الإثنين 25 نوفمبر 2024

أحلى الحكايات.. على شط الذكريات

  • 16-7-2017 | 11:50

طباعة

كتبت: إيمان العمرى - هدى اسماعيل

شاطئ البحر.. رمال من الذهب.. تحمل العديد من الذكريات، مثلها كالعملات التذكارية النادرة والأحجار الكريمة، تأتى مليئة بالتفاصيل المثيرة.. كأنها حكايات خيالية يحملها صوت البحر.. وفى جعبة المشاهير الآلاف من تلك الذكريات الرائعة أمام المسطح الأزرق الواسع.. فتعالوا معنا نستعرض قصصهم مع البحر وأمواجه.

في البداية ستعود بنا آلة الزمن لفترة أشهر نجماتنا، ونتذكر عشق أم كلثوم (كوكب الشرق) لقضاء الصيف في رأس البر، وكيف تحول المصيف هناك إلى ملتقى للأدباء والمثقفين وكبار الشخصيات، وهم يشهدون ميلاد أشهر وأهم أعمال سيدة الغناء التي أطربت العالم العربي كله.

وقد شاركت "ثومة" في حب شاطئ رأس البر الفنانات ليلى فوزي وتحية كاريوكا وزهرة العلا، كما سجلت ذكرياتهن هناك عدسات المصورين الذين حرصوا على نقل أخبارهن.

ومن رأس البر إلى  شاطئ مرسى مطروح لا يزال صدى صوت ليلى مراد يتردد حيا في المكان الذي أحبته وغنت له، فكان لهما معا ذكريات متبادلة.

اليوم تمتد هذه الذكريات، وتتجدد مع نجوم ونجمات الأدب والفن .

رائحة البحر

تستعيد "دينا صلاح " مذيعة راديو مصر رائحة البحر وصوت الموج وطعم الحياة:

"المصيف يعني الإسكندرية، فلها عشق خاص ومذاق مختلف عن معظم المدن الأخرى، حتى رائحة البحر.. ليس لها مثيل في أى مكان سواها, مصيف الطفولة كان دائما في جليم والمعمورة والمنتزة وشارع خالد بن الوليد؛ حيث كنت أذهب لأتسوق الإكسسوارت مع صديقاتي.. ولا أنسى لمّة العيلة والجلوس في "شنطة" العربية ونحن صغار، فقد كانت متعة خاصة.. يصحبنا خلالها في جولة غنائية شريط كاسيت لأصوات مطربي جيلنا في التسعينيات؛ محمد فؤاد وعمرودياب ومصطفى قمر.

الإسكندرية.. عشقي الأول والأخير!

أما الكاتبة لمياء شرف؛ صاحبة رواية "بيت العنكبوت"، فتروي ذكرياتها عن المصيف المرتبطة بالإسكندرية وخاصة شاطئ المعمورة:

"في صغرنا كان لهذا المكان الحظ الأكبر فى التنزه، وركوب الدراجات، وأكلات السمك، كما كان للمسرح أيضا حظ مماثل، لأننا كنا نحرص على حضور مسرحيات الموسم الصيفي بمسرح السلام، فالمصيف بالنسبة لي لم يكن مجرد بحر وشاطئ فقط بل ثقافة ومعرفة كلها كانت في صيف إسكندرية.. ورغم أني حين كبرت اعتدت الذهاب إلى الغردقة وغيرها من المدن الساحلية إلا أن الإسكندرية تظل عشقي الأول والأخير.

ذكريات الطفولة المسافرة

وتتجول بنا الفنانة نشوى مصطفي مع ذكرياتها المسافرة قائلة : 

"في طفولتي كنت أنتقل بين مدن بورسعيد وجمصة ورأس البر والإسكندرية بسبب طبيعة عمل والدي، وبالتالي كان لي في كل مدينة منها ذكريات لا تنسى, كل هذه الذكريات ارتبطت بالبحر فقط، فكنت أقضي يومي أمامه من طلوع الشمس إلى الغروب، فالمصيف بالنسبة لي كان الشاطئ فقط، وكنت عند عودتي إلى الشاليه ألعب مع أخواتي قليلا ثم أنام سريعا حتى أعود للبحر مرة أخرى، وكان صوت الأمواج ورائحة المياه رفيقاي على الرمال دائماً.

حالة مشابهة عاشتها الفنانة الدكتورة رانيا يحيي، عازفة الفلوت، تحكيها لنا:

"عندما كنت صغيرة كان والدي يعمل ضابط شرطة في أمن الموانئ بمدينة بورسعيد، لذا نشأت وعندي ارتباط قوي بالبحر وبقناة السويس والرحلات البحرية التي كنا نقوم بها في القناة, كما كانت للمعدية ذكريات خاصة جدا, فقد كنت أركبها كل يوم وأنا ذاهبة للمدرسة.. هذا غير مواعيدنا اليومية بنادي الضباط حيث تعرفنا على أسر زملاء أبي الذين كانوا يأتون للمصيف في بورسعيد، ونشأت معهم صداقات كثيرة على شط القناة".

وتواصل عازفة ذكرياتها، لما بعد فترة الطفولة:

"بالنسبة لذكرياتي الفنية فقد ارتبطت بمدينة الإسكندرية والأغاني التي وصفت جمالها, كما أن جمهور تلك المدينة أكثر انفتاحا وتذوقا للفن, وقد لمست ذلك أيضا في كل المدن الساحلية التي قدمت فيها حفلات غنائية, حيث اندمجت أصوات الأمواج العالية مع أصوات تصفيق المعجبين لتعزف لي سيمفونية رائعة من الذكريات الجميلة".

"وشه حلو"

وتذكر لنا البطلة الأولمبية في الخماسي الحديث هايدي مرسي ذكريات كثيرة مع البحر:

"أحب البحر بشدة خاصة.. شواطئ الساحل الشمالي، ومرسى مطروح، وشرم الشيخ.. أحب اللعب مع أصحابي على الشاطئ والسباحة معهم, كما كانت لي تجربة وأنا صغيرة في إحدى مسابقات السباحة في البحر.. لكن أحلى ذكرياتي كانت في الساحل الشمالي, حيث ذهبت إلى هناك في أجازة العيد قبل البطولة الأفريقية التي تؤهل للأولمبياد.. كنت أنهي تدريباتي وأذهب مسرعة للشاطئ أجلس على الرمال أتأمل البحر الذي كان "وشه حلو" وفعلا فزت بالبطولة.

أعمال فنية

علاقة المبدعين بالبحر قوية وممتدة وكثيرا ما شهدت الشواطئ ميلاد أجمل الأعمال.. وتحدثنا الكاتبة شهيرة سلام عن ذكرياتها أمام المسطح المائي الشاسع فتقول:

"الاتساع الكبير للأفق يعطى للتفكير الحرية والانطلاق, ورغم أنني أشعر ببعض الخوف من البحر لما به من غموض وأنه متقلب فقد شهد شاطئ الإسكندرية ميلاد واحد من أهم أعمالي وهو "الحياة منتهى اللذة" حتى أن المشهد الأول في الفيلم تم تصويره على الشاطئ".

أما الكاتب مجدي صابر فيؤكد أنه من عشاق البحر يجلس أمامه يتأمل ما به من جمال وروعة، ولا يحاول أن يخدش حسنه بالانشغال عنه بالورقة والقلم..

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة