حذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) و14 منظمة إنسانية أخرى، من أن خطر المجاعة يلوح في الأفق في شرق إفريقيا؛ بسبب الجفاف الذي خلفه شح الأمطار في أربعة مواسم.
وقالت المنظمات الأممية - في بيان اليوم - إن الوضع مرشح للتدهور، مشيرين إلى أن الجفاف الحالي الشديد والواسع النطاق والمستمر متعدد المواسم يؤثر على الصومال والأراضي القاحلة وشبه القاحلة في كينيا وإثيوبيا والمناطق الرعوية الشرقية والجنوبية بشكل غير مسبوق، وذلك بعد شح الأمطار في أربعة مواسم مطيرة متتالية وهو الحدث المناخي غير المسبوق منذ 40 عاما على الأقل.
وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن أحدث التنبؤات الموسمية طويلة الأمد والمدعومة بإجماع واسع من خبراء الأرصاد الجوية، تشير إلى أن هناك خطرًا ملموسًا من أن موسم الأمطار المقبل في (أكتوبر – ديسمبر) قد يكون شحيحا أيضا، منوهة إلى أنه إذا تحققت هذه التوقعات فإن حالة الطوارئ الإنسانية الشديدة بالفعل في المنطقة ستزداد عمقا.
وأشار البيان إلى أن حوالي 16.7 مليون شخص يواجهون حاليا حالة من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرتبة الثالثة على التصنيف العالمي لانعدام الأمن الغذائي)، وتوقع أن يرتفع العدد إلى 20 مليونا بحلول شهر سبتمبر المقبل.
ولفتت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن تقرير التقييم السادس للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، أكد أن هناك أدلة على مساهمة بشرية في الانخفاض الملحوظ في متوسط هطول الأمطار في شمال شرق إفريقيا وكذلك الزيادة الملحوظة في شدة وتواتر الظواهر الحارة، حيث تم الإبلاغ عن انخفاض كمية هطول الأمطار من 2 إلى 7 ٪ لكل عقد (الفترة 1983-2010) وذلك في موسم الأمطار الطويلة من مارس إلى مايو في شرق إفريقيا.
وذكر البيان أن تأثيرات الوضع على الأمن الغذائي واسعة النطاق، إذ انخفض نمو الإنتاجية الزراعية في إفريقيا بنسبة 34٪ منذ عام 1961 بسبب تغير المناخ وذلك أكثر من أي منطقة أخرى، محذرا من أن الاحترار المستقبلي سيؤثر سلبا على النظم الغذائية من خلال تقصير مواسم النمو وزيادة الإجهاد المائي.