أكد الدكتور رأفت يوسف أستاذ الإدارة وعلم النفس، واستشاري التنمية البشرية أن الأسر المصرية تواجه العديد من التحديات في تربية أبنائها، و"السوشيال ميديا" أحد أخطر هذه التحديات، وبات تعلم فن التعامل مع الأبناء واستيعابهم لهم بات أمرًا ملحًا لمواجهة هذا التحدي، الأمر الذي قد يستلزم التوعية والتدريب.
وأضاف "يوسف" في تصريح لبوابة "دار الهلال": "تدريب الآباء والأمهات على مهارة فن التعامل مع الأبناء لمواجهة مثل هذه التحديات متعارف عليه في الدول الغربية، فتوجيه الأطفال في حد ذاته له أسلوب يجب تدريب الآباء والأمهات عليه".
تابع: على سبيل المثال تشجيع الطفل يكون بامتداح مجهوده لا بامتداح صفاته الإيجابية، فلا يجب أن نقول له "أنت ذكي أو شاطر" ما يرسخ في ذهن الطفل عدم الحاجة إلى بذل مجهود، وعلينا أن نستبدل هذه المقولة بـ(عندما بذلتَ مجهودًا في المذاكرة نجحت أو حققت "سكور" عالي).
ولفت إلى أنه من الضروري ربط النجاح لدى الطفل بالمجهود وليس بالذكاء، ما يستوجب حرصه على بذل مجهود أكثر لتحقيق نجاح أكبر، الأمر الذي ينادي به الطب النفسي ويشدد عليه وهو "امتداح المجهود لا امتداح الصفات"، ولكنه يغيب عن كثير من الآباء والأمهات، وتدريبهم عليه أو توعيتهم به ضروري لإنجاحه.
دور الإعلام والخطاب الديني
وأشار "يوسف" إلى أهمية الدور الإعلامي، والخطاب الديني في توعية الأسر والتأثير عليهم، وقال: "حديث عالِم الدين يحظى بصبغة شبه إلزامية لدى المتلقين، ويؤثر فيهم".
وتابع: "لا يجب أن يقتصر دور الإعلام في توعية الأسر على استخدام المعلومات فقط، فالاستعانة بالمشاهير والأشخاص الملهمة في التغيير السلوكي للإنسان مؤثر ومفيد جدًا، وخير دليل رسالة "خليك في البيت" التي وجّهها المشاهير للأسر في أثناء وباء "كورونا"، ما ساهم بصورة كبيرة في نجاح هذه الرسالة.
فيما أكد ضرورة الاستعانة بإعلام "السوشيال ميديا" إلى جانب شاشات التليفزيون، والبعد عن تقليدية الأفكار المقدمة باستخدام استراتيجية "المتعة والتعلم"، كاستخدام "الدحيح" خفة الدم في تقديم ما يلخصه من كتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما كان سببًا في انجذاب رواد "السوشيال ميديا" إليه، وأيضًا استخدام وسائل تعليمية مبسطة تحمل عنوانًا مبسطًا على غرار "لحظة من فضلك" لإيجاز الفكرة في كلمات معدودة من شأنها إيصال المعلومة بصورة أفضل".