قال السفير رخا أحمد حسين، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة ومساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى مصر تعد أول زيارة رسمية منذ مشاركة الأمير في القمة العربية في شرم الشيخ 2015.
وأوضح السفير رخا، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن العلاقات بين الدولتين لم تتوقف تمامًا منذ ذلك التاريخ إذ كانت هناك لقاءات عقب «قمة العلا» المعنية بالمصالحة العربية الخليجة مع قطر في يناير من العام الماضي، إذ شهد الرئيس السيسي وأمير قطر نحو 3 لقاءات على هامش مؤتمرات مختلفة.
وشدد على أنه أثناء فترة توقف العلاقات السياسية بين الدولتين، لم تتوقف العلاقات كليًة بين البلدين، إذ استمرت الاستثمارات القطرية، والجالية القطرية في مصر، وأيضًا استمرت الجالية المصرية في قطر، مؤكدًا أننا لم نقطع العلاقات إذ كان هناك قسم رعاية المصالح.
وأكد السفير رخا أن قمة العلا ساهمت في تطور العلاقات المصرية القطرية، إذ تم تعيين سفير مصري جديد بقطر الشهر الماضي، وعينت أيضًا الدولة القطرية سفير في مصر؛ لتبدأ مرحلة جديدة من تطور العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى وزير خارجية قطر جاء إلى مصر في مارس الماضي وتم الاتفاق على أن قطر سوف تستثمر 5 مليار دولار في مختلف القطاعات سواء البنوك أو بعض المشروعات الآخرى، وهو ما من شأنه زيادة نسبة الاستثمارات القطرية المتواجدة في مصر.
وأعرب عن سعي الدولة المصرية للتنسيق بين الدول العربية قبل الاجتماع في قمة مع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والتي ستضم 9 دول: «6 دول للخليج - مصر - الأردن - العراق»، وذلك خلال زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية، ومن ثم فالأمر يتطلب ضرورة التنسيق بين مصر والدول العربية المعنية بالقمة في عدد من الملفات، بينها العلاقات الثنائية بين مصر وكل من هذه الدول، والملف الثاني هو الوضع العربي العام والوضع الأمني والاستقرار في منطقة الخليج باعتبار أنه الشاغل الأول لدول مجلس التعاون، وهو ما تعتبره مصر جزءً من أمنها القومي.
ونوه رخا إلى أن الملف الثالث هو الأزمات العربية القائمة مثل الأزمة اليمنية والسعي لاستمرار وقف إطلاق النار، والأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية بما تتضمنه من تعقيدات وتعنت الحكومة الإسرائيلية المستمرة في إجراءاتها العنيفة ضد الفلسطينيين، ويأتي الملف الرابع حول الأزمة العالمية الناتجة عن حرب روسيا وأوكرانيا والتي يعاني منها العالم أجمع، فالعقوبات الاقتصادية الأمريكية على روسيا تؤثر على العالم أجمع بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، فلا تنحصر أضرار العقوبات على روسيا فقط، مضيفًا: «لم يفق العالم من جائحة كورونا، حتى وقع في أزمة عالمية آخرى بالحرب في أوكرانيا».