أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في مقالة افتتاحية إلى أن عوائد روسيا من النفط تتزايد في ظل العقوبات المفروضة على موسكو من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على خلفية العملية العسكرية في أوكرانيا.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أنه يجب علي الولايات المتحدة والدول الأوروبية اعتماد خطة أخرى لتنفيذ العقوبات الاقتصادية على موسكو من أجل مواجهة العملية العسكرية الروسية الحالية في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن قادة الدول الصناعية السبع سوف يجتمعون يوم الأحد القادم وستكون العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا - والتي تعد أكبر حرب تندلع في أوروبا منذ عام 1945 - والعواقب الناجمة عنها على رأس جدول أعمال اجتماعات قادة مجموعة الدول السبع الكبرى.
وأضافت الصحيفة أن قمة مجموعة السبع سوف تعقد في وقت مازالت فيه القوات الروسية تشن هجمات عسكرية في شرق أوكرانيا، وأشارت الصحيفة إلى أهمية أن يكون تطبيق عقوبات اقتصادية أشد على موسكو من أهم أولويات القمة القادمة والتي سوف تشهد حضور الرئيس الأمريكي وزعماء كل من ألمانيا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وكندا وفرنسا إلى جانب ممثلين من الاتحاد الأوروبي.
وتقول الصحيفة أن قادة الدول السبع يجب أن يدركوا ويعترفوا أن جهود الدول الأوروبية لحظر صادرات روسيا من النفط أثبتت عدم فاعليتها في المدى القريب وأن نظام العقوبات الحالي يجب تعديله حتى يصبح أكثر فاعلية.
وتشير الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تمكنت فيه الولايات المتحدة وكندا من حظر واردات روسيا من الزيت الخام وجدت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة أنه من الصعوبة بمكان تطبيق هذا الحظر حيث تعتمد الدول الأوروبية مجتمعة على روسيا في الوفاء بحوالي 29 بالمائة من احتياجاتها من الزيت الخام بينما تزداد تلك النسبة في بعض دول الاتحاد.
وتضيف الصحيفة أن عوائد صادرات النفط الروسي للدول الأوروبية في العام الماضي بلغت 108 مليار دولار، مشيرة إلى أن الدول الأوروبية تبنت قراراً في الثالث من يونيو الحالي بحظر الزيت الخام الروسي إلا أن هذه العقوبات لا تشمل الواردات الروسية من النفط التي تصل عبر البحر. وتعرب الصحيفة عن اعتقادها أنه في حالة تطبيق هذه الحزمة من العقوبات ستجد روسيا أن الطلب على وارداتها من النفط بدأ يتقلص مما سيكون له أثر واضح على دخلها الاقتصادي.
وتقول الصحيفة أن حصيلة واردات روسيا من النفط للدول الأوروبية بلغت منذ بداية الحرب في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي 33 مليار دولار.
وتختتم الصحيفة مقالها بالقول أن عوائد واردات النفط الروسي تمثل مصدر دخل حيوي بالنسبة لموسكو بما يمكنها من الصمود أمام العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، وهو الأمر الذي يجب تداركه حتى تصبح العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا ذات فاعلية.