شهدنا جميعًا على مدار 8 سنوات مرت من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، طفرة تنموية كبيرة في قطاع الآثار والمتاحف، فقد وصل قطار التنمية والتطوير والبناء بهذا القطاع، الذي عانى كثيرًا من توقف الكثير من المشروعات، حتى وصلت إلى المتاحف الأثرية بالأقاليم المختلفة، لتزيح عنها الغبار الذي نتج عن فترة كبيرة من التعطل والإهمال الذي حل بالكثير من المشروعات، ولتفتح آفاقًا جديدة نحو تنمية وحماية آثار مصر العريقة وحضارتها الممتدة.
وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تم الانتهاء من عدد من المشروعات الأثرية المهمة، والتي تم افتتاحها خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها متاحف الآثار بالعاصمة الادارية الجديدة، المتحف القومي للحضارة المصرية وشرم الشيخ، كفر الشيخ والمركبات الملكية ببولاق، ومطار القاهرة إلى جانب قصر البارون إمبان بحي مصر الجديدة، فيما يلي نستعرض أبرز المعلومات عن المتحف القومي للحضارة المصرية.
افتتاح المتحف
افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2021، المتحف القومي للحضارة المصرية، ويقع المتحف بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة. تم وضع حجر الأساس في عام 2002 ليكون هذا المتحف واحدًا من أهم وأكبر متاحف الآثار في العالم، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية؛ حيث ستحكي أكثر من 50 ألف قطعة أثرية مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث.
وسوف تعرض مقتنيات المتحف في معرض رئيسي دائم يتناول أهم إنجازات الحضارة المصرية، بالإضافة إلى ستة معارض أخرى تتناول موضوعات: الحضارة، والنيل، والكتابة، والدولة والمجتمع، والثقافة، والمعتقدات والأفكار، بالإضافة إلى معرض المومياوات الملكية.
متحف الحضارة مؤسسة متكاملة لها دورها في نشر الوعي الأثري
ويتضمن المتحف أيضًا، مساحات للمعارض المؤقتة، فضلاً عن معرض خاص بتطور مدينة القاهرة الحديثة، وسوف يضم المتحف أبنية خدمية، وتجارية، وترفيهية، ومركزًا بحثيًا لعلوم المواد القديمة والترميم، كما سيكون المتحف مقرًا لاستضافة مجموعة متنوعة من الفعاليات، كعروض الأفلام، والمؤتمرات، والمحاضرات، والأنشطة الثقافية، وبذلك سيكون هذا المتحف الذي يستهدف الجماهير المحلية والأجنبية مؤسسة متكاملة لها دورها المتميز في نشر الوعي الأثري والتعريف بدور مصر في إرساء دعائم الحضارة الإنسانية.
افتتاح قاعة العرض المؤقت
في عام 2017 وفي إطار إفتتاح المتحف جزئيًا افتتحت قاعة العرض المؤقت التي تبلغ مساحتها 1000 متر مربع، وتضم معرضاً مؤقتاً عنوانه «الحرف والصناعات المصرية عبر العصور»، يهدف إلى التعريف بتطور الحرف المصرية (الفخار، والنسيج، والنجارة، والحلى).
ويشمل هذا المعرض حوالي 420 قطعة أثرية مختارة من بعض المتاحف، والعديد من المجسمات، بالإضافة إلى شاشات كبيرة تعرض عدداً من الأفلام الوثائقية التي تتناول تاريخ كل حرفة وتطورها عبر العصور.
موكب المومياوات الملكية
وفي 2020، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإتمام الأنشطة الأثرية والثقافية العالمية، مثل موكب المومياوات الملكية، وذلك على نحو يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة، ويبرز جهود الدولة الجارية لتطوير وتحديث القاهرة وغيرها من المدن القديمة.
وخططت الدولة للموكب بشكل متميز حيث شهدت شوارع مسار موكب المومياوات الملكية رفع كفاءتها، حيث تم رصف الطرق وتجميل الأرصفة وتجديد الإنارة وتقليم أشجار والعناية بالمسطحات الخضراء مع إزالة أى تشوهات أو كتابات موجودة على الأسوار وإعادة طلائها بلون موحد بما يتناسق مع روح ميدان التحرير ورفع كفاءة النظافة فى المنطقة، والعناية بنظافة أسطح وواجهات العقارات ودهان أسوار الكبارى وإزالة الملصقات والكتابات المشوهة لها، واستكمال الأرصفة والبردورات وتوحيد منسوب الأرصفة ورفع كل الإشغالات الخاصة ببائعى الفواخير وإخلاء الأرصفة تماماً منها ورفع كفاءة النظافة فى المنطقة.
وتم انطلاق الموكب في 3 أبريل من العالم الحالي 2021، وهو الحدث الذي بهر العالم أجمع، فقد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على استقبال 22 ملك وملكة لمكان عرضهم النهائى في المتحف القومي للحضارة، وهو ما اكسب الحدث أهمية كبرى أمام العالم، وبات حديث الصحف العالمية تحت عنوان "الرحلة الذهبية"، وتم افتتاح المتحف واستقبل الزوار بعد 19 عاما من وضع حجر الأساس.