أعلن وزير الدولة للإنتاج الحربي المهندس محمد أحمد مرسى أنه يتم حالياً التعاون مع علمائنا المصريين في مجال إنتاج السيارات لتصميم سيارة كهربائية مصرية، وذلك في إطار اهتمام الدولة بهذا المجال والاهتمام بصياغة استراتيجية لتوطين ودعم هذه الصناعة.
وأكد مرسي - خلال مشاركته في جلسة بعنوان (الصناعة الخضراء: الطريق إلى COP27)، على هامش مؤتمر (مصر تستطيع بالصناعة)، الذي انطلق اليوم /الثلاثاء/ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد - أن التوسع في إنتاج مثل هذه الأنواع من المركبات ووضع تصميمات مصرية لها، سواء التي تعمل بالكهرباء أو بالغاز أو الوقود المزدوج، له مردود صحي وبيئي واقتصادي كبير.
وقال "إن الإنتاج الحربي قطع شوطاً كبيراً في هذا التوجه، حيث يتم إنتاج الأوتوبيس الكهربائي SetiBus بالتعاون مع القطاع الخاص ممثلا في شركة MCV، وهو الأوتوبيس الذي سيستخدم لانتقالات ضيوف COP27 بشرم الشيخ في نوفمبر القادم، ومخطط في النصف الأول من عام 2023 البدء في إنتاج العربة البيك أب (EM)، والتي تعمل بالغاز والبنزين بالتعاون مع القطاع الخاص العربي ممثلاً في شركة M-Glory الإماراتية".
وكشف مرسي عن وجود تعاون آخر مع القطاع الخاص المصرى لإنتاج سيارة بديلة للتوكتوك تعمل بالغاز والبنزين في المرحلة الأولى للإنتاج، ثم لتعمل بالكهرباء في المرحلة الثانية للإنتاج.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في مؤتمر "مصر تستطيع" المهم والواعد، والذي يكلل كل الجهود الحثيثة المبذولة للاستفادة من خبرات علماء مصر بالخارج وربط "طيورنا المهاجرة" بوطنهم الحبيب مصر، متوجهاً بالتقدير لوزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم على الدور الحيوى الملموس الذي سمح للجهات التصنيعية المختلفة بالتواصل مع علماء مصر بالخارج من خلال مشوار المؤتمر، الذي بدأته في ديسمبر 2016.
وشدد على أن وزارة الإنتاج الحربي تعتبر واحدة من أكثر الجهات التصنيعية التي استفادت من تلك المؤتمرات، حيث تمت المشاركة في النسخ الخمسة السابقة، كما تشارك الوزارة في 80% من جلسات النسخة الحالية.
وذكر أبرز أمثلة الاستفادة من المؤتمر في عدة مجالات، ففي مجال الرقمنة وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة تعاونت وزارة الإنتاج الحربي مع علماء مصر بالخارج في تكوين "التحالف القومي للثورة الصناعية الرابعة" بمشاركة أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، حيث يساهم في تهيئة المناخ اللازم لتطبيقات هذه الثورة، وتم تطبيقها على خط إنتاج فعلى بأحد المصانع التابعة "مصنع 300 الحربي" كمشروع تجريبي (Pilot Project).
وأضاف "كما تم التعاون مع علمائنا في بناء نموذج لمنظومة رى ذكية لترشيد استهلاك مياه الرى، والجارى إنتاجها بصورة موسعة على الأرض، أفضلا عن إنشاء وحدة تدريبية للتصنيع الذكي المتكامل بمركز التميز العلمي والتكنولوجي التابع للوزارة ليكون معمل تدريبي لأبنائنا المهندسين الخريجين بالتعاون مع علمائنا".
وفي مجال المحافظة على البيئة، أوضح مرسي أن وزارة الإنتاج الحربي تتواصل مع علمائنا بالخارج لتصميم وإنشاء مصنع (WTE) لتحويل القمامة إلى طاقة، فضلا عن تنفيذ أول مصنع في منطقة أبو رواش بالجيزة يستوعب 1200 طن قمامة يومياً، وينتج 30 ميجاوات/ ساعة كهرباء يتم ضخها فى الشبكة القومية للكهرباء.
وتابع: "كما يتم في مجال المحافظة على البيئة أيضاً التعاون مع الدكتور رامي عازر العضو المنتدب لشركة (Papyrus Australia)، المقيم بأستراليا، وهو صاحب تكنولوجيا معالجة مخلفات زراعة الموز، وسيتم التعاون معه لإنشاء مصانع لهذه المعالجة لتحويل مخلفاتها إلى سماد وورق ومواد تعبئة ستصدر إلى أوروبا".
أما في مجال معالجة وتنقية المياه، قال وزير الدولة للإنتاج الحربي "إنه يتم التعاون مع المهندس زياد عمران صاحب الابتكار العالمي، وهو مادة البيوريت التي تستخدم في معالجة المياه والمستخدمة في أوروبا وأمريكا"، موضحاً أنه تم البدء في استخدامها بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي ببلانة بأسوان وحققت نجاحاً كبيراً".
وتابع: "نظراً لكون دور الوزارة صناعي في المجال الأول، يتم حالياً التخطيط لإنشاء خط لإنتاج مادة البيوريت بأحد المصانع التابعة، خاصةً أنه حال النجاح في إنتاجها محلياً سيصبح سعرها تقريباً 60% من قيمة تدبيرها من الخارج".
وشدد على أن فاعليات التعاون والتواصل مع العلماء المصريين بمؤتمر (مصر تستطيع) لا تتم خلال برنامج المؤتمر وجلساته الحوارية فقط، ولكن يتم التواصل مع العلماء المصريين خلال الأيام التي تسبق المؤتمر بمجرد وصولهم لمصر، وأيضاً بعد المؤتمر حتى مغادرتهم، وذلك من خلال لقاءات بين لجان فنية وعلمية بمختلف التخصصات من الإنتاج الحربي مع العلماء ضيوف المؤتمر ويتم تنظيم زيارات لهم إلى مصانع الإنتاج الحربي والمراكز البحثية التابعة لمتابعة المشاريع المشتركة، ولإيجاد أنسب الوسائل والطرق لتعظيم الاستفادة من خبراتهم وإمكانياتهم وفكرهم، كما يستمر التواصل معهم من خلال الاتصالات الإلكترونية بعد مغادرتهم البلاد.
وتحدث في الجلسة، التي أدارها الإعلامي أحمد فايق، كل من: المهندسة إيريني استمالك استشاري الهندسة البيئية، والدكتور رامي عازر العضو المنتدب لشركة (Papyrus Australia)، والذي تتعاون معه وزارة الإنتاج الحربي في مجال معالجة المخلفات الصلبة وتحويلها إلى منتجات قابلة للتحلل الحيوى، وثور لوهمان المدير التنفيذي لشركة (Thyssenkrupp Industrial Sloution) ورئيس وحدة تشغيل الأسمدة والميثانول بالشركة، والذي يتمتع بخبرة تزيد عن 20 عاما في مجال هندسة المنشآت الصناعية الدولية والمشتريات وأعمال البناء، والدكتور هيثم رمضان مدير البحث والابتكار بمعهد أنظمة تخزين الهيدروجين في فرنسا.
وتم خلال الجلسة مناقشة عدد من النقاط المتعلقة بالصناعة الخضراء في ضوء استعداد مصر لاستضافة الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.
وتنظم وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج مؤتمر (مصر تستطيع بالصناعة) تحت رعاية الرئيس السيسى، وبحضور العديد من علماء وخبراء مصر بالخارج، إلى جانب نخبة من رجال الصناعة والمتخصصين في مصر، وكذا عدد من الشركات الأجنبية للخروج بأفضل التوصيات.
ويتناول المؤتمر عدة محاور اتساقاً مع رؤى الدولة المصرية في ظل اهتمام القيادة السياسية بملف الصناعة، وتنفيذ التوجيهات الرئاسية بدعم استراتيجية الدولة بمجال التوطين الصناعي وتعظيم الاستفادة من خبرات المصريين حول العالم في هذا المجال.