاء التناسلية لفرد آخر، أمرًا شائعًا في تفاعلاته الاجتماعية، لذا فهو يوفر فرصة جيدة لتعلم هذه التوقيعات الكيميائية، وفقا لموقع "ديلي ميل" البريطاني.
وتتمكن الدلافين أيضًا من استخراج المعلومات البيولوجية من بول الآخرين، مثل الحالة الإنجابية.
ألف الدراسة الجديدة الدكتور جيسون بروك، الأستاذ المساعد في علم الأحياء بجامعة ستيفن إف أوستن ستيت في ناكوغدوش، تكساس، وكذلك سام والمسي وفينسنت جانيك في جامعة سانت أندروز في اسكتلند، وقال بروك: "من المحتمل أن تستخدم الدلافين مستقبلات طعم الدهون لتحديد إشارات البول في زملائها من الدلافين فنحن نمضي قدمًا في تجارب تشغيل صافرة التوقيع لتحديد كيف يمكن إدراك العلاقات الاجتماعية المختلفة في بيئة مجتمع الدلافين".
يمكن أن يكون استخدام التذوق أيضًا مفيدًا للغاية في المحيطات المفتوحة، لأن أعمدة البول تستمر لفترة بعد مغادرة الحيوان لذلك ينبه البول الدلافين إلى وجود هذا الشخص مؤخرًا حتى لو لم يكن قد أشار إلى وجوده صوتيًا.
ومن المثير للدهشة إلى حد ما أن نفس الجين الذي يسمح للدلافين بتحديد الدهون في البول موجود في البشر، كما أفاد بروك وزملاؤه أيضًا.
فالجين، المسمى CD36، موجود في معظم البشر ويسمح لنا بمعرفة متى يكون لدينا ما يكفي من الطعام، لذلك يمكن أن تؤدي دراسة الجين في الدلافين إلى تحسين فهم كيفية عمله لدى البشر.
وفقًا لبروك، يمكن للدراسات المستقبلية التحقيق في كيفية تأثير المواد الكيميائية التجارية والصناعية على "تلطيخ البول" في الدلافين.
وقال: "قد نجد أن انسكابات النفط والجريان السطحي للمواد الكيميائية والتأثيرات البشرية الأخرى يمكن أن تعيق القدرة الطبيعية للدلافين على إرسال إشارات كيميائية لبعضها البعض".
ويمنع هذا الذكور من التعرف على الإناث القادرة على الإنجاب أو يقلل من قدرة الدلافين على التعرف على الأفراد من خلال إشارات صادقة.