الخميس 16 مايو 2024

3 مذابح بشعة تهز المجتمع.. «دار الهلال» ترصد الرأي القانوني وتفسير الطب النفسي لتفشي الظاهرة

وليد هندي

الجريمة6-6-2022 | 15:46

هويدا علي

جرائم أسرية تكررت كثيرا خلال الأيام القليلة الماضية، أغلبها «بشع» لم يعتدها المجتمع المصري، قبل ذلك، ما يدل على وجود خلل سلوكي يحدث داخل المجتمع، وهذا يرجع لعوامل كثيرة متشابكة ومترابطة، الأمر الذي دفع «دار الهلال» للبحث عن حلول لهذه الظاهرة، ولكن بعد استعراض عدد من الجرائم والقضايا التي وقعت مؤخرا في مجتمعنا وكان آخرها فجر اليوم.

 

القضية الأولى:

شهدت قرية أبو مناع التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا جريمة بشعة، صباح اليوم الاثنين، عندما أطلق مزارع الرصاص على أسرته مما أسفر عن مقتل 5 من أفراد أسرته وإصابة والدته.

تلقى اللواء مسعد عبدالجليل مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، إخطارا بقيام مزارع جمال.ع.بإطلاق وابلا من الرصاص تجاه أسرته مما أسفر عن مقتل والده و4 من أشقائه وإصابة والدته.

وأفادت التحريات أن المزارع "جمال.ع" أطلق الرصاص وهو في حالة هياج عصبي، مما أسفر عن مقتل والده و4 من أشقائه وشقيقاته وإصابة والدته سعاد بطلقات نارية بالساقين.

 

القضية الثانية

عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالشيخ زايد، بلاغا بالعثور على جثة رجل خمسيني، وفي أماكن متقاربة منه جثتي سيدة وفتاة إحداهما في العقد الثالث من العمر والأخرى في عقدها الثاني، إضافة إلى جثتي طفلين تتراوح أعمارهما بين 6 إلى 10 سنوات.

أسفرت التحريات، عن نشوب خلافات بين أحد الأشخاص المجني عليه ويعمل مزارع، وشريكه بمزرعة مؤجرة بذات المنطقة (الجاني) لارتباط الجاني عاطفياً بإحدى كريمتي المجني عليه، قام على إثرها بالاعتداء عليها ومواقعتها وما أن رآهما والدها فاشتبكا معا لينهي الجاني الأمر بارتكاب مذبحة راح ضحيتها الأسرة بأكملها .

 

الجريمة الثالثة

أمرت النيابة العامة بحبس الأم المتهمة بذبح أولادها الثلاثة ومحاولة التخلص من حياتها، على ذمة القضية ووضعها تحت حراسة مشددة داخل المستشفى وتحت المراقبة الشديدة لمنع محاولتها الانتحار مرة أخرى، حرصًا من المستشفى والنيابة للإبقاء على حياتها حتى تتماثل للشفاء.

 

التحليل النفسي

يفسر لنا الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية بقوله ليس هناك عامل واحد مؤدي للجريمة، ولكن عامل مفجر وظاهر لكل العوامل الموجودة للعامل النفسي المتسبب لهذه الجرائم وأهمها نمط التنشئة الاجتماعية لمرتكب الجريمة مثلا، الذي تربى على العنف ليس لديه أي حوار مع الأسرة بل كان يعاني من الضرب والإهانة المستمرة من الأسرة ويعاني من النبذ الاجتماعي ومن الوصمات غير المستحبة من الشتائم والألفاظ، وكل هذه الأشياء من شأنها أن تجعل بناؤه النفسي مشبع بالعنف وعندما يكبر ويتزوج يقوم بعمل إعادة إنتاج للسلوك، وطبعا يجوّد في تكرار السلوك بشكل أعنف بالإضافة إلى وجود عدة عوامل نفسية ممكن تجعل العنف الأسري أشد، ومثال لذلك الإحباط والضغط النفسي وعدم الإشباع النفسي للانتماء الأسري، وكل هذه العوامل من شأنها أن تؤدي للجرائم العنيفة مثل القتل.

 

وأضاف هندي : "وكثرت هذه الجرائم في وقت كورونا والمشاكل الاقتصادية التي أدت إلى ضغوط نفسية وتغير جودة الحياه فضلا عن عدم وجود مساندة اجتماعية وكلها عوامل تؤدى لارتكاب هذه الجرائم البشعة بالإضافة إلى أن جميع الجرائم الأسرية يقوم بها شخص لديه اضطرابات نفسية وخلل في الشخصية وغالبا يكون شخصية عدوانية مفتقد لمهارات حل الصراعات والمشكلات وليس لديه تفكير رشيد، وتكون شخصيته سادية فيستمتع بتعذيب الآخرين".

 

وتابع : "هناك الشخصيات المعقدة التي تم التنكيل بها وهي صغيرة وهناك بعض الشخصيات السيكوباتية التي تمارس العنف على أولادها أو أزواجها, وهناك أسباب بيئية تؤدى للعنف مثل الزحام الشديد والعشوائيات مع الفقر والبطالة، وجميعها أمور ضاغطة من شأنها أن تدفع لارتكاب جرائم عنيفة.

 

وواصل استشاري الصحة النفسية: "هناك عوامل مستحدثة مثل تعاطي المخدرات، والتي ينتج عنها الغيبوبة الحسية والطلاق والتبلد الحسي بأن يكون الشخص منفصلا عن الواقع ولا يدرك أفعاله، فمن الممكن أن يقتل وهو تحت تأثير المخدرات كما أن هناك وسائل إعلام تحض على العنف مثل وجود قنوات لا تعرض غير ألعاب وأفلام العنف.

 

الرأي القانوني

أما من الناحية القانونية، فيقول المستشار أحمد التحيوي المحامي بالنقض والدستورية العليا، أن عقوبة مرتكبي هذه النوعية من الجرائم، الإعدام شنقا، لكل من قتل نفسا عمدا.

وأضاف أن عقوبة جريمة القتل مع سبق الإصرار والترصد طبقا لنص المادة 230 عقوبات عند انتفاء موجبات الرأفة إنزال العقوبة الوحيدة وهي عقوبة الإعدام، في حين أن المادة 234 من القانون ذاته تنص في فقرتها الثالثة على أنه إذا كان القصد منها أي من جناية القتل العمد المجرد من سبق الإصرار والترصد أو التأهل لفعل جنحة أو تسهيلها أو ارتكابها أو مساعدة مرتكبيها أو شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة.