أعرب الكاتب الأمريكي فريد زكريا عن اعتقاده أن الحل الأمثل للتعامل مع الصين هو هزيمة روسيا في حرب أوكرانيا.
وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى تصريحات وزير خارجية أمريكا الأسبق هنري كسينجر في معرض تعليقه على الحرب الروسية في أوكرانيا والتي قال فيها "إننا الآن نعيش عصراً مختلفاً تماماً عن الماضي".
وأشار الكاتب كذلك إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي حيث أعرب عن اعتقاده أنه " إذا لم تدفع روسيا ثمناً باهظاً لتصرفاتها في أوكرانيا فسوف يعني ذلك تشجيع دول أخرى أن تحذو حذوها وتهاجم دولاً أخرى وهو ما يعرض أمن وسلامة دول ديمقراطية للخطر مما قد ينذر بزوال النظام العالمي الذي يسوده القانون ويمهد الطريق لمزيد من العدوان في أماكن أخرى من العالم وما يصاحب ذلك من عواقب وخيمة".
ويستطرد الكاتب مشيراً إلى الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن الشهر الماضي لتوضيح السياسة الأمريكية تجاه هذه التطورات والذي أعلن فيه أنه على الرغم من العملية الروسية في أوكرانيا إلا أن روسيا لا تمثل الخطر الحقيقي على النظام العالمي الذي يسوده القانون وإنما الخطر الحقيقي هو الصين.
ويقول الكاتب أنه من المفارقات العجيبة أن أحد الحضور أثناء إلقاء بلينكن كلمته هو المرشح الرئاسي السابق ميت رومني والذي أعلن اثناء حملته الانتخابية عام 2012 أن روسيا هي الخطر الأكبر والأوحد الذي يهدد الولايات المتحدة.
ويعرب زكريا عن اعتقاده أن خطر روسيا لا يكمن في قوتها العسكرية ولكن في رغبتها في تقويض النظام العالمي الذي يسوده القانون وتقسيم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بأسرها.
ويقول الكاتب إن ظاهرة تحول دولة ما، بدأ نجمها في الأفول، إلى خطر يهدد السلام العالمي ليست جديدة، موضحاً أن هناك سابقة في عام 1914 حين تسببت الإمبراطورية النمساوية المجرية في نشوب الحرب العالمية الأولى.
ويرى الكاتب أن أحد أهم أولويات أمريكا يجب أن يكون ضمان هزيمة روسيا في حربها ضد أوكرانيا، موضحاً انه في الوقت الحالي تعزز القوات الروسية من مكاسبها في شرق أوكرانيا بينما أدى الارتفاع الكبير في أسعار النفط إلى تدفق المزيد من الأموال إلى الخزانة الروسية.
ويشير الكاتب أن روسيا بدأت تعرض صفقاتها على الدول النامية مقترحة سعي تلك الدول لدى الغرب لكي يرفع العقوبات عن موسكو في مقابل السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية والروسية للحيلولة دون حدوث مجاعة في العديد من المناطق في العالم بينما يعلن القادة في أوكرانيا أنهم لا يملكون حتى الآن الأسلحة الكافية وليس لديهم المهارات الكافية لمواجهة القوات الروسية.
ويرى الكاتب أن السياسة الأفضل الآن لمواجهة الصين هي هزيمة روسيا بعد أن اختار الرئيس الصيني مساندة موسكو وتأييد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فإذا تمكنت الدول الغربية من إنهاك روسيا وهزيمتها في حربها الحالية في أوكرانيا سيشكل ذلك ضربة قاصمة للصين، أما إذا خرج بوتين منتصراً من هذه الحرب فسيعني ذلك عجز الدول الغربية عن الحفاظ على النظام العالمي الذي يحكمه القانون.