احتفل الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي والحكومة المصرية اليوم بتوقيع اتفاقية المساهمة في توسيع محطة معالجة مياه الصرف الصحي في حلوان بجنوب القاهرة، وذلك بمناسبة زيارة المفوض الأوروبي للجوار والتوسع أوليفر فارهيلي ونائبة الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية للتنمية ماري هيلين لويسون.
وقال المفوض الأوروبي أوليفر فارهيلي - بهذه المناسبة - إن توقيع اتفاقية محطة معالجة مياه الصرف الصحي في حلوان اليوم يعد خطوة مهمة في تنفيذ مشروع الاتحاد الأوروبي الرائد المدعوم من الخطة الاقتصادية والاستثمارية لتزويد مليوني نسمة بخدمات الصرف الصحي عالية الجودة في المناطق الريفية وخلق فرص عمل لأكثر من 2000 شخص.
وأضاف أن المشروع يسهم بشكل إيجابي في مبادئ الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ (COP27) والمتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ.
ومن جانبها، أكدت ماري هيلين لوسون على دعم الوكالة الفرنسية للتنمية لمشروعات البنية التحتية الصديقة للمناخ، مضيفة أن محطة معالجة مياه الصرف الصحي في حلوان تعتبر أحد المشروعات المبتكرة التي نفخر بأن تكون الوكالة الفرنسية للتنمية جزءًا منها.
وتابعت "يسعدنا أن نتشارك مع الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي في تطوير مثل هذا المشروع بمبادئ الكفاءة والاستدامة الأساسية"، مشيرة إلى أن الوكالة الفرنسية للتنمية تواصل التزامها بمساعدة مصر في تحقيق أهداف رؤية 2030 وفي إعداد خارطة الطريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 من خلال محطة معالجة مياه الصرف الصحي في حلوان ، والتي تعد مثالًا حقيقيًا لمشروعات البنية التحتية التي تستخدم التكنولوجيا للتخفيف من تغير المناخ والتكيف.
ويهدف المشروع - الذي سيتم تنفيذه من خلال تمويل مشترك بين الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي - إلى دعم وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية من خلال هيئتها المنفذة (هيئة مياه الشرب و الصرف الصحي) لتوسيع قدرة محطة معالجة حلوان لاستيعاب تصريف مياه الصرف الصحي المتزايد بفعل الزيادة السكانية في المنطقة.
ويسمح هذا التمويل المشترك بخدمة 2.2 مليون من سكان جنوب القاهرة حتى عام 2037 بخدمات تجميع ومعالجة مياه الصرف الصحي المتقدمة وذلك من خلال زيادة قدرة محطة معالجة مياه الصرف الصحي في حلوان بنحو 250 ألف متر مكعب / يوم، لاسيما وأنه مع الزيادة السكانية تشهد المحطة حاليًا زيادة كبيرة من مياه الصرف الصحي مما يؤثر على الوضع البيئي والاجتماعي في المصب.
وتعد محطة حلوان من أولى المحطات في مصر التي تنفذ معالجة متقدمة في شكل معالجة ثلاثية لتمكين المزيد من استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الري، مما يصب في أهداف التكيف مع تغير المناخ من خلال استبدال المياه العذبة المستخدمة في الري من نهر النيل بمصدر مياه غير تقليدي (مياه الصرف الصحي المعالجة).
كما يهدف المشروع أيضًا إلى إنتاج طاقة متجددة (غاز حيوي) لتحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة تزيد عن 60%، وبالتالي تقليل البصمة الكربونية وفاتورة الكهرباء للمشروع.
ويتعاون الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي لدعم جهود مصر في تحسين توفير تغطية خدمات مياه الصرف الصحي وخدماتها بين السكان والمساهمة في رؤية مصر 2030، وبما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ حتى عام 2050 التي تم إطلاقها مؤخرًا.
والتزم فريق أوروبا بتمويل هذا المشروع "الرائد" بشكل مشترك من خلال تسهيلات في شكل منحة قدرها 25.1 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي، وقرض بقيمة 52 مليون يورو من الوكالة الفرنسية للتنمية، وقرض بقيمة 78 مليون يورو من بنك الاستثمار الأوروبي، ويُستكمل بمساهمة من الحكومة المصرية، ويسهم المشروع من خلال توسيع قدرة معالجة مياه الصرف الصحي وتوفير مصادر مياه غير تقليدية للري وبالتالي تعزيز نهج الاقتصاد الدائري.
كما يساهم المشروع في رؤية مصر 2030 لإدارة الموارد المائية ويتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للموارد المائية 2037، والتي تسهم في النهاية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.