الخميس 23 مايو 2024

كنوز «دار الهلال»| محمد أبو الحسن كره النجوم الكبار وساهم في نجاح سمير غانم

محمد أبو الحسن

فن8-6-2022 | 16:27

منار بسطاوي

تحل علينا اليوم الذكرى الثامنة، على وفاة الفنان محمد أبو الحسن، والذي رحل عن عالمنا عن عمر ناهز الـ77 عامًا، إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجأة، وشارك بالأدوار الثانية، والكومبارس في عدد من أعماله، ومن أشهرها دور "حنفي" في مسرحية "سك على بناتك".

ونقدم لكم من أرشيف «دار الهلال» حوارًا أجراه الفنان محمد أبو الحسن عام 1998، وعنوانه "النجوم الكبار يخافون مني ويحاربونني"، وإليكم نص الحوار:

أكد نجم الكوميديا الفنان محمد أبو الحسن أن موهبة إضحاك الناس من أهم أهداف ورسالة الفن والفنان، وأبو الحسن فنان كوميدي من طراز خاص ومتميز، عشق فن الكوميديا من رأسه حتي قدميه، فاستحق أن يوضع على رأس قائمة نجوم هذا الفن السهل الممتع والسؤال الذي يفرض نفسه، وبقوة هو:

ما سر تأخر نجومية أبو الحسن رغم مواهبه الفنية المتعددة وعمره الفني الذي تجاوز الأربعين عامًا؟

يقول:

الحـمـد لله على كل شيء، و لولا اقتناعي بالقدر والقسمة والنصيب لأصبت بإحباط شديد واعتزلت الفن، هل تتصور أننى الذي قدمت سمير غانم للوسط الفني وكنت سببا في نجاحه وتألقه، وهناك شيء غريب جدًا ومـضحك في مـشـواري الفني فأكثر من 30 أو 40 مـرة مش فـاكـر عـددهـم ولكن دائمًا يتكرر أن أكون ضمن فريق عمل فيلم ما أو مسرحية ما أو عمل تلیفزیونی وبـقـدرة قـادر أجد اسـمى  «مشطوبا» فـجـأة تهبط علي مجموعة من الكوماندوز يحذفوني من أي عمل فني كبير، ولست أدرى السبب وراء ذلك يمكن  خايفين منی ؟!

عارفين إن أبو الحسن لديه الموهبة والقدرة على إظهار قدراته وإمكانياته ويستطيع أن يـتحدى أي نجم يقف أمامه سـواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا لذلك أحيانا ينتابني إحساس بأن موهبتي الفنية كانت نقمة علي.

وكرهت بعض النجوم، وعلى فكرة يحضرني رأى قرأته على صفحات الكواكب عـام ١٩٨٤ للفنان عادل إمام وكان غلاف هذا العدد، وعن سؤال من الفنان الذي يضحكه أجاب أبو الحسن، ولك أن تتخيل وقع هذه الجملة مش على نفسيتي ومعنوياتي خاصة وأنني كنت أجرى عملية في أحد مستشفيات باريس، إذن هناك اعـتـراف صريح بقدراتي الفنية ولكن يرفضون العمل معى.

همسة عتاب أو لوم صريحة لمن توجهها ؟!

"بصراحة أول لوم أو عتاب أتوجـه بـه للتليفريون المصرى تليـفـزيون بلدي لأنه حاول قتلى مع سبق الإصرار والتـرصـد، وهذه هي الأدلة الجنائيـة، هل من المعقول أن تظل مسرحية «سك على بناتك» حبيسة الأدراج أكثر من عشر سنوات، أيضَا مسرحية «خمس نجوم» أذيعت مرة واحـدة، ولم يتكرر عرضها مثل باقي المسرحيات التي تعرض يوميًا تقريبًا، ورغم أن الأخيرة إنتاج مشترك مع التليفزيون زي مسرحية «الكومندا» التي تعرض الآن وأيضًا مـسرحية «حالة طوارىء» ليونس شلبي ومحمود الجندي، وأنا وغيرهـا وغيرها وعـشـرات المسرحيات التي لا أعرف لمصلحة من يمنع عرضها للناس رغم نجاحها مع جمهور المسرح ؟!، أيضا هناك تعـمـد من قبل المسئولين في قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة في أن تسند إلي الأدوار الثانية فـقـط وكـأن أدوار البطولة المطلقـة أو الأدوار الرئيسية لها ناسها المتخصصون فيها وحكر عليهم دون غيرهم.

وأتساءل أين الضمير وأين تقدير قيمة الإنسان الموهوب في أي مجال من مجالات الحياة، لذلك أتوجه بهمسة عتاب إلى الضمير المصرى .

بصراحة هـل علاقاتك الشخصية المحدودة في الوسط لها دور في مشوارك الفني؟ وبشكل عام كيف تكون شاهدًا على الوسط الآن خاصة وأنك عاصرت الجيل السابق؟

"بصـراحة أصبحت المادة هي المحرك الرئيسي للوسط الفني والمصالح الشخصية وراء كل سلوك سواء كان سلوك ايجابيًا أو سلبيًا، بالمادة اغـتصبت إسرائيل الأراضي الفلسطينية وضاع حق الفلسطينيين البؤساء في أرضهم"، أيضًا بالمادة أصبحت السياسة اليهودية هي المتحكمة وتحكمت في أمريكا نفـسها فـالقـوي اغتصب حق الضعيف، هكذا الحـال في الوسط الفني حيث أصـبح من يمتلك المادة يستطيع شراء كل شيء حتى ولو كـانـت حـقـوق الضـعـفـاء!، بالمادة ومن أجل المادة ضاعت القيم والمثل في الوسط الفني وأصبحت الشهرة والنجومية تشترى وتباع بصرف النظر عن المواهب والقـدرات الإبداعية!.

"زمان كان الوسط الفني مختلفا تمامًا عن الوقت الحالي كنا نجد القوى يأخذ بيد الضعيف والكبير يقف بجوار الصغير حتى يكبر فـلا أنسى أبدًا فضل فـؤاد المهندس هذا العـبقري الجميل معي"، أیضا عبد المنعم مدبولي له مواقف كريمة معي، أما الآن فالوسط أصبح كالبحر الهادر يأكل فيه السمك الكبير صغار الأسماك وانتشرت فيه الحيتان المتضخمة.

هـل تؤمن بالحظ .. وهل لعب دوره في مشوارك الفني؟

"صدقني حتى الحظ اختلف الآن عن زمان، فأصبح يؤجر مثل تأجير الشقق المفروشة!، وبالنسـبـة لي لم يلعب الحظ أو الصدفة دورَا في حياتي الفنية بالعكس كنت أقل فناني جـیلي حظًا، الحظ زمان كان له رنين جبار وكان عبارة عن معجزة من السماء، أما الآن فالحظ أصبح غشاشًا".

ما هي المحطات التي وقف عندها قطار أبو الحسن الفني؟

الحمد لله محطات كثيرة  فمثلًا دوري في مسلسل «عيون» مع فؤاد المهندس وسناء جميل، وإخراج محمد الشقنقيري، محطة بارزة ورغم أن دوري كان بسيطًا وهامـشيًا إلا أنني استطعت أن أثبت وجودي وسط العـمالقة، لأن بالنسبة لي  لا تهمني درجة القطار سواء كانت درجة أولى أو ثانية أو ثالث، وأيضًا دوري في «أهلًا جدو العزيز» أمام فرید شوقي وصفية العمرى وصلاح السعدني محطة،  وهناك مسلسل اعتبره نقلة في مشواري الفني وللأسف لم يذع سوى مرة واحدة بعكس الأعمال الأخرى طبعا هو مسلسل «مملوك في الحـارة»، ومسلسل «المرأة» تأليف يسـري الجندي، وإخراج فايز حجاب حيث جسدت دور علي وزة الذي لفت انتباه الجميع ومسلسل «السلام ختام» مع محمود ياسين، و«أوكازيون» أمـام سمية الألفي، وغيرها، والحمد لله أنا راض عن كل دور قدمته طوال مـشواري الفنى.

محمد أبو الحسن نصيبك من السينما قليل.. لماذا؟!

"منذ صغري وأنا عاشق للسينما، عشقتها وأنا طفل من خلال أساتذة كبار أمثال نجيب الريحاني وعبد السلام النابلسي وعـبـد الفتاح القصري وعلي الكسـار وزکي رسـتـم، هؤلاء جعلوني أحلم بالتمثيل ولكني أخذت أبحث عن موضع قـدم في السينما فلم أجد من يأخذ بيدي، بل صادفت من حاربني فيها وتحددت أدواري في عدد محدود من الأفـلام دور ثان أو ثالث، ورغم ذلك لم أيأس ومازلت أبحث عن فـرصتي الحقيقية في هذا المجال الجميل والمبهر".

ما رأيك في نجوم الكوميديا الشبان أمثال هنیدي وأشرف عبد الباقي وعلاء ولي الدين وغيرهم؟

"بصراحة مفيش نجوم كوميديا شباب الآن !، أین هم وأين الفن الكومـيدي الحقـيقي الذي يقدمونه للناس"؟.

ما يقدم الآن تحت مسمى الكوميديا تهريج، الكوميديا في حالة انكماش دائم، وعمرهم قصير لأن الأرض التي يقفون عليها منكمشة.

هـل أنت راض عن حال المسرح الآن؟

" شوف لو سألت أی أحد طبعًا غير المحظوظين أو الذين يشترون الحظ بالفلوس لأجابوا إجـابة واحـدة مفيش مسرح، يا راجل هل يعقل أن تصل قيمة تذكرة المسرح إلى 150 جنيهًا، آین رب الآسرة الذي يستطيع آن يدفع ألف جنيه لمشاهدة عرض مسرحي الا اذا كان لا مؤخذة یعنی؟!، زمـان كنا نـترى بيتًا، کاملًا بـ50 جنيهًا".

محمد أبو الحسن هل أنت مكبوت كفنان ؟

 لا.. أنا صابر.

أبو الحسـن دائمًا مع الرقابة كالقط والفأر.. لماذا؟!

القط الحالي على أبو شادي، قط حلو ومستأنس زي توم وجيري، أما زمان فكانت الرقابة متعسفة لذلك كنت فـأرًا شقيًا جدًا، أما الآن فالقط مثقف وواع!.

هل أنت سعيد بلقب ملك الخروج عن النص؟

أنا دائمًا أخرج عن النص وليس على النص وهـو نوع من الحبكة الدرامية مثل لاعب الكرة الهداف عندما يحرز هدفًا جميلًا ورائعا تهلل الجماهـير بعكس مايحرز هدفًا بالصدفة فأنا أجيد فن التهديف الجميل على خشبة المسرح.