يتهافت الكثير من الأدباء للحصول على الجوائز الأدبية، لا سيما بعد زيادة القيمة المالية للجوائز، والتي تصل أحيانا إلى ملايين الجنيهات، وذلك سواء كان بدافع تأمين سبل العيش أو كدافع لاستكمال المسيرة الإبداعية.
ولكن هناك أيضا الكثير من الأدباء الذين رفضوا استلام جوائز أدبية كبيرة سواء لتعارضها مع مبادئهم أو خلفا مع الأنظمة الحاكمة أو لشبه حول الجائزة، “الهلال اليوم” تعرضهم لكم:
برنارد شو:
ولد المؤلف الأيرلندي الشهير برنارد شو في 26 يوليو 1856 في دبلن، واستطاع أن يقدم ما يزيد على ستين مسرحية لاقت نجاحا عالميا، تميزت جميعها بالحس الساخر وتوجيه اتهامات تمنى شو لو يحملها القراء.
وحصل برنارد شو على جائزة نوبل للأدب عام 1926، وكان من أشهر رافضي الجائزة حيث علق، قائلا: "هذه الجائزة أشبه بطوقِ نجاة يلقى به إلى شخص وصل بر الأمان، ولم يعد هناك خوف عليه من خطر، لم يعد لي حاجة إلى تلك الجائزة"، وقال إنها تمنح لمن لا يستحقها.
لم يخلُ الأمر أيضا من طابعه الكوميدي، فوجه نقدا لاذعا للجائزة، قائلا: "إننى أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ولكننى لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل.. إني أكتب لمن يقرأ لا لأنال جائزة".
سارتر:
بالرغم من إعلان الفيلسوف جان بول سارتر أنها سيرفض جائزة نوبل إذا ما عرضت عليه فإن القائمين على الجائزة منحوها له، ليرفضها سارتر بدورها معلقا إنه على الكاتب أن يرفض تحويل نفسه إلى مؤسسة حتى لو كانت مدرجة فى قائمة الشرف، وهؤلاء الذين يقدمون التشريفات وسواء كانت وسام شرف أو جائزة نوبل لا يملكون فى الحقيقة تقديمها.
وحينما سئل عما إذا كان نادما على رفضه نوبل فقال: "على العكس تماما فقد أنقذ ذلك حياتي فأنا أرفض صكوك الغفران الجديدة التى تمنحها جائزة نوبل".
صنع الله إبراهيم:
الكاتب المصري الكبير صنع الله إبراهيم صاحب مجموعة مهمة من الأعمال الروائية والقصصية، منها "ذات و اللجنة، بيروت، وردة، التلصص" وغيرهم الكثير، والذي تميز مشروعه برصد الحياة السياسية ومراحلها المختلفة.
كان له أيضا موقف شهير مع رفضه للجوائز وذلك عندما رفض جائزة الدولة التقديرية عام 2003 في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.
وقال إبراهيم في خطاب رفضه للجائزة: "كل ما أستطيعه هو أن أشكر مرة أخرى أساتذتي الأجلاء الذين شرفوني باختياري للجائزة، وأعلن اعتذاري عن عدم قبولها، لأنها صادرة عن حكومة لا تملك، في نظري، مصداقية منحها، وشكرا".
خوان جويتسولو:
الكاتب الإسباني خوان جويتسولو صاحب "مطالبات الكونت السيد خوليان، لمحة بعد المعركة، إصلاحات الطائر المنعزل" والذي يعد أشهر المستعربين الذين اهتموا بالآثار العميقة للغة والثقافة العربية في المجتمع الإسباني إلى اليوم، كان له أيضا موقف مع رفض الجوائز.
وذلك عندما رفض جائزة "القذافي العالمية للأدب"، احتجاجا على انتهاك حقوق الإنسان في ليبيا، قائلا: "إن رفضي للجائزة التي يمولها نظام مثل نظام القذافي، هي بمثابة خطوة في اتجاه البحث الدائم عن التماشي مع مواقفي المناهضة للأنظمة الاستبدادية".
وقدم جويتسولو رسالة إلى رئيس لجنة التحكيم أوضح فيها أسباب رفضه، قائلًا: "إن المبلغ المالي مقدم من الجماهيرية العربية الليبية التي استولى فيها معمر القذافي على الحكم بانقلاب عسكري سنة 1969".