الخميس 9 مايو 2024

كنوز «دار الهلال».. سعد أردش رجل المسرح الذي تحرر من الانفعالات الوقتية

سعد أردش

فن13-6-2022 | 18:53

منار بسطاوي

يحل علينا اليوم الذكرى الـ14 على وفاة أحد رواد المسرح المصري بل والعربي أيضًا، والذي ترك بصمته واضحة على المسرح، فشارك بالتمثيل والإخراج، وأخرج العديد من المسرحيات الشهيرة سواء المصرية أو العالمية، ومن بينهم "سكة السلامة"، و"كاليجولا" وغيرهم الكثير، إنه الفنان والمخرج سعد أردش.

ونقدم لكم من أرشيف «دار الهلال» حوار أجراه سعد أردش عام 1979، وهو بعنوان "أنا رجل المسرح"، وإليكم نص الحوار:

بداية حواري مع  سعد أردش كانت تحمل قلقَا خاصًا كيف أناديه.. هل أقول: دكتور؟ أم أستاذ؟ أم مخرج؟ أم ممثل؟ أم مؤلف؟ بعد کتابه المخرج في المسرح المعاصر.

بادرنی رجل مسرح  أنا سعد آردش كلمة تشمل فنان المسرح، التي يتأهل من خلال تجربته مجتازًا أرضية المسرح الشاملة  قبل الحوار كنت حريصًا على قراءة كتاب ( المخرج في المسرح المعاصر  تأليف أردش) ومن سلسلة كتب ثقافية شهرية، يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت كان إهداؤه لي يتضمن هذه الكلمات الموجزة – (اللي، أقسم جهدًا متواضعًا في الوقت الضائع في ۸/۹/ ۱۹۹.. ولم يوقع تحت هذه الكلمة.

 

قلت للأستاذ سعد عفوًا رجل المسرح – لماذا الوقت الضائع؟

 قال:

هذا التعبير في الإهداء لا يحمل تقليلَا من الجهد..  كان ردي بالطبع لا.. قال : أنا سعيد غاية السعادة.

كم عدد سنوات الانقطاع عن العمل في مصر، (الجزائر من وإلى الكويت من وإلى ) ولماذا؟

الجزائر من عام 1970 إلى عام 1975

 والكويت من عام 1977

قاطعته إلى متى؟

رد على والسيجارة تلهب أصابعه: أمل أن تكون هذه السنة هي السنة الأخيرة كما كنت أمل آن تكون السنة الماضية هي الأخيرة.

معنى كلامك هذا إنك سافرت

قاطعني قائلا:

سفرية الجزائر كانت نتيجة خلاف ساخن مع نائب رئيس وزارة الثقافة والإعلام، وكنت يومها مشرفًا على المسرح القومي وكان الخلاف حول تخطيط الموسم المسرحي، وكان يريد أن نغير  برنامج الموسم المسرحي بشكل كامل وأن نضع برنامجًا اجتماعيا غير سیاسي، هذا الموسم كان يشمل "عفاريت مصر الجديدة"، و"باب الفتوح"، والجيش ثائرًا

وكان حوارًا ديمقراطيًا، بدأته برد منطقي، أن المسرح بوجه خاص، والثقافة بوجه عام، أصبحت في عصرنا سياسية بالضرورة والمسرح الاجتماعي بمعنى ذبائح يوسف وهبي، لم يعد يمثل حاجة الإنسان من الثقافة نهايته، الجزائر طلباك.

كان خلافًا أكثر سخونة نتيجة تقسيمات خاطئة للدكتور رشاد رشدي وكان الوزير في ذلك الوقت هو عبد المنعم الصاوي، وقد أجريت حوارًا أطول مع الوزير وكان قد أصدر قرارًا وزاريًا بنقل وظیفتي کمدير عام للفنون الشعبية والاستعراضية إلى الزميل عبد الفتاح شفشق، بالإضافة إلى عمله كوكيل للوزارة دون أن يناقشني قبل إصدار القرار.

وعندما سألته تليفونيًا أجابني:

دول قالوا لي إنك تعاقدت مع الكويت؟

لا شك أن البعد عن مجال الاندماج في العمل والتفكير من بعيد بيحرر المخ، والجهاز العصبي من كثير من الانفعالات الوقتية، وقد يضع أمامه أي الفنان صورة أوضح لكثير من المواقف الموضوعية، والشخصية، وربما أفادتني مدة العامين الأخيرين في الكويت في محاولة الوصول إلى علمية الموقف ليس فقط في مصر ولكن على الأرض العربية بوجه عام لأن الأزمة ليست مصرية بل عربية في المقام الأول.

وبعد أن أشعل سيجارة جديدة

قال:

لقد توصلت إلى أن الأزمة منطقية، وأنه كان من المستحيل أن المتغيرات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، في مصر، وفي كافة القضايا المصيرية في الوطن العربي، دون أن يحدث تناقض بين الكلمة السائدة في الثقافة وفي المسرح وبين الواقع، ولكني أكذب عليك، أن قلت أنني عثرت أو اقتربت من العثور على مفتاح الأزمة، قد يكون المفتاح الكلمة الجديدة، ولكن ما هي ومتى يحل موعدها

 من كتابك.. وإليك..

نحن نؤمن بأنه لا قاعدة في الفن وإنما مقاييس، ومعايير مستنقاة من تراكم  التقاليد ، ومن ذوق العصر، لهذا فإن حرية الفنان المبدع كثيرًا ما تخرج به عن هذه المقاييس والمعايير

هل من الممكن أن توضح لنا هذه العبارة، بما نراه اليوم عروض.. وما كنا نراه بالأمس القريب؟

قال متنهدًا وما زالت جلستنا تدور حول ما أتى في الكتاب من أفكار، المقولة التي أكدتها وأعتقد أنها هامش من هوامش الكتاب تنطبق على الفن، والفن له معايير - قد لا تصل حقًا إلى مستوى القواعد، وما يجرى على خشبات المسارح في مصر، قد يخرج معظمه عن إطار الفن .. وإذا أردنا أن نستثنى أعمالًا فنية، فهي أعمال قليلة جدًا، ربما أضرب لها مثلًا عرض دماء على ملابس السهرة  المأخوذة عن القضية المزدوجة للدكتور بالمي»، رغم أنني لم أشاهد العرض لكنني مصدر حکمي استنادًا إلى النص الأصلي، واللي ثقتي بالمخرج الشاب نبيل منيب، وبالمسرح القومي المصري.

Egypt Air