توجيهات أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، بالبدء في تجهيز عدد من قطع الأراضي الفضاء، لإقامة أسواق كبيرة لبيع السلع الأساسية بسعر الجملة، عبر كبار التجار خاصة الخضروات والفاكهة، وهي ما تسهم في ضبط الأسواق وتقليل الحلقات الوسيطة بين المنتج أو الفلاح والمستهلك، بما سيؤدي إلى تقليل الأسعار حسبما أكد خبراء.
ووجه الرئيس السيسي بدراسة إمكان إقامة أسواق كبيرة ثابتة داخل نطاق القاهرة والجيزة، تقام في الأراضي الفضاء بعد إيجارها من أصحابها بشكل مؤقت بدلا من الشوادر الحالية، بهدف السيطرة على الأسعار حتى نهاية العام، موضحا أن الهدف من ذلك هو توفير المعروض بشكل غير تقليدي عبر هذه الأسواق ويلتزم تجار التجزئة بضبط الأسعار.
جهود ضبط الأسواق
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، بشأن إقامة أسواق الجملة وغيرها، تحمل أهمية خاصة ظل الوضع الاقتصادي الحالي، في ظل أهمية زيادة الإنتاج التي تساعد على ضبط الأسواق لأن المنافسة وزيادة عدد المنتجين والعرض تنعكس إيجابيا على الأسواق.
وأوضحت في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن الرئيس أشار إلى نقطة مهمة وهي ارتفاع أسعار اللحوم بشكل كبير، وهو ما يوضح أن الثروة الحيوانية لا تدار بالشكل الأمثل في ظل الفجوة الكبيرة بين أسعار اللحوم داخل مصر وخارجها ما يعني وجود أزمة، فاللحوم المستوردة أسعارها أقل بكثير من اللحوم المحلية، وهو ما يعود إلى مشكلة في تنظيم الإنتاج.
وأكدت يمن الحماقي أن الرئيس دعا إلى عمل مشروعات وإعطاء الشباب فرص في تربية المواشي على أسس سليمة وتفعيل دور المزارع الصغير بما سيزيد الثروة الحيوانية، موضحة أن الرئيس اقتراح تحويل الألبان المنتجة إلى لبن مجفف أو تحويله إلى مصانع الأجبان، وهو ما سيسهم في تقليل الأسعار وخلق فرص عمل وزيادة الدخول
وأضافت أن توجيهات الرئيس بإقامة أسواق الجملة استكمال لجهود الدولة لتوفير منافذ للبيع للسلع الأساسية بأسعار مناسبة، وخاصة أن هناك مناطق لم تكن تصل إليها السلع بالسعر المناسب، موضحة أن العاملين في القطاع غير الرسمي في مصر نسبتهم العظمى من الباعة الجائلين ومن المهم الوصول إليهم وإعادة تنظيمهم ومساعدتهم على التحول للعمل الرسمي.
وأشارت إلى أهمية الوصول إليهم ورفع قدراتهم ومنحهم قروضا ميسرة لتعزيز إمكانياتهم وتوجيههم التوجيه السليم، وهو أمر سيشكل فارقا كبيرا، مؤكدة أهمية إدارة الموارد الاقتصادية بشكل فعال وتحسينها وتنظيمها.
ولفتت أستاذ الاقتصاد إلى أن كل مشروعات الخير التي تتم في مصر يجب أن تتوجه إلى بناء القدرات المهارية والإنتاجية للفقراء فبدلا من منحهم شنطة رمضان يجب تعليمهم حرفة أو مهنة أو تدريب يساعد على تنمية المهارات والقدرات للشباب وللأسر بما يساعدهم على إيجاد فرص عمل تناسبهم وتكون مصدر دخل دائم لهم وتأمين مستقبلهم.
وأكدت أن ذلك يساعدهم أيضا على زيادة الثقة بأنفسهم وتعظيم قدراتهم وإرشادهم إلى الاتجاه الصحيح وزيادة شعورهم بالأمل في المستقبل وهو ما يحقق نتائج مذهلة، مشيرة إلى أهمية زيادة الطاقات الإنتاجية للشباب والتركيز على المرأة لأن زيادة دورها في المجتمع يؤدي لنتائج إيجابية، وزيادة إنتاجية الدولة بشكل عام.
تقليل الحلقات الوسيطة سيسهم في تقليل الأسعار
ومن جانبها، قالت الدكتورة سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، إن إقامة أسواق الجملة وفقًا لما وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسيلة مهمة للغاية في ضبط الأسواق، لأنها تقلل من الحلقات الوسيطة بين المنتج أو الفلاح وحتى المستهلك، مضيفة أن تلك الحلقات هي التي تسبب زيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه.
وأوضحت في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن تلك الحلقات تؤدي لظلم الفلاح والمستهلك في الوقت نفسه، ومن يحقق الاستفادة هي الحلقات الوسيطة، مضيفة أن أسواق الجملة ستكون مباشرة من المنتج إلى المستهلك فتختصر الحلقات الوسيطة، ما يسهم في تقليل غلاء الأسعار وكذلك تقليل الفاقد، بسبب النقل من مكان لآخر.
وأضافت الديب أنه نتيجة نقل السلع أو المنتجات من مكان لآخر يحدث فقد لما يقرب من 20% أو 30% منها، وهو ما يتم تحميله على المواطنين، من خلال زيادة السعر الأساسي للسلعة، مشيرة إلى أنه في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، تعمل الدولة على السيطرة على غلاء الأسعار المبالغ فيه.
وأشارت إلى أهمية عمل حصر للسلع الأساسية التي يحتاجها البيت المصري، مثل الدقيق والسكر واللحوم وغيرها من المنتجات الأساسية، وعمل أسعار محددة ومعلنة لها وتكون تلك الأسعار لفترة زمنية محددة مثل 3 أشهر، لتجنب الزيادة العشوائية في الأسعار التي يفرضها المنتجون وفقًا لإرادتهم دون أي سند أو دراسة.
ولفتت إلى أن هناك زيادة غير مبررة في الكثير من السلع بشكل متكرر، خلال الآونة الأخيرة، لذلك يجب التصدي لهذا من خلال تحديد أسعار السلع الأساسية بعد دراستها بحيث لا يتعرض المنتج أو المستهلك للظلم.