الخميس 27 يونيو 2024

الحوار مع المواطن

مقالات25-5-2022 | 02:03

دعوة لكل مسئول.. فى توقيت دقيق تواجه فيه مصر حملات مسعورة من الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. ورؤية للإعلام.. حتى يكون هدفنا بناء وعى حقيقى وفهم صحيح.. وتذكير الناس بما كنا عليه، وماذا أصبحنا فيه، وتخليصهم من آفة النسيان، فلا سبيل أمامنا إلا فتح جسور التواصل المباشر وغير المباشر مع المصريين لنضع الصورة الحقيقية كاملة أمامهم.. فما أعظم الوعى من خلال إنجازات الواقع.. قوى الشر رسائلها وآلاعيبها هشة وضعيفة ولا تقوى ولا تصمد أمام سلاح الحقيقة الفتاك والواقع المضىء.
 الحوار مع المواطن
 الأيام أثبتت.. فى ناس تقدر تراهن عليها.. وهؤلاء هم عموم المصريين الذين يريدون الفهم والوعى والوقوف على الحقيقة يفتحون قلوبهم وعقولهم.. ويحتفظون بحب جارف ووطنية بلا حدود لمصر، عقيدتهم الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة لا يبيعون أبداً مواقفهم الثابتة فى حماية بلدهم، ولا يمكن لأى مخلوق أن يخدعهم أو يختطف عقولهم بالزيف والخداع والأكاذيب والشائعات والشعارات الجوفاء والمتاجرات.. لديهم ثقة مطلقة فى قدرة هذا الوطن على تحقيق المعجزات.. أدركوا شرف ووطنية وإنجاز قيادتهم السياسية لأنهم ببساطة عاشوا الأيام المرة والقاسية التى كانت فيها مصر على شفا السقوط والضياع.. ولمسوا بأيديهم ما تعيشه الآن من أمن وأمان واستقرار ونجاحات وإنجازات.. وما حققته من بناء وتنمية ومشروعات عملاقة فى كافة المجالات وكيف أصبحت لديها القدرة على تحمل الصدمات ومواجهة الأزمات العالمية، وكيف ان اهتمامها وأولوياتها هى توفير الحياة الكريمة لمواطنيها.
القطاع الكبير من المصريين والأغلب والأعم شرفاء مخلصون لوطنهم، لا يتحملون أى مكروه له ولا يرضون بالخيانة جاهزون لتحمل الصعاب وبذل التضحيات من أجله، لا يفرطون أبداً فى ثوابته.
على الوجه الآخر، وفى المقابل، ابتلينا بأقلية لا يعجبها العجب.. ولا يرضيها أى شيء لا تفكر إلا فى ذاتها المريضة، ومطالبها الشخصية، لا تستطيع التعويل عليها، تاريخها وشكلها ومضمونها ملوث، لا ينظرون إلى خطوط حمراء تجاوزها يتعارض مع مصلحة الوطن، تراهم دائماً بوجوه مختلفة اتخذوا من النضال الكاذب مثل الحمل الكاذب والمتاجرات والشعارات والمزايدات منهجاً ودستوراً وعقيدة.. لذلك فالرهان عليهم خاسر، والثقة فيهم مقامرة يعانون من أعراض مرض التضخم الفشنك عقولهم (خاوية) من أى رؤية أو هدف أو حتى نوايا حسنة لوجه الله والوطن.. أحاديثهم تتسم باللامعقول واللاواقع، لا يرون أى حقيقة على الأرض.. فالناس لم تعد تثق فيهم ولا تصدقهم، لكن استمرارهم فى الكذب والمتاجرات إذا لم نتحرك.. قد تكون له بعض الآثار السلبية.
من هنا.. وانطلاقاً من أقوال الرئيس عبدالفتاح السيسى الدائمة.. «قولوا للناس»، فهِّموا الناس، وعوا الناس، اطلعوهم من أجل بناء وعى حقيقى لدى المواطن وان يفهم المشهد وتفاصيله وما يجرى وما ينجز، وما يحاك ضد هذا الوطن، فالمواطن الطبيعى الشريف المحب لبلده.. إذا علم وعرف ووعى فإنه جاهز للتصدى والتضحية وأيضاً يصعب اختراق عقله والعبث به بوعى زائف وأكاذيب وشائعات انطلاقاً من كلام الرئيس السيسى وتأكيداته المتواصلة على أهمية بناء الوعى الحقيقي.. وأعتقد انه الوحيد الذى يحرص على الحديث والمداخلات خلال الافتتاحات والمناسبات على توضيح تفاصيل الصورة بلغة بسيطة مدعمة بالأرقام والبيانات والصور.. وما كانت عليه مصر وماذا أصبحت؟.. لكن السؤال من هو المسئول الذى يحرص على ذلك ويصر على الحديث مع الناس والمواطنين.. فهل الوزراء وما لديهم من ملفات وحقائق ومعلومات ومشروعات ونجاحات يؤدون نفس الدور أم الانكفاء على العمل فقط دون الحرص على الحديث للناس والتفاعل معهم أو تنظيم زيارات ميدانية على أرض الواقع، والسؤال الثانى كم محافظاً فى شتى ربوع البلاد حريص على الحديث مع مواطنى محافظته لشرح الأوضاع بالكامل وتفسير ما يحدث والرد على تساؤلات الناس وتوضيح الصورة لهم، السؤال الثالث.. كم جامعة فى كل محافظة، وكم مركز شباب فى كل محافظة.. هل فكر المحافظ فى عقد لقاءات جماهيرية مع المواطنين من أجل الوعى والفهم، من أجل الاطمئنان على عقول الناس فى هذا التوقيت الدقيق.
نعم الوعى من أهم أدوار الإعلام لكن هذا ليس كافياً، مطلوب من المسئولين أن يضعوا الاهتمام بالإعلام فى أولوياتهم وأقصد الوزراء والمحافظين، خاصة فى اتاحة البيانات والمعلومات والأرقام.. وتفاصيل الواقع حتى يتسنى للإعلام ان يمتلك أدواته.. وينطلق بقوة الحقيقة والواقع لدحر الأكاذيب والشائعات.
الحوار مع المواطن أكثر أهمية فى هذا التوقيت.. فالرئيس السيسى حريص على الحوار والنقاش ولقاء الناس وسؤالهم عن أحوالهم وظروفهم المعيشية وتقييمهم لإجراءات الحكومة ويفتح قلبه وعقله لمطالب وتساؤلات المواطنين من هنا يجب ان ندرك أهمية الحوار مع المواطن خاصة وأننا مستهدفون بحملات ضارية ومسعورة من الشائعات والأكاذيب والتشويه والتشكيك على مدار الساعة.
نعم فشلت قوى الشر والظلام فى تأليب المصريين وتحريضهم، لكن المثل الشعبى يقول «الزن على الدماغ أقوى من السحر» لذلك علينا كإعلام ومسئولين أن نجهز أنفسنا ونفك طلاسم الأكاذيب للمواطن ونفكك الأفكار الشريرة والسيئة والكاذبة التى تحمل أهدافاً خبيثة ضد الوطن.
لذلك أطالب المسئولين والإعلام بأن يتحدثوا بلغة الناس وبوضوح وبمنطق وواقعية وبلغة الأرقام وموضوعية حول كل القضايا والموضوعات والملفات، بلغة بسيطة، فالحقيقة ان (آفة مجتمعنا النسيان) لذلك لابد أن نعمل دائماً على انعاش الذاكرة.. وما  أروع خطاب الماضى والحاضر أن نسألهم.. «احنا كنا فين، وبقينا فين»، ليس مجرد عنوان ولكن هناك معلومات وحقائق لابد أن يطلع عليها المواطن.. ويتذكر المآسى والكوارث والأزمات التى كان يعانى منها.. وما كان يواجه المصريين من غياب للأمن والأمان والاستقرار، وفقدان الأمل والتطلع إلى المستقبل، وكيف هم الآن، وما يعيشون فيه من أمن وأمان واستقرار وإنجازات ونجاحات.
الفارق كبير بين ما كانت عليه مصر.. وما أصبحت عليه الآن وهو جدير بأن يشكل وعى المواطن وإدراكه وفهمه لما تحقق من نجاح وإنجاز عظيم فى هذا البلد، لماذا أيضا لا نحاورهم ونناقشهم بأساليبهم ولغتهم، فماذا لو سألناهم، (ماذا لو)؟.. ماذا لو لم نحارب الإرهاب والتطرف والتشدد وننتصر عليه، ونتصدى للمؤامرات والمخططات، ماذا لو لم تتحقق المعجزة فى سيناء من انحسار للإرهاب.. وتبنى أكبر عملية بناء وتنمية فى سيناء؟، ماذا لو لم تتوسع مصر رأسياً وأفقياً فى مجال الزراعة وتضيف أكثر من 6 ملايين فدان فى القريب العاجل لمساحة الرقعة الزراعية فى مصر فى ظل الأزمة العالمية الطاحنة وما نتج عنها من تعطل سلاسل الامداد والتوريد، ثم ماذا لو لم يتم إنجاز المشروع القومى لصوامع الغلال ومستودعات ومخازن زيوت الطعام والبوتاجاز والمواد البترولية، ماذا لو لم نتصد للقضاء على فيروس سى والعشوائيات ويتم القضاء عليهما، ماذا لو لم تحل مشكلة الكهرباء من جذورها ونمتلك فائضاً من الطاقة الكهربائية؟
ماذا لو لم تسدد حصة الشريك الأجنبى فى شركات البحث والتنقيب والإنتاج للبترول والغاز؟ ماذا لو لم يتم اكتشاف حقل ظهر وادخاله للخدمة والإنتاج فى زمن قياسى وحمايته من الأطماع والتهديدات؟ ثم ماذا لو لم نمتلك الجيش الوطنى العظيم القوى الصلب الأقوى فى المنطقة وأحد أقوى جيوش العالم فى ظل المنطقة المضطربة التى نعيش فيها وما يواجه مصر من تحديات وتهديدات ومخاطر وأطماع ومخططات ومؤامرات، وماذا لو لم يكن لدينا شرطة وطنية محترفة تواجه مؤامرات ومخططات وإرهاب الداخل وتحمى المواطن؟، ثم ماذا لو لم نقض على ظاهرة طوابير الخبز والبوتاجاز والبنزين والسولار؟، ماذا لو لم تتوسع مصر من مساحة المعمور من 7٪ إلى ما يقرب من 16٪ من خلال المدن الجديدة العملاقة والعصرية؟، ماذا لو لم تهتم مصر بمشروعات البنية التحتية أحد أهم مقومات جذب الاستثمارات، وماذا لو لم تملك مصر شجاعة القرار وتنفذ أكبر عملية إصلاح اقتصادى شامل تحمى مصر من الصدمات والأزمات وتداعيات الأزمات العالمية؟، وماذا لو لم نطلق كل هذه المبادرات الصحية التى حافظت على صحة المصريين ثم المشروع القومى للتأمين الصحى الشامل ثم تطوير ورفع كفاءة المستشفيات واقامة المستشفيات الجديدة والاهتمام بتطوير التعليم، وماذا لو لم تطلق مشروع (حياة كريمة) لتطوير وتنمية الريف المصرى والذى يستهدف الارتقاء بجميع الخدمات لما يقرب من 60 مليون مصري؟، ماذا لو لم تتحرك مصر لتعيد دورها وثقلها ومكانتها الإقليمية والدولية ماذا لو لم تقم مصر بتطوير وسائل النقل والسكة الحديد وتعمل على تجديد أسطولها البحرى وموانيها ومطاراتها.
الحقيقة نحن أمام ملحمة وطنية حقيقية للبناء والتنمية وتجربة ملهمة.. لذلك يجب أن نذكر المصريين كيف كانت مصر قبل تولى الرئيس السيسي.. وما هى أحوال الاقتصاد المصرى وإلى أين وصل؟، وماذا عن الانقطاع شبه الدائم فى التيار الكهربائى ونقص المواد البترولية وتبعثر موارد مصر من الغاز وعدم الاستفادة من ثرواتها، وماذا عن طوابير العيش التى سقط فيها شهداء ناهيك عن البنزين والسولار والبوتاجاز ونقص السلع والتعدى على الأراضى الزراعية وانتشار الفساد وسرقة المال العام.. والمتاجرة بصحة المصريين وانهيار التعليم وفيروس «سى» والعشوائيات وغياب المساواة والعدل وانتشار المجاملات والوساطة والمحسوبية.
أعتقد أننا فى حاجة شديدة إلى أن يتذكر الناس.. لذلك تبرز أهمية الحوار مع المصريين لتخليصهم من آفة النسيان وانعاش ذاكرتهم.. فالأمور يجب ألا تقيم بأوقات الأزمات والعثرات والتحديات.. فلابد أن يعرف المواطن المصرى ان تداعيات الأزمة العالمية سواء «كورونا» وبعدها الحرب الروسية- الأوكرانية خلقت أوضاعاً عالمية قاسية خاصة الاقتصادية أصابت السواد الأعظم من دول العالم وشعوبها بالمعاناة والتضخم ورفع الأسعار ورغم هذه المعاناة فى العالم إلا أن المصريين لا يشعرون بنقص أى سلعة أو خدمة.. وامتلكوا القدرة الاقتصادية على التحمل ومواجهة الأزمات والصدمات والتداعيات الاقتصادية من خلال اقتصاد يتمتع بالمرونة والثبات والقدرة على التعاطى مع الأزمات.
الحقيقة أننا نحتاج إلى حراك وتكثيف فى مجال الوعى والفهم يتشارك فيه الجميع إعلاماً ومسئولين وذلك لدقة التوقيت.. واشتعال حملات الأكاذيب والشائعات.. وظهور المرتزقة الجدد.. الذين يشبهون المسخ المشوهين داخلياً وخارجياً من سيئى السمعة والمشبوهين.. واطلاق العنان لكلاب الإخوان للنباح.. لذلك لابد أن نبذل جهوداً كبيرة فى الحوار والتواصل مع الناس والحديث معهم بحقائق الواقع وهى أكثر مما نتصور وقادرة على تحصين وعى المواطنين وايصال الصورة من خلال فهم صحيح وواضح وكذلك انتشالهم من السقوط فى مستنقع النسيان.
تنشيط الذاكرة والوعى الحقيقى والفهم الصحيح هو طريقنا وسلاحنا لدحر كل الأكاذيب.

تحيا مصر