سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم /الثلاثاء/ الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة "الأهرام"، لفت الكاتب عبد المحسن سلامة إلى أنه بعد مرور أكثر من 100 يوم على اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية؛ أكدت الأمم المتحدة -على لسان أمين عوض مساعد أمينها العام ومنسقها لشئون أوكرانيا- أنه لا يوجد منتصر في هذه الحرب، وأنها أدت إلى خسائر ضخمة لكل الأطراف، وأدت كذلك إلى تداعيات غير مقبولة، مشيرًا إلى أن التداعيات المدمرة للحرب أثرت على الأمن الغذائي للعالم.
وقال سلامة -في مقاله بعنوان "حصيلة «المائة يوم»"- إنه على الجانب الآخر من الأزمة ذاتها، هناك سؤال يدور الآن حول من يتحمل مسئولية تفاقم أزمة الغذاء العالمية؟ فالجانب الغربي يحمِّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسئولية كاملة بسبب الحرب مع أوكرانيا، ومحاصرة الموانئ، ما أدى إلى عدم قدرة أوكرانيا على تصدير منتجاتها، ويرد الجانب الروسي على الغرب بتحميله المسئولية؛ لأنه يحاصر الاقتصاد الروسي، ويرفض تصدير المنتجات الأوكرانية عبر الممرات الآمنة.
وأضاف سلامة أن الحقيقة المجردة تقول إن روسيا هي السبب في هذه الأزمة، وإن بوتين وقع في الفخ الأمريكي بحربه مع أوكرانيا، التي أشعلت أزمة لم يشهدها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى أزمة اقتصادية عالمية حادة، وارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة، والمنتجات الغذائية.
وتابع سلامة أن أمريكا صحيح نصبت «فخا» لروسيا في أوكرانيا، وروسيا وقعت في «الفخ»، لكنه لم يكن «فخا» محكما، ولم تقتصر الأزمة على روسيا فقط، وإنما امتدت إلى دول العالم الأخرى، بما فيها أمريكا، والغرب، وأصبح الموقف غاية في التشابك، والتعقيد، وليس هناك أفق لوقف تلك الأزمة المتصاعدة.
واعتبر الكاتب عبد المحسن سلامة أن المشكلة تكمن في أن الإرادة السياسية من الطرفين الأساسيين المتصارعين (أمريكا وروسيا) ما زالت غائبة من أجل وقف الحرب، بحسب أهداف، ومصالح كل دولة، ورؤيتها، لكن تبقى الأزمة، بعد مرور أكثر من 100 يوم على اندلاع الحرب، أكثر تعقيدا، وتشابكا، والحصيلة النهائية هي خسارة كل الأطراف بشكل مباشر، وغير مباشر، وقد يمتد العلاج سنوات.
وفي صحيفة "الأخبار"، لفت الكاتب محمد بركات الانتباه إلى أن حالة من القلق ومزيدًا جديدًا من الخوف يجتاح أجزاء ومناطق عديدة من العالم الآن، نتيجة الأخبار غير المبشرة والتوقعات المثيرة للتشاؤم، حول احتمال تعرض العالم لموجة جديدة من وباء كورونا في ظل ما تردد عن انتشار وتفشي سلالة جديدة من الفيروس أكثر خطورة مما سبق.
وأشار بركات -في مقاله بعنوان "سلالة جديدة لـ«كورونا»"- إلى أن مدير منظمة الصحة العالمية «تيدروس أدهانوم» حذر منذ أيام من احتمالات وجود تهديد حقيقي بظهور سلالة جديدة أكثر ضراوة وربما تكون اللقاحات القائمة حاليا ضدها غير فعالة، وأكد أنه من السابق لأوانه القول بأن وباء كورونا قد انتهى، وذلك نظرا لأنه لم ينته حتى الآن بالفعل، بل من الصعب للغاية التكهن بكيفية تطور الفيروس.
ونوَّه بركات بأن تصريحات مدير عام منظمة الصحة العالمية تواكبت مع انتشار وتفشي السلالة المتحورة الجديدة من «أوميكرون» شديدة العدوى «بي إيه 5» «B.A.5» ما جعل بعض الدول الأوروبية تبحث إعادة فرض القيود لمكافحة الفيروس الخطير.
وأوضح بركات أن الأكثر إثارة للقلق في هذه المسألة أن هناك لجنة شكلتها منظمة الصحة العالمية لبحث وتقييم القدرة العالمية على مواجهة الأوبئة، وأن هذه اللجنة وصلت إلى نتيجة مؤداها أن العالم الآن ليس في وضع أفضل لمكافحة الوباء مما كان عليه عندما ظهر «كورونا» في عام 2019، بل في الواقع قد يكون في وضع أسوأ حاليا، نظرا للأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم كله.
ونبَّه الكاتب محمد بركات في ذات السياق إلى أن هناك ازديادًا في أعداد الإصابات والوفيات الناجمة عن كورونا في إفريقيا وغيرها من القارات، وهو ما يدعو للأمل والرجاء في رحمة الله سبحانه كي ينجي عباده من البلاء والوباء.