منع عرض فيلم الأنيميشن "لايتيير" حتى الآن من خمس عشرة دولة منها الصين، بسبب القُبلة "المثلية"؛ ليس القرار الأخير المتوقع لمواجهة خطة شركة ديزني التي أعلنتها المسئولة عن "ديزني بلس" مؤخراً، وتتعلق بزيادة محتوى كل ما يتعلق بالمثلية، والذي استقبله الجمهور العربي وبعض الغرب بالاستهجان والاعتراض حتى أن حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية قرر منع تدريس الأطفال بالروضة كل ما يتعلق بالمثلية أو التحول الجنسي ولم يتقبل اعتراض ديزني وإيقاف تبرعاتها للولاية؛ بل أصدر قراراً بسحب صلاحياتها وزيادة الضريبة عليها.
وها هو الفنان أحمد أمين يقرر تنفيذ أحد أحلامه الموجه للأطفال لمواجهة ذلك، ولكن الأمر لا يمكن التعامل معه بحدوتة "أبله فضيلة" والحديث عن الأخلاق والخير بذات الأسلوب؛ فعندما كبرنا أدركنا واقع الحدوتة وعرفنا أن الفائز وصاحب الإجابة الصحيحة الأصغر الثالث، لأنهم كانوا دوما ثلاثة ومنهج الحدوتة كان يعتمد على أن الأخير ربه كريم وينجح في الاختبار أياً ما كان، ففقدت الحدوتة بريق التشويق.
لقد نجح السابقون في الماضي لأنهم سبقوا واقعهم، باختيار الحدوتة القصيرة التي تصاحبها الأغنية، والمجلات التي تبتكر شخصية "سمير" وأصدقائه بعيداً عن الشخصيات العالمية، وعندما جاءنا "ميكي" وجماعته تلونوا بالروح المصرية من خلال مبدعين أدركوا صعوبة الكتابة للأطفال، لذلك لم تكن مجلة سمير منذ أكثر من ثلاثين عاماً مجرد مجلة، بل كان لها "مراسل" هو الصحفي الصغير الذي كان فرداً في مجلة تتحول في الإجازة إلى "نادي سمير".
وذات الطفل في ذلك الزمن كان عضواً في البرلمان حتى لو كان للصغار، وعضو لجنة تحكيم في مهرجان سينما خاصة بالأطفال، يشاهد ويناقش ويقرر، كانت له "عروسة" تتنوع بحسب البرامج وتمنحه الصداقة التي يريد، كل ذلك كان "سبقاً" منذ زمن بعيد لا يمكننا أن نعيده ونتخيل أننا من خلاله نواجه الواقع الجديد، لذلك قرارات المنع وحالة الغضب وحدها لن تفيد جيل "التيك توك" وأخواته، وكذلك الخطوات الفردية من إنشاء قناة للأطفال أو مجلة أو إعادة البرامج التي اختفت، لأننا في حاجة لرؤية متكاملة تدرك الواقع وتتجاوزه وتعيد حالة التفرد والابتكار، فمن يشاهد أفلام الأنيميشن وغيرها، التي من المفترض أنها للأطفال، سيرى جيداً أنها تحتوي على كافة عناصر الإبهار والجذب القادرة على تمرير ما تريد من أفكار، لذلك حالة "المنع" وحدها وأسلوب الإنجاز الوهمي لا يكفي، فماذا نحن فاعلون؟؟