الثلاثاء 16 ابريل 2024

مقالات15-6-2022 | 23:18

فى آتون الأزمات، وتداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية وما سببته من حالة فزع وهلع وارتباك فى العالم خوفاً وحرصاً على أمنه الغذائي، واحتياجاته من الطاقة، لك أن تحكم على ما أنجزته مصر لتقف واثقة فى مجالات الأمن الغذائى والطاقة والغاز، وكيف أصبحت مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة وكيف تمتلك مستقبلاً واعداً فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر.. فى هذا التوقيت الدقيق الذى يواجه فيه العالم الأزمات والمحن والشدائد، تظهر فيه جدارة التجربة المصرية وما حققه من نجاحات كبيرة.. حافظت على شعبها.. وهنا أقول أيضاً فى دعوة لأصحاب الآراء غير الموضوعية والتى لم تستند على حقائق، آن الأوان أن تعيدوا تقييم آرائكم فى ظل ما تشهده الدولة المصرية من قفزات فى مجال الطاقة والأمن الغذائي.. وحرص الدول على التعاون والشراكة معها.

بعد توقيع مذكرة التفاهم الثلاثية للتعاون فى مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى وبعد طفرات وقفزات فى مجال الأمن الغذائى، وبعد الإصلاح الاقتصادى الذى قاوم الأزمات والصدمات.. آن الأوان للآراء والأحكام الموضوعية.. التى تعطى أصحاب النجاح حقهم.
 
مذكرة التفاهم التى وقعتها مصر اليوم بشأن التعاون فى مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى مع إسرائيل والاتحاد الأوروبى تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، لم تأت من فراغ، ولابد أن تربط الإنجاز الكبير والتاريخى بما حدث خلال الـ7 سنوات الماضية، والتوقيع الذى جرى اليوم، فالمصريون يتذكرون جيداً ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى إحدى المناسبات: إن مصر جابت «جول» كبيراً فى موضوع أو ملف الغاز.. ولا يمكن أن يكون تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط فى يناير 2019 بمنأى عن حدث الأمس، ولا يمكن أن نفصل جهوداً وإنجازات ونجاحات مدوية فى هذا الملف خاصة فيما يتعلق بالاكتشافات الحديثة فى مجال البترول والغاز الطبيعى أبرزها حقل ظهر فى شرق المتوسط بالاضافة إلى انشاء أكبر بنية تحتية فى مجال الطاقة.. وامتلاك جميع المقومات لتكون مصر مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة خاصة بما لديها من مصانع عملاقة تم تطويرها وتحديثها سواء فى مجال الغاز المسال فى ادكو ودمياط أو مجال التكرير بمسطرد والإسكندرية.

الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى وضع مصر على الطريق الصحيح فى كافة المجالات، وفى القلب منها مجال الطاقة الذى كان عامراً بالأزمات والمشاكل والتحديات ومكبلاً بالأعباء فبالاضافة إلى الاكتشافات وتطوير وتأسيس بنية هائلة فى مجال البترول والغاز الطبيعى نجح الرئيس فى حل جميع المشاكل خاصة التى تتعلق بسداد حصص ومديونيات الشركات الأجنبية، وعلى حسب علمى وصلت أو تجاوزت الـ7 مليارات دولار وهو ما جعل مصر مصدراً لثقة الشركاء الأجانب فى مجال البحث والاكتشافات، بالإضافة إلى ما تحظى به مصر من أمن واستقرار وقدرة على مجابهة التحديات والتهديدات، فقد نجحت مصر فى إبرام اتفاقيات لترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان طبقاً لقواعد القانون الدولى وتوثيق ذلك وتسجيله فى الأمم المتحدة وبالتالى فهى حقوق مشروعة كانت تحتاج قوة وقدرة تحميها من الطامعين وهو ما تحقق لها تماماً من خلال الرؤية الرئاسية فى أهمية امتلاك مصر للقوة والقدرة التى تحمى ولا تعتدي، فدافع عن الحقوق ولا تطمع فى الآخرين.

ما حدث اليوم لم يكن وليد اللحظة، ولكن سبقته جهود ورؤى استشرفت المستقبل لتصل إلى هذا الإنجاز الكبير الذى استند على مقومات وعمل ورؤية وهو ما يشير إلى نجاح مسيرة مصر نحو البناء والتنمية والتقدم وأنها تحقق نتائج هائلة لصالح الاقتصاد الوطني، وتجسد أيضاً أهمية علاقات مصر الدولية التى تقوم على الاحترام المتبادل وبناء جسور الثقة والمصالح المشتركة. وأن مصر محط أنظار واهتمام العالم خاصة أنها تمضى بخطى ثابتة على طريق البناء والتنمية من خلال رؤية مستقبلية طموح.

جاء استقبال الرئيس السيسى اليوم لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولافون دير لاين يحمل رسائل مهمة للغاية خاصة عن الشراكة الإستراتيجية التى تربط مصر بالاتحاد الأوروبى وعمق العلاقات التاريخية بين القاهرة وأعضاء الاتحاد من الدول الأوروبية منذ عقود طويلة والتى تقوم على الاحترام المتبادل والتواصل الحضارى والثقافى والمصالح المشتركة كما ان مصر لديها تجربة ملهمة فى مجال البناء والتنمية والتقدم، وتحقق خطوات وقفزات مهمة وتدرك جيداً أهمية الشراكة مع الاتحاد الأوروبى كقوة اقتصادية وسياسية أساسية فى المجتمع الدولي.

الحقيقة أن ما حدث اليوم هو تتويج لمجهود ونجاحات وإنجازات وشعور بالفخر.. خاصة وأن الرؤية المصرية تثبت كل يوم جدارتها وجدواها فى ظل آتون الأزمات العالمية الطاحنة وآخرها (الحرب الروسية- الأوكرانية) التى ألقت تداعيات وتأثيرات خطيرة فى أكثر المجالات صعوبة وهما الطاقة والأمن الغذائي، وبمراجعة ما تحقق فى مصر فى هذين المجالين تجد نجاحات كبيرة ومدوية فإذا كنا نتحدث عن الطاقة نجد أن الاتفاق الذى جرى اليوم يقول كل شيء ويؤكد أهمية ودور ومكانة مصر فى هذا المجال كمركز إقليمى لتداول وتجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى وفى مجال الأمن الغذائى قطعت مصر خطوات مهمة وغير مسبوقة فى كافة مكونات منظومة الأمن الغذائى ومازال لديها فرص ومشروعات عملاقة فى هذا الإطار.. فمنذ أيام كان الرئيس السيسى على موعد مع افتتاح المجمع المتكامل للإنتاج الحيوانى والألبان وقبلها كان الرئيس يفتتح موسم الحصاد فى المشروع العملاق (مستقبل مصر الزراعي) الذى يمثل جزءاً مهماً من المشروع الكبير الدلتا الجديدة لإضافة 2.2 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية فى مصر وقبلها كان الرئيس يفتتح موسم حصاد القمح فى توشكى.. وسيناء وشرق العوينات بالإضافة إلى حالة الثقة والاطمئنان لدى المواطن المصرى لتوفير احتياجاته من السلع الأساسية، فى ظل الرؤية الرئاسية لامتلاك احتياطى استراتيجى من السلع الأساسية لفترة لا تقل عن 6 أشهر، وأيضا المشروع القومى لإنشاء صوامع الغلال والمستودعات والمخازن الاستراتيجية للبوتاجاز وزيت الطعام والمواد البترولية.

من يتأمل المشهد العالمى المرتبك، وحالة الفزع والهلع لدى الشعوب بسبب تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية.. والخوف من اضطرابات فى مجال الأمن الغذائى أو خفض الطاقة فى ظل الارتفاع الجنونى لسعر برميل البترول الذى وصل إلى 120 دولاراً أو نقص السلع الأساسية والغذائية بسبب تعطل سلاسل الإمداد والتوريد خاصة أن الإنتاج الروسى والأوكرانى يمثل جزءاً مهماً فى معادلة احتياجات العالم من السلع المهمة مثل القمح والطاقة، هنا يجب أن نوجه التحية إلى القيادة السياسية المصرية التى عملت على مدار 7 سنوات وامتلكت الرؤية والإرادة للإصلاح والاستغلال الأمثل للموارد المصرية، وانشاء البنية التحتية فى كافة المجالات وتوفير احتياجات المصريين وسد العجز والنقص.. واتخاذ القرارات التى جنبت مصر فى هذا التوقيت تداعيات خطيرة خلقتها الحرب الروسية- الأوكرانية من خلال الآتي:

أولاً: إحداث طفرات وقفزات وتطوير وتحديث واكتشافات جديدة فى مجال الغاز وامتلاك البنية التحتية والمقومات الأساسية لتكون مصر مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة عن جدارة.

ثانياً: التوسع فى مشروعات الأمن الغذائى فى كافة المجالات سواء الزراعة أو المزارع السمكية والثروة الحيوانية ومنتجات الألبان والدواجن والصوب الزراعية.

ثالثاً: لم يكن اهتمام مصر بمجالى الطاقة والأمن الغذائى فقط ولكن أيادى التطوير والتحديث وصلت إلى كل المجالات.. وهو ما أدى إلى حالة من الاستقرار فى الاحتياجات والخدمات المقدمة للمصريين، وكذلك الإصلاح الاقتصادى الذى وفر المرونة والقدرة رغم الخسائر الاقتصادية جراء تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية إلا أننا أفضل بكثير لو جاءت الأزمة العالمية ولم تتبن مصر الإصلاح الشامل.

رابعاً: ان سعى مصر الدائم وتضحيات أبنائها كان من أجل ترسيخ الأمن والأمان والاستقرار بعد سنوات الفوضى والانفلات والتحديات الأمنية والإرهاب، والتهديدات الخطيرة.. وهو ما نجحت مصر فى دحره وإزالته.. فالقاعدة التى انطلقت منها الإنجازات والنجاحات هى ما تحقق من أمن واستقرار وهى أساس أى تقدم وتنمية.

خامساً: سياسات مصر المتوازنة على الصعيد الدولى وعدم جنوحها إلى محاولات ومغريات الاستقطاب، وأنها تتعامل وفق سياسات ومبادئ وثوابت لم تتغير وهى تعزيز العلاقات والشراكة الإستراتيجية وتبادل المصالح والمنافع والخبرات طبقاً لقواعد الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وإعلاء الحلول السلمية والتفاوضية وبذل الجهود لإرساء السلام، وحل النزاعات والخلافات على الصعيدين الدولى والإقليمى سلمياً وسياسياً، وتمسك مصر بعلاقاتها القوية والمتوازنة مع جميع القوى الكبرى فى إطار المصالح المشتركة والاحترام المتبادل ودون أن تكون علاقة مصر بدولة على حساب دولة أخرى فمصر لديها علاقات قوية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والصين وروسيا.. تسعى للاستفادة من علاقاتها بالجميع والامكانيات المتقدمة لدى هذه القوى فى إطار تجربتها ومشروعها الوطنى للبناء والتنمية والتقدم، لذلك فإن علاقاتها تتسم بالتوازن والاتزان وتحقيق مصالح مصر وشعبها، فلا مجال للاستقطاب أو المعسكرات والأحلاف.

الحقيقة أن القدر شاء ان يفضح الأكاذيب وحروب الشائعات والتشكيك.. وكل يوم يمر يثبت فيه أن رؤية مصر وتجربتها على مدار السبع سنوات الماضية فى منتهى العبقرية وهذه نتائجها وحصادها وثمارها بين أيدى المواطن المصرى.

الحقيقة أن ما دار بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيسة المفوضية الأوروبية خلال القمة بالأمس تناول العديد من النقاط المهمة.

- أن هناك علاقات تاريخية واستراتيجية تربط مصر والاتحاد الأوروبى.. تقوم على التعاون وتبادل المصالح والاحترام المتبادل وهى نموذج للعلاقات الدولية، والتى امتدت إلى الشراكة فى العديد من المجالات سواء تعزيز ودعم التجربة المصرية فى البناء والتنمية من كل ما تتمتع به أوروبا من امكانيات تكنولوجية أو ما تملكه مصر من فرص ثمينة واستثمارية وموارد طبيعية خاصة فى مجالات الطاقة بشكل عام، والطاقة الجديدة والمتجددة اوالهيدروجين بشكل خاص وما لدى مصر من فرص فى هذا المجال

- كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية- سواء الشمس والرياح أو الهيدروجين الأخضر كطاقة نظيفة تمثل ثروة مهمة للغاية وهو ما يلقى بظلاله على اتساع دائرة التعاون والدعم الفنى والتمويلى من قبل الاتحاد الأوروبى لتعظيم المنافع المتبادلة من هذا التعاون الذى يعود على الجانبين.

- الإدراك الأوروبى لقيمة ومكانة مصر سواء كما قالت أورسولافون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية بأن مصر هى محور للأمن والاستقرار فى المنطقة التى تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد فأوروبا فى حاجة إلى هذا الأمن والاستقرار الذى ينعكس فى النهاية على دولها وتعول على مصر كركيزة لأمن واستقرار الشرق الأوسط أو من خلال التعاون المشترك فى مجالات التنمية والاستفادة المتبادلة من الإمكانيات والخبرات والموارد.

- العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبى سوف تشهد خلال الفترة القادمة تطوراً هائلاً آفاقاً رحبة من التعاون فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية خاصة مع قرب اعتماد وثيقة (أولويات المشاركة المصرية- الأوروبية (2021 - 2027) أو التى تحدد مسارات التعاون بين الجانبين خلال السنوات القادمة، فقد أكدت أورسولافون دير لاين على اهتمام الجانب الأوروبى الذى يعانى من أزمة كبيرة فى مجال الطاقة بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية بتعزيز التعاون مع مصر فى قطاع الطاقة بشكل عام خاصة الغاز الطبيعى المسال فى إطار الموارد الغنية والبنية التحتية المتميزة التى تتمتع بها مصر من خلال محطتى تسييل الغاز الطبيعى فى إدكو ودمياط اللتين تتيحان تصدير الغاز، فضلاً عن التعاون فى قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة لاستغلال ما تملكه مصر من موارد لاسيما الطاقة الشمسية والرياح، والمستقبل الواعد لمصر فى مجال الهيدروجين الأخضر.

- الاتحاد الأوروبى داعم لموقف مصر فى قضية سد النهضة خاصة فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق قانونى منصف وملزم لعملية ملء وتشغيل السد وضمان حقوق مصر المائية والحفاظ على أمنها المائى.

- هناك تنسيق وتوافق مصرى- أوروبى وتقارب فى وجهات النظر والرؤى حول العديد من الملفات والأزمات والقضايا الدولية والإقليمية، وأشادت رئيسة المفوضية بدور مصر فى إعمار غزة ومواقفها الثابتة.

- هناك نقلة نوعية فى التعاون والشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى خاصة فى تعزيز التعاون فى عدد من القطاعات ذات الأولوية وفى إطار الرؤية التنموية المصرية والتى تأتى على رأسها الطاقة والطاقة النظيفة والأمن الغذائى والتحول الرقمى والنقل الكهربائى والزراعة والرى الحديثان وتصنيع اللقاحات بالاضافة إلى تشجيع الشركات الأوروبية على ضخ المزيد من الاستثمارات فى مصر.. خاصة وأن الاتحاد الأوروبى هو الشريك المهم لمصر فى مجال التنمية.

- الاتفاق بين مصر والاتحاد الأوروبى على إرساء دعائم شراكة إستراتيجية بين الجانبين فى مجال الطاقة سواء فى مجال الغاز الطبيعى أو الربط الكهربائى كمجال حيوى لمستقبل التنمية والتعاون فى المجال الفنى والتمويلى والاستثمارات لتطوير البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى مصر كمصدر للطاقة النظيفة يحظى باهتمام أوروبا والعالم.

- الرئيس السيسى أكد على ثوابت مصر بالتأكيد على أهمية الإدراك على الظروف الدقيقة التى يمر بها المجتمع الدولى وهو ما يتطلب من كافة الأطراف إعمال الحكمة وتغليب لغة الحوار البناء لحل الخلافات والتغلب على التحديات المشتركة وهو موقف مصر تجاه الأزمة الروسية- الأوكرانية بضرورة الوصول إلى حلول سياسية وتغليب لغة الحوار وصولاً لحل ينهى هذه الأزمة ويوقف تداعياتها الخطيرة على العالم.

- توافق مصري- أوروبى على ضرورة العمل من أجل تنسيق الجهود الدولية مع كافة الشركاء لتخفيف آثار أزمة الغذاء الدولية خاصة على الدول الأكثر تضرراً من تداعياتها وأهمية تقديم الدعم الفنى والمالى لمساعدة هذه الدول فى التعامل مع ارتفاع أسعار الحبوب والسلع الغذائية والزراعية وتمويل المشروعات المتعلقة بالزراعة وتطوير التكنولوجيا الزراعية بما يسهم فى زيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

الحقيقة رغم قسوة تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية على العالم.. إلا أنها كانت طاقة وعى لكافة الشعوب لأهمية امتلاك الاحتياجات الأساسية فى ظل هذا الوضع المرتبك والخوف من المصير المجهول فى حال استمرار الأزمة العالمية، لكن الأزمة العالمية كشفت بما لا يدفع مجالاً للشك قوة ما حققته مصر خلال السبع سنوات الماضية فى جميع المجالات وفى القلب منها الطاقة والأمن الغذائي، والإصلاح الاقتصادي، فمذكرة التفاهم الثلاثية التى وقعت بالأمس لم تأت من فراغ ولكنها جاءت كنتاج طبيعى للرؤية والإرادة الرئاسية فى أهمية امتلاك مصر القدرة فى مجال الطاقة وان تكون مركزا إقليمياً لتداول الطاقة وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع وانعكس فى اطمئنان مصر.. وأهميتها لدى العالم كما ان مشروعات الأمن الغذائى العملاق التى أنجزت على مدار السبع سنوات أثبت جدارتها ونجاحها.. وكذلك الإصلاح الاقتصادى.

من هنا نعرف قيمة أنفسنا، وأهمية ما تحقق من إنجازات ونجاحات خلال الثمانى سنوات الماضية، وضرورة أن نعرف كيف ينظر إلينا ويرانا العالم، ومدى الأهمية التى تحظى بها مصر وكيف نجحت الدبلوماسية الرئاسية على مدار السنوات الماضية فى إرساء قواعد علاقات دولية متوازنة تقوم على التعاون والشراكة والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل، هذا الإطار العبقرى الذى تبنته الدبلوماسية الرئاسية وقف بكل ثقة أمام محاولات الاستقطاب والمعسكرات والأحلاف، وترسخت قوة علاقات مصر مع جميع القوى الكبرى وعلى مختلف الدوائر والمسارات الدولية.. لتحظى مصر باحترام وتقدير على كافة الأصعدة الدولية.

يجب علينا الآن فى ظل تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية وما سببته من أزمات دولية أن ننظر إلى أنفسنا جيداً، ونتحلى بالموضوعية والتجرد ونعطى الناس حقها فى كلمة حق تقدر جهوداً ورؤى خلاقة جعلت من مصر قوة دولية وإقليمية على الصعيدين السياسى والاقتصادي، دولة يعول عليها العالم ويخطب التعاون والشراكة معها.

سيادة الرئيس.. مصر لم تحقق أو تحرز «جول» واحد فقط، ولكنها حققت عشرات الأهداف.. ومن حقكم علينا أن نوجه لكم التحية والتقدير، فما أعظم أن يكون لهذا الوطن قيادة وطنية شريفة مخلصة، مبدعة، خلاقة وضعت مصر على طريق القوة والقدرة والعزة.