بالاستقراء فى سير العلماء والأولياء، الدعاة والرعاة، الصالحين والمصلحين، تجد أكثرهم ومعظمهم عانى وقاسى الجحود والبهتان، والعداوة والشنئان، من حاسدين وحاقدين، من متطاولين ومدعين، من دخلاء وجهلاء وعملاء.
حقاً ما أشبه الليلة بالبارحة !فى القرون الوسطى قبل الإسلام كان أى صوت يريد التنوير يحكم عليه بالهرطقة والشلح والسحل والحرق .
فى تاريخ المسلمين: مؤامرات ضد أكابر العلماء : سادتنا سعيد بن جبير – رحمه الله تعالى – قتله الحجاج ظلماً وعدواناً، يتم جلد الإمام أبى حنيفة – رحمه الله تعالى – لورعه فى عدم تولى منصب الإفتاء، وجلد الإمام مالك بن أنس – رحمه الله تعالى – لفرية كاذبة حولت فتواه "ليس على مكره طلاق" إلى "ليس على مكره بيعة" وتلصق زوراً بالإمام الشافعى – رحمه الله تعالى – تهمة العمالة للشيعة باليمن، ويسجن لسنوات طوال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – لترف فكرى ليس من أصول الدين (هل القرآن الكريم : قديم أم مخلوق كألفاظ وأساليب حادث وعلى شاكلته الإمام البويطى – رحمه الله تعالى – تلميذ الإمام الشافعى – رضى الله عنه؟ ويموت الإمام البخارى – رحمه الله تعالى – غماً وكمداً من أسئلة تعجيز وإعنات وإرهاق! غيرهم آلاف مؤلفة جبسوا حساً ومعنى، أُهينوا إهانات بالغة من "مشاحنة عوام" وجبروت سلطات حاكمة، وتلفيق اتهامات، وتدبيج مؤامرات ممن منافسين وخاملين على السواء، فى دنيا قراء القرآن الكريم حدث ولا حرج، إشاعات تطول السمعة والعرض، وسعى حثيث لإتلاف حنجرة بوسائل شيطانية (ما تعرض له الشيخ محمد رفعت – رحمه الله تعالى – من أعمال شيطانية وبعث مواطن ساحر حاسد شامى لإهلاك حنجرته وقد كان)، وما قيل عن غيره من تقولات، ووصل الأمر لمحاولات القتل بالسم.
فى عالم القضاء الشرعى يتم تلفيق جريمة مفتراة للقاضى الشرعى الشيخ الفيل للتذرع والتعلل بإلغاء القضاء الشرعى الإسلامى.
وتكتمل المأساة فى الأزهر الشريف من تسليط وجبروت قوى البغى بالأمس القريب ضد الشيخ المراغى وغيره من الغزل والإبعاد، وللشيخ الشعراوى – رحمه الله تعالى – من الإخراج القسرى لإعارة الجزائر لأمور تدبر ضد الأزهر فى ستينيات القرن الماضى، والتضييق على الإمام الشيخ عبد الحليم محمود – رحمه الله تعالى – (قدم استقالته مرتين)، وما أشيع عن الشيح الفحام وبيصار – رحمهما الله تعالى – من اتهامات ظالمة، وما تعرض له الإمام الشيخ جاد الحق – رحمه الله تعالى – من تهديد ووعيد لمواقفه من قرارات "السكان" وقوانين "الأسرة" وما تعرض له العالم المستنير الشيخ محمد الغزالى – رحمه الله تعالى – من دعوى هجومه على السنة النبوية، وصدرت ضده إصدارات من أقزام الفكر تصفه بالكفر، وما ـلصق بالعلامة الدكتور السيد الطويل – رحمه الله تعالى – من السلفية الدعوية التى خرج من عباءتها قبل موته من اتهام رد للسنة النبوية، ولا تزال الفرية لاصقة بجماعته الدعوية.
ولا تكف ألسنة أشياخ السلفية المدعاة أو المتسلفة عن وصف علوم وعقيدة الأزهر بالزيغ وفساد العقيدة أى الكفر لعدم تجزؤ العقيدة والباطل والفاسد مترادفان .
لإفساح المجال لتصحر الفكر وفقه البداوة وإسلام النجديين، وما أدراك ما نجد (راجع تحذيرات بنى الإسلام سيدنا محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم - وليس محمد بن عبد الوهاب – غفر الله له - عن نجد وما يخرج من نجد وأوصاف تيار ومذهب نجد، فى المصنفات الحديثية) .
ويتولى أذناب الوهابية المتسلفة مهام تشويه أكابر علماء الأمة المسلمة تخطئة وتجهيلا لأئمة العلم: النووى، ابن حجر الزمخشرى، الغزالى، الأشعرى، الماتريدي، أبى حنيفة – رحمهم الله جميعاً - وكبار العلماء المعاصرين من تنقيص واحتقار وتخطئة علماء الأزهر الشريف كافة وما يشيعوه ظلماً ضد كاتب المقال الثائر الحق ضد الاتجار بالدين والمزايدة به فى وقت خرس فيه الجميع، وإصداراته وأعماله الدعوية والإعلامية شاهدة ناطقة اعتزازه بالثقافة الأزهرية السنية المعبرة عن صحيح الدين الحق .
وتظل مآس إهانة العلماء من قوى التمذهب والتعصب والتحزب حتى إشعار آخر .
وإلى الله وحده المشتكى .