وجيز التعريف: إحدى فرق الإسماعيلية وتدعى بالمستعلية أو الطيبية، نسبة إلى المستعلى بن المستنصر بالله الذي اغتصب الإمامة من أخيه نزار وقتله، ويلقبون بالبهرة (لفظ هندي معناه التاجر)، وهم إسماعيلية مستعلية ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب، ولذا يسمون بالطيبية وهم إسماعيلية الهند واليمن، تركوا السياسة وعملوا بالتجارة واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة.
ومما يجدر ذكره أن المستعلية هذه أنصار المستعلى أبي القاسم أحمد (487هـ)، الذي اغتصب الحكم – كما مّر – من أخيه وبعد سقوط الدولة الفاطمية في مصر، على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1171، انتقلت فرقة المستعلية إلى اليمن، واستمرت طيلة خمسة قرون ثم لاقت نجاحًا في الهند، فنقلت مركز الدعوة إلى "كوجارت" في القرن التاسع الميلادي، ثم حصل إنشقاق في الطائفة المستعلية بعد وفاة الداعي السادس والعشرين ( قطب شاة سنة 999 هـ، في مدينة أحمد آباد، فتبعت الأكثرية ابنه داود بن قطب شاة الذي اعتبر الداعي السابع والعشرين، في حين تبع الفرع اليماني الداعي سليمان بن الحسن فعرفوا بالسليمانية، ويعتبر غلام حسن الداعي السادس والأربعين اليوم في سلسلة السليمانية، أما داعي الفرع الداودي اليوم، واسمه طاهر بن محمد فيعيش في (بومبي بالهند وهو الداعي الحادي والخمسين) وأتباعه يسمون بالبهرة.
ومما له صلة وعلاقة أن الإمام الطيب دخل الستر سنة 525 هـ، والأئمة المستورون من نسله لا يعلم أحد عنهم شيئًا بما فيهم مرجعيات البهرة.
وانقسمت البهرة إلى فرقتين:
أ) البهرة الداودية: نسية إلى الداعي قطب شاه، وهم منذ القرن العاشر الهجري في الهند وباكستان، وداعيهم يقيم في بومباي بالهند.
ب) البهرة السليمانية: نسبة إلى الداعي سليمان بن حسن وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى الآن.
معتقدات البهرة:
إجمالًا لهم معتقدات باطنية – وما أكثرها – وظاهرية فمن ذلك:
أ) ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة.
ب) باطنهم شيء آخر، فهم يصلون ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر.
ج) لا يقيمون الصلاة في مساجد عامة المسلمين.
د) يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين، لكنهم يقولون: إن الكعبة هي رمز على الإمام.
هـ ) يعتقدون بأن الله – تعالى – لم يخلق العالم خلقًا مباشرًا بل كان ذلك عن طريق العقل الكلي الذي هو محل لجميع الصفات الإلهية ويسمونه حجاب، وحلّ العقل الكلي في إنسان وهو النبي، وفي الأئمة المستورين الذين يخلفونه، فمحمد هو الناطق، وعليّ هو الأساس الذي يفسر!! .
الانتشار: طائفة البهرة استوطنوا اليمن والهند والسواحل القريبة المجاورة لهذين البلدين.
حاشية: يعدهم علماء تراثيون (الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه: فضائح الباطنية)، ومحمد بن عبد الكريم الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) من الحركات الباطنية، وباحثون معاصرون (الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه "تاريخ المذاهب الإسلامية"، ود. مصطفى الشلعة في كتابه "إسلام بلا مذاهب"، و د. محمد كامل حسين في كتابه "طائفة الإسماعيلية تاريخها، نظمها، عقائدها"، ومحمد عبد الله عنان في كتابه "تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة"، ومحمد بن مالك اليماني الحمادي في كتابه "كشف أسرار الباطنية والقرامطة"، والمستشرق لبرنارد لويس في كتابه "أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية" من الحركات السرية.
ونسب إليهم: التأثر بآراء من عقائد الفرس القديمة والفلسفات الهندية في أمور روحانية وأخرى إباحية على خلاف صحيح النصوص الشرعية الإسلامية المعتمدة والمعتبرة.
والإسماعيلية – في الجملة – من غلاة الشيعة وهي فرقة باطنية، انتسبت إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق، وظاهرها التشيع لآل البيت، تشعبت فرقها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا المعاش المعاصر.
والإسماعيلية من الفرق الغلاة وتندرج تحت الفرق السياسية ووقفوا في سلسلة الإمامة عند الشيعة عند إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق، ولم تعترف الشيعة الإثنا عشرية بإمامته وإسماعيل هذا هو الابن الأكبر للإمام السادس جعفر الصادق، وتوفى في حياة أبيه، فرأت الشيعة الإثنا عشرية، أن والده جعفر الصادق نقل الإمامة إلى أخيه موسى الكاظم واعتبروه الإمام السابع.
بينما يعتقد الشيعة الإسماعيلية أن الإمام السابع في سلسلة الأئمة من آل البيت هو إسماعيل بن جعفر بن الصادق، ووقفوا عند إمامته ولذا يطلق عليهم "السبعية"، وفي القرن الخامس الهجري، حصل الانشقاق في الحركة الإسماعيلية وصارت فرقًا متعددة (11هـ / 1021م)، واشتد الانشقاق بعد وفاة الحاكم بأمر الله (87هـ / 1094م) إلى نزارية، ومستعلية (البهرة).