ذكرت صحيفة (الأهرام) - في افتتاحية عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء - أن مصر لا تترك أي مناسبة أو لقاء أو تجمع دولي إلا وتكون قضايا الدول النامية خاصة القضايا العربية والإفريقية، ضمن أولوياتها بما يخدم مصالح هذه الدول، ويؤكد أنها من ثوابت السياسة الخارجية المصرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الاهتمام المصري بقضايا الدول النامية ظهر في كثير من المناسبات والأزمات والقضايا وعلى رأسها المشكلات المالية وأعباء الديون على الدول النامية، حيث سعت مصر إلى التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنوك التجارية العالمية لتخفيف أعباء الديون عن الدول النامية في ظل التداعيات السلبية المترتبة على الأزمات العالمية ومنها الحرب الروسية الأوكرانية التي أثرت سلبا على أمن الطاقة وأمن الغذاء العالمي، وهو ما برز في الدعوة المصرية لعقد اجتماع في سبتمبر القادم مع هذه المؤسسات لبحث خفض ديون الدول النامية والناشئة خاصة الدول الإفريقية، وذلك في إطار استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ هذا العالم وحشد دعم الدول الكبرى والغنية لمساعدة الدول النامية في مواجهة التداعيات الاقتصادية للتغيرات المناخية والأزمات العالمية ومساعدتها في التوسع في الاقتصاد الأخضر والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وأشارت الصحيفة في هذا الإطار أيضا إلى ما سعت إليه مصر لتعزيز مسئوليات الدول الكبرى في تحمل مسئوليتها في مواجهة آثار التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الحرارية، باعتبار أنها المسئول الأول عن تلك الانبعاثات، والتي أثرت سلبا على الدول الفقيرة والنامية مع تصاعد ظاهرة التصحر والجفاف وتأثر الأمن الغذائي بشكل كبير.
وأضافت أن اهتمام مصر بقضايا الدول النامية برز في مواجهة الأوبئة والأمراض كما حدث مع جائحة كورونا وحشد الدعم الدولي المالي واللوجستي لمساعدة تلك الدول لمواجهة واحتواء الجائحة وتأكيد عدالة توزيع اللقاحات العالمية، وضرورة التكاتف بين الدول الكبرى والنامية من أجل تعظيم العمل الجماعي الدولي في مواجهات الأزمات والتحديات المتصاعدة والتي باتت تهدد السلم والأمن الدوليين، ومن هنا تحرص مصر على حشد كل الجهود والطاقات والتنسيق بين الأطراف الدولية المختلفة من أجل إنجاح مؤتمر المناخ المقبل في شرم الشيخ، والخروج بمخرجات وتوصيات عملية وموضوعية قابلة للتنفيذ على الأرض، وفي إطار الترابط بين الأزمات المختلفة.