الجمعة 19 ابريل 2024

الحفر على خشب الكافيه

مقالات15-6-2022 | 12:29

تعالى (نحفر) أسامينا.. الفلة جنب الياسمينه (محمد منير)

(وآية.. جنب مينا)

ورولا.. وزوز .. ورسمة قلب وإيميل شخصى باسم عبد الحميد

على طاولة مرتفعة خشب لون طبيعى بدهان بلاستيك، وبعرض زجاج شفاف لبراح الشارع وخضرة حديقته، فى كافيه شيك بأرقى مربعات مساكن شيراتون وأسعار سياحية.. محيطها شركات استثمارية ومدارس ومعاهد وأكاديميات دولية (أكثرية الزبائن حواء بجسارة التبزير، وقليل من جنس آدم)

السطح محفور بأقلام جافة أو آلة حادة تسجل بالإنجليزية أسماء  zoxo -Ayah -وغيرهم  يجاورها تواريخ من 2020 وفى الوسط إيميل أحدهم بعلامة  @

(شقاوة.. ولا خايف أقول اللى فى قلبى؟! )

الخطوط عشوائية ، بعضها متراكم على غيره. يضيع معالم السابق والبعض عميق والآخر سطحى.. بلا أسهم حب كيوبيد ولا تعريف بكلية أو عمل أو مسكن..

أرتادها فى رفاهية إفطار تحاليلنا الطبية بالمعمل المواجه.

فى البدء، استغربت آفة الكتابة وموقعها فى المنطقة الراقية والتخريب، ثم  تواترت تفسيرات ووقائع واستفسارات قديمة.

لو وجدنا من يسمعنا ما حفرنا أسماءنا.. علم الاجتماع

سلوك مراهقين لجذب الانتباه وفراغ ومتنفس ومواجهة المجهول والمستخبى ومرآة قلوبهم ورغبتهم فى إثبات الذات وترك أثر يبقى بعدهم (علم النفس)

(هتاف الصامتين) تجلجل أصواتهم بمشاعرهم وأمانيهم دون أن يراهم أحد.. د. سيد عويس

شكوى بجينات فرعونية للفلاح الفصيح ونقوش  الحجر (علم الآثار)

والإنجليزية.. من جيل جنبوه فصاحة لغته العربية بحرمان طفولة تأسيسه من حفظ القرآن واكتساب 77 ألف مرادف تحصنه فى التعبير كتابة وخطابةً، يتعلق بأهداب تمايز لغوى أجنبى 5 آلاف مرادف فقط (الشيخ البعيد سره باتع ) يزهو بمصاريف المدارس الخاصة والأجنبية.

وليس استخدامها هروب قديم لدبلوماسي عربى أو أفريقى من طلب محرج فى رواية إحسان عبد القدوس (ثقوب فى الثوب الأسود)

مدرس العلوم (الفيزيا ) يحفز صبانا 

بطرفة إجماع مدرسي طفولة العبقرى الألمانى البرت أينشتاين (1897-1955) الحاصل على نوبل 1921، بغبائه وقلة تحصيله (لا ينفع لشيء) ووسط الكآبة  حفر  Elbert اسمه على (الديسك –التختة)

يزهو به دائما بعدها متحف المدرسة

ولم يستهوينى الفعل

(سميحة - صلاح) طرفى سهم قلب عبد الحليم حافظ ولبنى عبد العزيز على شجرة شارع السباق بهليوبوليس وفيلم (الوسادة الخالية) يناغى أمانى حبنا يغنيها

(أنا مشغول عنك بيكى)

 1976  ثالثة إعلام القاهرة

ضيوف مدرج واحد كلية سياسة واقتصاد، رجل متوسط العمر بسيط الملابس أقرب للأبله، بجيب قميصه أقلام ملونة، يجاور أذنه راديو سونى أحمر بحجم الكف بموسيقى خافتة، ينشط عند خروجنا بين المحاضرات يرسم فى كشكول بنظام شامل حفريات أسماء ورموز ورسومات الدفعة فى خشب المدرجات. 

بالفضول سألته، ابتسم ببلاهه وضيقت عليه فغادرنا، وعاد وانتظم طويلا بعدها بلا إجابات.. فنان تشكيلى يبحث عن تلقائيات؟ دارس نفسي لجيل صحافة قادم؟ من جهة أمنية تهتم بأفكارنا؟

مصرية؟ أجنبية؟ عدو ولا حبيب؟!

ولم أظفر بإجابة.

(على عبد الرحمن من سوهاج ) بطلاء أبيض أعلى عمود كوبرى أكتوبر عند غمرة ، لشاب جاء يجاهد لنجاح وتحقيق ذات وأثر لا يدرى به أحد

يجلجل هتاف صمته عله يصل لمحبيه

 أتتبع أمثاله على جدران بيوت وكبارى ومشروعات ومعدات

رسائل حب  

وأكتب اسمك يا حبيبى على الحجر العتيق (فيروز)

وعلى كفى  رسمت صورتك أنا (فهد بلان)

لأكتب ع أوراق الشجر (فريد الأطرش)

وتقبل الدنيا على أهل الهوى

وفؤادى من فرط حنينى كاد أن يذوبا

لو عدت لى .. رد الزمان إلى سالف بهجتى

«ثومة (أم  كلثوم)»