الخميس 9 مايو 2024

كنوز «دار الهلال»| في ذكرى رحيله.. أسرار وكواليس أول أفلام نجيب الريحاني

الفنان نجيب الريحاني ولقطة نادرة من فيلم ياقوت

فن8-6-2022 | 21:50

خليل زيدان

رصد المؤرخون أن الفيلم الأول للفنان القدير نجيب الريحاني، كان «صاحب السعادة كشكش بك»، والذي عرض لأول مرة في 17 أبريل 1931 كان صامتًا، ومن يطلع على مذكرات الريحاني التي نشرتها «دار الهلال» عام 1959، يجد أنه لم يحتسب ذلك الفيلم كأول أعماله السينمائية، بل أكد أن أفلامه هو «ياقوت».. من مذكراته نكشف كواليس أول فيلمين له في ذكرى رحيله.

كشكش غير محسوب

كان «الريحاني» قد سافر إلى سوريا ولبنان في بداية عام 1931، حسب ما أكد في مذكراته (ص 141) ولم تكن الرحلة موفقة، فقد عاد مدينًا بمبلغ 200 جنيه للوجيه خضر النحاس، وفور عودته فكر في الاستعداد للموسم المسرحي لنفس العام، وزاره في نفس الوقت صديق عمره وزميل رحلة الكفاح استيفان روستي، ومعه المخرج "كياريني" وعرضا على نجيب الاشتراك في فيلم صامت، لكنه اعتذر بسبب أعماله المسرحية، لكنهما أصرا وفي النهاية وافق على القيام ببطولة فيلم أطلقوا عليه اسم «صاحب السعادة كشكش بك».

أكد «الريحاني» أنهم بدأوا العمل دون أن يكون للفيلم قصة أو سيناريو، فكل ما هنالك أنهم يخرجون في السادسة صباحًا دون أن يدروا ماذا يفعلون، ويجلس الريحاني ليضع اللحية الخاصة بشخصية «كشكش» وهو ويفكر في الأحداث التي سيصورونها، وبمجرد تثبيت اللحية يبدأ تصوير المشاهد، ومن المعلوم أن شخصية كشكش بك كانت سبب نجاح نجيب الريحاني وسر سعده، وتكلف تصوير الفيلم بأجور الفنانين فقط 400 جنيه، وقال أن الفيلم خرج للنور بهذا المبلغ البسيط وحقق نجاحًا كبيرًا وجلب إيرادًا ضخمًا بسبب إقبال الجماهير عليه، ووجب أن نضيف أن منتج الفيلم قام بعرض الفيلم أسابيعًا جديدة بعد أن غير اسم الفيلم إلى «صاحب العزة كشكش بك» ثم «حوادث كشكش بك».. ونؤكد أيضًا أن الفيلم أعيد عرضه عام 1934، بعد إضافة الصوت إليه ليصبح من الأفلام الناطقة.

 

أول فيلم «ياقوت»

لا نعرف سر إسقاط الريحاني لفيلم «صاحب السعادة كشكش بك» من قائمة أفلامه، ففي صفحة 158 من مذكراته أكد أن «ياقوت» أول فيلم سينمائي!! فقد أتته برقية في شهر أغسطس 1933 من الدبلوماسي إميل خوري، ووجب أن نوضح أن خوري عمل سكرتيرًا لتحرير جريدة الأهرام في مصر، وكان وثيق الصلة بالزعيم سعد زغلول، وكان شديد الهجوم على الاحتلال الإنجليزي بمصر، مما دعاهم إلى المطالبة بنفيه، وصدمت حكومة عدلي يكن وأخرجت إميل من مصر، فاستوطن فرنسا واتخذ باريس مقرًا له واستطاع أن يدير بعض الأعمال التجارية التي أدرت له ثروة كبيرة.

أما عن علاقته بنجيب الريحاني، فقد سافر الريحاني من بلاد المغرب العربي بعد رحلة فنية دامت خمسة أشهر بها إلى فرنسا؛ لتحصيل قيمة الـ 6 % التي استقطعتها جمعية المؤلفين الفرنسية كضريبة على عمله ببلاد المغرب، وحصل الريحاني على 120 جنيهًا صرف منها 70 على نزهته في باريس، وهناك التقى بـ إميل خوري وتناقشا في إمكانية تصوير فيلم سينمائي ووعده الريحاني بالتفكير في المشروع.

كانت برقية خوري للريحاني بمثابة طوقًا النجاة من الفلس وهموم الديانة، فقد رافقتها حوالة بمبلغ 50 جنيهًا، وعلى الفور سافر الريحاني إلى باريس ليعرف أن خوري كان قد اتفق مع شركة جومون الفرنسية للسينما على إنتاج فيلم مصري فرنسي مشترك، وأبلغ خوري الريحاني بأن نصيبه الثلث.. وقدم له سيناريو من إعداده فوافق الريحاني عليه، وأرسل على الفور برقية يستدعي فيها زميله وصديق عمره بديع خيري ليكتب الحوار، لكن خوري أعطى الريحاني حوار الفيلم وأصر أن يلتزم به، واعترض الريحاني على الحوار الذي سيسقط الفيلم، وهم بالعودة إلى مصر لولا وصول بديع خيري الذي أقنعه بالعدول واستطاع إقناع خوري بالتدخل ووضع الكثير من التعديلات.

ستة أيام فقط كانت مدة تصوير فيلم "ياقوت"، وأكد الريحاني أنه لم يرض عن الفيلم لأنه لا يفهم المخرج وأيضًا لأنه لم يجلب ممثلون مصريون معه بسبب ارتفاع مصاريف السفر والإقامة، فقاموا بجلب هواة تمثيل من الحي اللاتيني للقيام بالأدوار، وشارك الفنان أدمون تويما كسكرتير البطل ياقوت، وقبل أن يعود الريحاني إلى مصر حصل على 50 جنيهًا أخرى، أما حصته في الأرباح فسوف يأخذها عند عرض الفيلم في مصر.

الريحاني وعبد الفتاح القصري في لقطة من فيلم حوادث كشكش بك

 

Egypt Air