قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن القارة الأفريقية شعوبا ودولا اليوم بيوم أفريقيا وهو اليوم الذي تم فيه الإعلان عن تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، والذي ارتبط باستقلال دول وشعوب القارة من الاستعمار في فترة التحرر والاستقلال الذي كان سائدا آنذاك في العديد من هذه الدول، وبداية مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق والتشاور بين دول القارة للتوصل للهدف المنشود وهو إقامة الوحدة بين القارة.

وأوضح حليمة، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا اليوم هو بداية لعهد جديد والتوجه نحو مرحلة جديدة من التعاون بين الدول الأفريقية في كافة المجالات وهو الأمر الذي حظي باهتمام كبير وتجاوب من جانب دول وشعوب القارة، لأن التحرر من الاستعمار السياسي القديم والاستعمار الاقتصادي كان هو ما يشغل كل الاهتمام.

وأشار إلى أن إنشاء الاتحاد الأفريقي كان بداية لمرحلة جديدة أخرى من أجل التنمية المستدامة والعمل على تحقيق أهداف تلك التنمية في كافة المجالات، حيث كان هناك تحديات جثام واجهتها دول وشعوب القارة، مشيرا إلى أنه ما يزال تحقيق التنمية المستدامة هو الهدف الاستراتيجي الأساسي مع محاولات مواجهة التحديات التي تعيقه.

وأكد أن أهم تلك التحديات هو مكافحة الإرهاب والتغلب على الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية للوصول إلى مناخ آمن ومستقر لعملية التنمية المستدامة، ودفع التنمية الاقتصادية بمفهومها الواسع ليشمل ليس فقط تدعيم البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية المختلفة بل استغلال الثروات الاقتصادية الأفريقية وتنشيط الحركة التجارية بين دول القارة بما يعزز من عملية التنمية وتطوير الخدمات في مجالي الصحة والتعليم.

ولفت إلى أن هناك عدد من التحديات المستحدثة التي تهدد القارة من أبرزها جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية التي أدت إلى تداعيات سلبية على العديد من المجالات منها الطاقة والغاز والغذاء، بجانب تحديات تغيرات المناخ وتداعياتها السلبية على الكثير من الدول الأفريقية مثل أزمات التصحر وندرة المياه.

وأكد صلاح حليمة أن القارة الأفريقية في هذا الصدد تعمل من أجل مواجهة هذه التحديات ودفع عملية التنمية المستدامة، ومصر لها دور محوري منذ فترة طويلة وخاصة من 2014 وفترة تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي للتغلب على هذه التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مما يؤكد تعاظم دور مصر في أفريقيا ودعمها في كافة المجالات.

وأضاف أن مصر كان ولا يزال لها دور محوري في مواجهة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة والإتجار بالبشر، وهو أمر واضح في منطقة الساحل والقرن الأفريقي والبحر الأحمر، ولها دور كبير في التوصل إلى حلول لتسوية القضايا الإفريقية على النحو الذي يحقق الأمن والاستقرار، وهو ما يتضح في جهود حل الأزمة الليبية والسودان وجنوب السودان والصومال ومنطقة القرن الأفريقي.

وشدد على أن مصر لها دور كبير في دفع الاستثمارات وخاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية والمشروعات الكبرى مثل ربط بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، ومشروع خط القاهرة – كيب تاون، وأيضا فيما يتعلق باستثمارات القطاعات الإنتاجية المختلفة من قبل القطاع الخاص أو الدول المانحة أو المؤتمرات الاقتصادية والمالية وتوفير المساعدات بالنحو الذي يدعم عملية التنمية وينشط من العلاقات الثنائية.

وأكد أن مصر طالبت أيضا بتوفير اللقاحات ضد كورونا للقارة الأفريقية وتوزيعها بشكل عادل وصناعتها في القارة وتحديث النظم الصحية في الدول الأفريقية، مشيرا إلى أن هناك دور مصري أيضا بارز في قضايا تمكين المرأة والشباب وتأهيلهم للقيادة في المستقبل.