أشار مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن حرب روسيا في أوكرانيا أدت إلى حالة من الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي.

وأضاف المقال الذي كتبه إيون دريا، المحلل السياسي والباحث في الشئون الأوروبية، أنه على الرغم من كل ما قيل حول الدعم الذي تقدمه الدول الأوروبية لأوكرانيا لتعزيز قدراتها في مواجة القوات الروسية وقوة رد الفعل الأوروبي على الحرب الروسية في أوكرانيا إلا أن الحقيقة الماثلة للعيان تؤكد أن الاتحاد الأوروبي يعاني حالياً من حالة انقسام غير مسبوقة على خلفية الحرب في أوكرانيا.

ويشير المقال إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا كشفت على سبيل المثال رفض كل من باريس وبرلين لانضمام أعضاء جدد من وسط وشرق أوروبا أو من منطقة البلطيق، فقد تبنت دول غرب أوروبا لعدة عقود خلت سياسات ذات أولويات اقتصادية وسعت لفرض القيم السياسية التي تتبناها على دول شرق أوروبا بل ربطت تقديم الدعم لدول مثل بولندا والمجر بتبني هذه الدول لقيم دول أوروبا الغربية.

وفي الوقت نفسه، لم تستمع دول أوروبا الغربية لشكاوي دول شرق أوروبا وتحذيراتها المستمرة من توجهات روسيا ولم تكتفي بتجاهلها بل سخرت من الدول التي تجأر بالشكوي وتعرب عن مخاوفها من روسيا.

ويضيف المقال أن ذلك الموقف بدا واضحاً جلياً من تردد ألمانيا وفرنسا في توفير الدعم العسكري اللازم لأوكرانيا في مواجهة القوات الروسية ولم يكن يشغلهم سوي كيفية استمرار التعاون الاقتصادي المعتاد مع روسيا، مما أدي إلى حدوث حالة انقسام داخل الاتحاد الأوروبي والذي بدأت تتسع فجوته مع كل تصريح يصدر من برلين أو باريس.

ويشير المقال إلى أن التردد الواضح من جانب كل من برلين وباريس في تقديم المساندة العسكرية اللازمة لأوكرانيا ألقى بظلاله على علاقات التعاون بين دول شرق وغرب أوروبا.

ويوضح المقال أن حجم الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي والذي ظهر بعد الحرب الروسية في أوكرانيا سوف يتسع في المستقبل ولاسيما بعد أن بدأت دول البلطيق تحذر من أن الممارسات الروسية في المنطقة تمثل خطراً يهدد وجود الاتحاد الأوروبي في المنطقة.

ويستشهد المقال بالتصريحات التي أطلقها كل من رئيسي وزراء لاتفيا وليتوانيا كريجانيس كارينش وإنجريدا سيمونيته والتي يناشدان فيها دول الاتحاد الأوروبي أن يركزوا جهودهم في دعم القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية بدلاً من الشكوي من غلاء أسعار الوقود بينما حذرت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس بكل صراحة دول غرب أوروبا من إجبار أوكرانيا على قبول تنازلات والتخلي عن جزء من أراضيها لصالح روسيا بسبب الأضرار التي لحقت بتلك الدول جراء الحرب في أوكرانيا أو لأي أسباب اقتصادية خاصة بتلك الدول.