السبت 18 مايو 2024

أسامة عفيفي .. فارس سلاحه الشعر

16-7-2017 | 19:26

قدم الشاعر أسامة عفيفي تجربة شعرية عمادها حب الوطن وناسه وقضاياه ومبادئه، ولم ينفصل أو يتخلى عفيفي عنها طيلة حياتها ، فكانت قضايا المجتمع حاضرة في شعره كما يتضح في مقطع شعري يقول فيه "
الميادين
وجد أريج الرياحين
وصهد غضب القلوب
صلابة نخل الجنوب  
جسارة الفأس التي
تشق قلب الطين
مصر التي
في الميادين

وفي نص آخر يتضح قدرة أسامة عفيفي الشاعرية وذاته التائهة التي تسبح نحو البر، متمسكة بتلابيب القصيدة وليس للشعراء غيرها طوق نجاة، ولكن هذا الشاعر الذي يحمل على كاهله هم الوطن حتى تعبت منه رأسه أو تعب منها فتمنى لو ينساها في أي مكان ليستريح ويريح، فيقول:

بحثت عنه
في درج المكتبِ الكبير
وفي الدولابِ المعدني العتيقِ
المجاور للمكتبةِ المغبرة
فتشت عنه طوال نهار أمس
في السحارةِ المزدحمةِ
بخطاباتي الغرامية
وهدايا الصبا الرومانسية
ولم أعثر عليه
في شنط السفرِ
الممتلئةِ بملابسي السبعينيةِ
التي أكلتها العتةُ
لم أجده
لا في الثلاجةِ
ولا في دولابِ المطبخِ
ولا حتي في النيش
رأسي
الذي تركته
أول أمس
علي الكومودينو
قبل أن أنام
اختفي تمامًا
في ظروفٍ غامضة .

وظلت الروح الشاعرة تستشرف الغيب حتى قبل موته فكان آخر ما كتبه أسامة عفيفي مقطعا يعلن فيه حنين الطين للابن أو حنين الابن لأمه، وعلى كل حال جاءت كلمات عفيفي، قائلا :

"حنين.. لأننا خلقنا.. من نفس قطعة الطين.. وافترقت بنا الدروب.. عبر آلاف السنين.. قالت كفك.. حين التقينا.. لم تحملنا.. كل هذا الحنين؟!".


مسيرته الصحفية :
إلى جانب مسيرته الشعرية، يعد أسامة عفيفي من رواد الصحافة الثقافية في مصر وكان لعفيفي مدرسة واضحة قوامها توخي المهنية الكاملة في طرح المواضيع والقضايا وسياق الاتهامات والردود، كما عمل على البحث والتنقيب على المواهب الشابة الحقيقية وتقديم أعمالهم .


تولي أسامة عفيفي رئاسة مجلة المجلة كما أشرف على قسم الثقافة بجريدة الأسبوع وعمل وكتب بالعديد من المواقع الصحفية المهمة.

ورحل عن عالمنا، اليوم الأحد،  بعد صراع مع المرض. وكان عفيفي قد أصيب بوعكة صحية مطلع الشهر الجاري نقل على إثرها للمستشفى.

    الاكثر قراءة