كتبت: نيرمين طارق
لأن الحاجة أم الاختراع، فدائما ما نحاول العثور على بدائل ممكنة لمعظم الأشياء التى لا نستطيع الحصول عليها، فماذا لو لم نتمكن من الذهاب إلى المصيف هل نستطيع إيجاد بديل ممتع؟ هذا هو ما حولنا البحث عنه خلال جولتنا التالية ..
فى البداية تقول نجلاء محمود 40 سنة "ربة منزل": الصيف الماضى لم نذهب إلى الإسكندرية لظروف عائلية.. ولكن لأن من حق الأطفال الاستمتاع بالأجازة كنت أصطحب أبنائى كل يوم جمعة إلى كورنيش قصر النيل فى رحلة نيلية لاستنشاق الهواء الطلق، ثم نذهب إلى حديقة الأندلس للعب، وكانت أجازة سعيدة.
أما نورهان فتحى مترجمة, فتتحدث بحزن قائلة: "لن نتمكن هذا الصيف من الذهاب إلى أى رحلة شاطئية لأنني التحقت بعمل جديد وليس مسموحا بالأجازة فى الوقت الحالى، ولكنني قررت استغلال الصيف للذهاب إلى الأماكن التاريخية التى لم أزرها من قبل مثل شارع المعز، وارتداء الملابس الفلكلورية، وزيارة قصر محمد على فى المنيل".
وترى فاطمة عبدالرحيم 43 سنة, أنه عندما لا تسمح الظروف بالذهاب إلى المصيف فأفضل بديل هو القناطر الخيرية لرؤية الشلالات واللعب فى الحدائق والنزهة بالمراكب.
ويقول شريف شعبان 30 سنة: "أنا لست من هواة الذهاب إلى الشاطئ فى الصيف بسبب الازدحام الكبير, ولكني أذهب إلى حمام السباحة فى النادى بالإضافة للقيام بجولات على كورنيش المعادى والصعود إلى برج القاهرة."
متحف لكل مواطن!
وبجانب الأماكن الترفيهية، فهناك أيضاً العديد من المتاحف والمناطق التاريخية ذات الطابع الثقافي التي يعشق زيارتها الكثيرون.
ويحدثنا عن ذلك خالد على، مهندس, 36 سنة: "هناك الكثير من الأماكن الثقافية المميزة التى يمكن الاستمتاع بها فى القاهرة مثل متحف النسيج الذى يحتوى على الستار المطرز بالذهب، عندما كانت مصر ترسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة، وهناك مقياس النيل التاريخي ومتحف أم كلثوم التذكاري، وجامع محمد على بقلعة الجبل، ومجمع الأديان حيث المعبد اليهودى، وجامع عمرو بن العاص.
أما مريم عثمان 39 سنة فترى أن الصيف هو فصل الأجازات ولابد أن تستغل الأمهات الأجازة الصيفية لزيارة المتاحف والمساجد التاريخية, وهذا ما تقوم به مع أبنائها كل صيف لأن الوحدات المصيفية أصبحت غالية جدا, لذلك فبدلا من الذهاب للشاطئ تصطحبهم إلى قلعة صلاح الدين والمتحف القبطى ومسجد السلطان حسن.
ويؤكد كريم سعيد 33 سنة أنه من الممكن استغلال أجازة الصيف لحضور الحفلات فى الأوبرا وساقية الصاوى والجلوس مع الأصدقاء فى مقاهى وسط البلد.
ويرى معتز السيد نقيب المرشدين الأسبق أن على سكان القاهرة استغلال الأجازة الصيفية لزيارة المتاحف التاريخية مثل متحف الفن الإسلامى والمتحف القبطى والمتحف الزراعى ومتحف الشمع, ويضيف القرية الفرعونية لأن زائرها يستمتع برؤية التماثيل أثناء تنقله بقوارب مع متابعة الحياة اليومية للفراعنة, يؤديها ممثلون يرتدون أزياء المصريين القدماء، وهو ما يعد رحلة ترفيهية وثقافية فى نفس الوقت.
ولمن لا يستطيع الذهاب إلى المتاحف أثناء ساعات النهار فشارع المعز يمكن التجول به أثناء الليل, وهو واحد من أهم المتاحف المفتوحة في العالم, كما أن برج القاهرة يستقبل زواره في الأمسيات، بالإضافة للرحلات النيلية بدءا من كورنيش قصر النيل وكورنيش المعادى.
حدائق بلا حدود
وعن بدائل الشواطئ من أماكن متاحة فى القاهرة، يقول الأستاذ مجدى سليم الخبير السياحى ورئيس قطاع السياحة الداخلية الأسبق:
"القاهرة مليئة بالحدائق التاريخية مثل حديقة الأورمان التى تحتوى على العديد من النباتات النادرة, وتعد من أهم الحدائق النباتية وتشغل مساحة 28 فدانا.. أما الحديقة اليابانية فهي تصطحب زوارها إلى قارة آسيا بسبب ما تحتويه من تماثيل الحضارة الآسيوية، التي تبرز ثقافاتها هناك مثل تمثال وجه بوذا، وتماثيل الأفيال الثلاثة.. كما توجد أيضا حديقة الأزهر بعمارتها وتخطيطها المميزين.. هذا بالإضافة لقصر محمد على فى المنيل وهو واحد من أجمل القصور التاريخية التي ترجع للعهد الملكي, ويقع بين عدد كبير من المسطحات الخضراء ونهر النيل.. كما أن الرحلات النيلية فى القناطر الخيرية هى مصدر من مصادر البهجة لغير القادرين على الذهاب إلى الشواطئ لما تحتويه من مساحات خضراء واسعة بالإضافة إلى نهر النيل والشلالات.