بالأمن والاستقرار.. ثم التحدى.. تستطيع الدول تحقيق الإنجازات والنجاحات.. وتصل إلى البناء والتنمية والتقدم.. فلا تحدثنى عن التحديات وقلة الإمكانات.. طالما أن هناك قيادة تمتلك الرؤية.. والإرادة والقدرة على تحدى التحدى.. لتصنع المعجزات.. وتحلق فى سماء الإنجازات والنجاحات وتحقق تطلعات وآمال الشعب.. وتنهى مسلسل أزمات العقود الماضية.. إنها قصة نجاح بطلها وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فلن أحدثك عن نجاحات وإنجازات غير مسبوقة فى مجال الرعاية الصحية.. ولكن انظر إلى عرض البلاد وطولها.. لتجد الخير والبناء والنماء يغطى ربوع البلاد.. فعن ماذا أحدثك.. عن اقتصاد.. أم قوة وقدرة.. أم بنية أساسية.. أم مدن جديدة.. أم طفرة فى مجال النقل.. أم منظومة متكاملة لبناء الإنسان؟.. إنها حكاية وطن، ورؤية وإرادة قائد وشعب.
رسائل السيسى المهمة فى حديث الثقة والنجاح والعطاء.. بمؤتمر «صحة أفريقيا» والاستعداد لمساعدة الصديق والشقيق.. إنها مصر القادرة دائماً
وضعت الدولة المصرية بناء الإنسان على رأس أولوياتها، وحققت نجاحات وإنجازات كثيرة وغير مسبوقة فى هذا الإطار.. ويُعد ملف الرعاية الصحية أهم مكونات استراتيجية بناء الإنسان المصري، آخذة فى الاعتبار أن قضية الصحة هى أمن قومي، فلا يمكن أن يكون هناك إنسان قادر على العمل والعطاء يعانى من الأمراض، فالعقل السليم فى الجسم السليم.
قضية الأمن الصحى للمصريين، أخذت اهتماماً كبيراً، واستحوذت على العديد من المشروعات العملاقة، وخطط التطوير ورفع الكفاءة والتحديث، وميزانيات ضخمة وغير مسبوقة للإنفاق على أكبر عملية تطوير للقطاع الصحى الذى تعرض للإهمال والتهميش خلال العقود الماضية، وسبَّب معاناة بالغة للمصريين.
الحقيقة أن الأرقام والبيانات والمبادرات الرئاسية فى مجال الرعاية الصحية تشير إلى أننا أمام دولة أولت اهتماماً كبيراً وغير مسبوقٍ لهذا القطاع، للنهوض بالصحة العامة للمواطنين والتخفيف من معاناتهم، ولك أن تقرأ أرقام الميزانيات التى وضعت للإنفاق فى هذا المجال، فإذا نظرنا إلى أن إنفاق الدولة فى مجال الصحة وصل إلى 128.1 مليار جنيه فى ميزانية 2022 ــ 2023 تجد أن هذا أمر يستحق أن نتوقف عنده كثيراً، ونقارنه بالسنوات السابقة، فقد بلغ حجم إنفاق الدولة على قطاع الصحة 108.8 مليار جنيه فى موازنة 2021 ــ 2022 مقارنة بموازنة 2014 ــ 2015 التى بلغ الإنفاق فيها على قطاع الصحة 37.2 مليار جنيه.. لنلاحظ تصاعد الزيادة فى حجم الإنفاق على هذا القطاع، لتجسد مدى اهتمام القيادة السياسية بصحة المصريين.
الأرقام أيضاً تجسد حجم الاهتمام الكبير بقطاع الصحة، فالدولة نفذت وجار تنفيذ 1139 مشروعاً بتكلفة 27.6 مليار جنيه، لإنشاء وتطوير ورفع كفاءة المستشفيات منذ عام 2014 فضلاً عن تقديم الخدمات الطبية والوقائية للمواطنين من خلال أكثر من ألفى مستشفى تابع لمختلف الجهات فى الدولة، وبلغت مخصصات الأدوية 14.6 مليار جنيه بمشروع موازنة (2022 ــ 2023) مقارنة بـ3.5 مليار جنيه فى موازنة 2014 ــ 2015 بنسبة زيادة تصل إلى 317.1٪.
الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حقق إنجازات ونجاحات كبيرة فى مجال الرعاية الصحية، بل وانتشل هذا القطاع من التدهور والمعاناة، وحرص على تخفيف المعاناة عن المصريين، ونجح فى تحديد الأولويات رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، وأوجد حلولاً لكل الأزمات والعقبات التى واجهت هذا التطوير، خاصة أن الشعب المصرى كان فى أشد الاحتياج لهذا الاهتمام والإنجاز الرئاسي، لذلك ومن فرط الاهتمام الرئاسي، أطلق السيسى العديد من المبادرات فى المجال الصحي، خاطبت ولبَّت احتياجات جميع الفئات، ولعل مبادرة «الـ100 مليون صحة» تقف شاهدة على هذا التوجه، فقد استهدف 100 مليون مواطن مصرى بالفحص والكشف والتحاليل الطبية للوقوف على طبيعة الأمراض والمعاناة والمشاكل الصحية التى تواجه المصريين، ووضع برامج العلاج المناسبة لهم، والمتابعة الدورية مع توفير العلاج بالمجان، وتستهدف جميع الأعمار والنساء والرجال والأطفال والشباب، والكبار والصغار، لعمل خريطة صحية لكل جموع المصريين باعتبار أن صحة المواطن هى قضية أمن قومي، وهى أهم مكونات بناء الإنسان.
لقد عانى المصريون طويلاً من فيروس «سي».. وشكَّل عبئاً وفزعاً للمجتمع والأسر المصرية، وعلى حسب علمى أصاب هذا الفيروس اللعين ربما 20٪ من المصريين، لكن الرئيس السيسى أطلق مبادرة القضاء على فيروس «سي» وتوفير العلاج المجانى الناجع للمرضي، فأصبحت مصر خالية من الفيروس اللعين الذى أودى بحياة الكثيرين... ثم مبادرة القضاء على قوائم الانتظار، وذلك لإجراء الجراحات العاجلة والكبرى تخفيفاً من معاناة المرضي، وقد وجه الرئيس السيسى بالأمس خلال مؤتمر «صحة أفريقيا».. بالنزول بزمن الانتظار إلى أقل من 3 أسابيع، رغم أن تكلفة العملية الجراحية الواحدة أحياناً تصل إلى 400 ألف جنيه، لكن الدولة المصرية ورغم تداعيات الأزمات العالمية لديها الإرادة والقدرة على تنفيذ المبادرة للقضاء على هذه الظاهرة.
مبادرات رئاسية كثيرة فى مجال الرعاية الصحية لم تستثن أى فئة من فئات المجتمع حتى الأطفال من مرضى الضمور العضلي، ورغم أن تكلفة الدواء والعلاج تصل إلى 3 ملايين دولار، إلا أن الرئيس السيسى أعلن توفيره للمرضي، خاصة لمن لم تتجاوز أعمارهم العامين.
تفوق الدولة المصرية فى مجال الرعاية الصحية، هو أهم أسس تنظيم فعاليات المعرض والمؤتمر الطبى الأفريقى «صحة أفريقيا»، بالإضافة إلى حرص مصر على دعم ومساندة الأشقاء فى القارة السمراء، من هنا فالدولة المصرية لديها رؤية طبية وصحية شاملة، نجحت مصر ولديها الاستعداد الكامل والقدرات والإمكانيات والخبرات لدعم الأشقاء الأفارقة فى ظل ما يشهده العالم من أزمات فى هذا المجال وتحديات كبيرة مثل فيروس «كوفيد ــ 19» كورونا، وأوبئة
وفيروسات أخرى.. واهتمام كبير فى مجال تصنيع اللقاحات بشكل خاص، والأدوية بشكل عام.
الحقيقة أن التجربة المصرية فى مجال البناء والتنمية والتقدم جديرة بالاهتمام بشكل عام، وتجربة مصر فى مجال الرعاية الصحية أيضاً تستحق التوقف والتحية لما قدمته فى السنوات القليلة الماضية، رغم مأساوية الوضع الصحى فى سنوات ما قبل الرئيس السيسي، والنجاح الكبير الذى تحقق فى عهد القيادة السياسية الحالية التى تقود مصر إلى نجاحات وإنجازات فارقة فى كل المجالات.
دعونا نتوقف عند حديث الرئيس السيسى خلال المعرض والمؤتمر الطبى الأفريقى «صحة أفريقيا» ونخرج بالعديد من الرسائل المهمة:
أولاً: إن مصر لديها قدرات وإمكانات وخبرات وتجارب هائلة فى القطاع الطبي، والرعاية الصحية.. وأنها متاحة للأشقاء فى أفريقيا.. وأيضاً لكل إنسان يعاني، ليس فقط فى القارة السمراء، ولكن فى باقى الدول.
ثانياً: إنه بالإرادة والأمل، نجحت مصر فى تحقيق إنجاز كبير من خلال القضاء على فيروس «سي»، وأن قلة الموارد ليست عائقاً لتحقيق الأهداف، لكن بالإصرار والإرادة نستطيع تجاوز كل العقبات.. فنجاح مصر من خلال التفاوض مع الشركات.. فعلاج فيروس «سي» يتكلف 10 آلاف دولار، لكن بالتفاوض نجحنا فى الحصول عليه من الشركات بتكلفة أقل.
ثالثاً: إن مصر مستعدة لدعم الأشقاء الأفارقة بالتدريب والتعليم والعلاج، وتبادل ونقل الخبرات فى كافة المجالات، بما فى ذلك مجال صناعة الدواء، وأطلق الرئيس السيسى مبادرة بتقديم 30 مليون جرعة للتطعيم ضد فيروس «كورونا» للأشقاء فى الدول الأفريقية بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي، والحقيقة أن الرئيس السيسى أعاد مصر لقارتها الأفريقية وقيادتها قولاً وفعلاً.
رابعاً: رغم القدرات وقلة الموارد المحدودة، وشُح الأموال المخصصة، إلا أنها لم تقف عائقاً أمام التجربة المصرية فى مجال الرعاية الصحية، فقد نجحت مصر فى تقديم خدمة طبية متميزة بالمعايير العالمية، وأصبحت نموذجاً دولياً لـ100 مليون مواطن وهى مبادرة الـ «١٠٠مليون صحة»، ورغم قدراتنا الاقتصادية المحدودة قدمت مصر لمواطنيها خدمة طبية متميزة بكل ما تحمله الكلمة من معني، فالموارد المحدودة والقليلة لم تحبطنا، ولا توجد عقبة أو تحدٍ يقف أبداً أمام إرادة لا تلين من أجل تجاوز هذا التحدي، وأنه بالعلماء وشركات الأدوية العملاقة نجحنا بالعمل والإصرار والجهد والإرادة، وليس بالأماني.
خامساً: وضعت الدولة المصرية أولوياتها فى مجال الرعاية الصحية، ارتأت أنها تضعها من منطقة أخرى وهى مبادرة الـ«100 مليون صحة» ومبادرة القضاء على فيروس «سي» ثم القضاء على قوائم الانتظار، واضعة فى الاعتبار أنها لا تشمل علاجاً طبياً عادياً، بل علاج طبى ضخم، يشمل عمليات جراحية كبرى فى المخ والأعصاب والقلب والعظام والمفاصل، الرئيس قال إننا نتحدث عن 1.3 مليون عملية جراحية كبيرة، تكلفة الواحدة منها تصل من 100 ألف جنيه إلى 400 ألف جنيه، وقد يزيد على هذا المبلغ، حسب العملية الجراحية، وفى نفس الوقت وجه الرئيس السيسي.. القائم بأعمال وزير الصحة د.خالد عبدالغفار باختصار زمن الانتظار من 3 أسابيع إلى فترة أقل.
سادساً: تحدث الرئيس السيسى عن مشروع قومى عملاق هو التأمين الصحى الشامل، الذى سيتم الانتهاء منه وتعميمه فى 10 سنوات بدلاً من 15 سنة لتقديم خدمة طبية متميزة للمواطنين، فقد تم إطلاق المنظومة فى 5 محافظات حتى الآن، وخلال 10 سنوات سوف يتمتع المصريون بمنظومة تأمين طبى شامل.
سابعاً: ولأنه التحدى الأخطر، حرص الرئيس السيسى على الحديث عن قضية النمو السكاني، وربطها بمجال الرعاية الصحية، حيث قال: نحن نواجه تحديات كثيرة، لكنها لن تخيفنا أو تحبطنا، فعدد المواليد فى مصر يزيد 2.5 مليون نسمة سنوياً، وعدد الوفيات 500 ألف مواطن سنوياً، إذن لدينا 2 مليون مواطن سنوياً يحتاجون إلى 4 آلاف سرير فى المستشفيات بتكلفة تصل إلى 2.5 مليار دولار سنوياً فى مجال الرعاية الصحية.. وتساءل الرئيس: هل هذا يخيفنا؟.. قائلاً: بالطبع لا.. لأننا سنظل نعمل ونتحدى التحدى حتى نتغلب عليها.
ثامناً: تناول الرئيس السيسى خلال المؤتمر قضية مهمة وهى قضية الموارد المائية المحدودة.. مشيراً إلى أن حصة مصر من مياه النيل تبلغ 55 مليار متر مكعب.. وهى حصة ثابتة لم تتغير على مدار السنين منذ أن كان عدد سكان مصر يتراوح من 3 إلى 4 ملايين نسمة، لكن فى نفس الوقت مصر لم تدخل فى حروب ولم تتصارع مع أشقائها من أجل زيادة حصتها، لكننا فى مصر عملنا على زيادة مواردنا، فالتحدى الحقيقى هو فرصة، ولا يجب أن يكون عائقاً أمامنا.. حيث قامت مصر بعمل برامج لمعالجة المياه معالجة ثلاثية متطورة، حتى يتمكن الإنسان المصرى فى كل أنحاء البلاد أن يحصل على مياه، طبقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية والاستفادة من مواردنا المائية بأكبر قدر ممكن، بالإضافة إلى أن مصر ستكون أول أو ثانى دولة فى العالم، تعظم وتستفيد من معالجات وتحلية المياه لصالح شعبها.
تاسعاً: الرئيس السيسى أكد أن القارة الأفريقية قادرة على مواجهة التحديات.. وإذا وجدت فنحن قادرون معاً بإخلاص أن نتجاوزها، والدليل والمثل فى التجربة المصرية التى واجهت الكثير والعديد من التحديات المختلفة، لكنها نجحت فى تجاوزها وحققت أهدافها بنسبة كبيرة، وأن لديها الاستعداد الكامل لتقديم إمكاناتها وقدراتها وخبراتها وتجاربها، للأشقاء الأفارقة ومساندتهم فى طريق التنمية المستدامة.
عاشراً: فى اعتقادى أن رسالة الرئيس السيسى بأن الخطوة الأولى فى البناء والتنمية الحقيقية تأتى من خلال تحقيق الأمن والاستقرار.. فالأمن والاستقرار حق من حقوق الإنسان، كما قال الرئيس وأكد سابقاً لكن على حسب ما قاله الرئيس، ربما لم يستوعب الكثيرون المعنى خاصة أننا نتحدث كثيراً عن هذه العقبة فى مصر وأفريقيا، لكن الحقيقة الثابتة أنه لو لم يوجد الأمن والاستقرار.. لن يكون هناك أى تنمية أو إنجاز، ولن تأتى الشركات حتى تستثمر فى بلد قد تدمر أو تخرب، وبالتالى لن تكون هناك بنية أساسية للبلاد وسوف تستمر فى الدخول بدائرة من الأزمات لا تنتهى وتستمر معها معاناة الشعوب.
الحقيقة أننى أخرج من قول الرئيس إنه لا تنمية ولا بناء ولا تقدم ولا إنهاء لأزمات واحتياجات الشعوب بدون أمن واستقرار.. ولا استثمار أو اقتصاد بدون أمن واستقرار، فهو عصب التنمية المستدامة، والتقدم إلى الأمام، وتحقيق غايات وتطلعات وآمال الشعوب.
الحادى عشر: طرح الرئيس السيسى التجربة المصرية للشراء الموحد للمستلزمات التى تحتاجها الدولة سواء من السوق الخارجية أو المحلية فى مجال الأدوية والمجالات الأخري، وحققت نتائج عظيمة وهائلة ومكنت مصر من توفير شروط أفضل لشراء المستلزمات سواء الأدوية أو الأجهزة والمعدات من خلال عمل مؤسسي، لذلك طالب الرئيس السيسى بتحقيق ذلك على مستوى القارة الأفريقية.. هنا ستكون القارة ودولها فى منطقة أفضل، وأن تكلفة العلاج فى القارة الأفريقية سوف تنخفض بنسبة من 30٪ إلى 50٪ من تكلفة شراء الأدوية، وهذه التجربة المصرية التى نعرضها عليكم.
الحقيقة أنه فى كل مناسبة أو حدث أو افتتاح أو احتفال أو معرض أو مؤتمر نتأكد أن مصر حافلة وغنية وزاخرة بالإنجازات والنجاحات فى كل المجالات والقطاعات ولديها تجربة ملهمة وخبرات هائلة حققت لها الأمن والاستقرار بالمفهوم الشامل، وهى على استعداد لتقديم إمكاناتها وخبراتها وقدراتها وتجاربها للشقيق والصديق.. لذلك فإن تجربة «مصرــ السيسي» فى كل المجالات ومنها مجال الصحة ملهمة بكل ما تحمله الكلمة من معني.