ارتفعت مؤشرات الأسهم العالمية خلال تداولات الأسبوع الماضي، لتوقف موجة من الخسائر استمرت لنحو ثلاثة أسابيع متتالية، مدعومة بتحسن معنويات المستثمرين بعد بيانات اقتصادية أسهمت في تهدئة التوقعات بشأن خطط الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة للسيطرة علي مستويات التضخم.
وساهم في تهدئة مخاوف التضخم الانخفاض الحاد في أسعار السلع بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بعدما انخفض مؤشر رفينيتيف للسلع الأساسية الذي يقيس أسعار الطاقة والزراعة والمعادن والسلع الأخرى، إلى أدنى مستوى في شهرين تقريبا بعد وصوله إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات في وقت سابق خلال الشهر الجاري.
ويؤكد مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التزامه بخفض التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته فى 40 عاماً بحسب تصريحات رئيس المجلس جيروم باول، أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ الأمريكي /الخميس/ الماضي، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاقتصاد الأمريكي قوي جدا وفي موقف جيد للتعامل مع تشديد السياسة النقدية.
وقلص صندوق النقد الدولي أمس /الجمعة/ توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي بسبب زيادات أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي، لكن الصندوق توقع أن الولايات المتحدة ستتجنب بالكاد ركودا اقتصاديا.
وقال رائد دياب نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في /كامكو إنفست/ لوكالة أنباء الإمارات (وام) : "جاءت مكاسب الأسهم العالمية بدعم من بيانات اقتصادية أسهمت في تهدئة مخاوف المستثمرين، لتتجاهل بذلك استمرار حالة عدم اليقين حيال آفاق النمو الاقتصادي العالمي في ظل تشديد السياسة النقدية من قبل الفيدرالي الأمريكي للسيطرة على معدلات التضخم المرتفعة " .
ورفع البنك المركزى الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس الأسبوع قبل الماضي، في أكبر زيادة منذ عام 1994، وذلك للمرة الثالثة خلال العام الحالي، بعدما رفعها بمقدار نصف 50 نقطة أساس في مايو الماضى ، وهي أكبر زيادة منذ 22 عاماً، إضافة إلى زيادة بواقع 25 نقطة أساس في مارس من العام نفسه.
وأضاف دياب : " رغم المكاسب المحققة الأسبوع الماضي لكن من الملاحظ أن هناك حذرا من جانب المستثمرين مع تزايد المخاوف حيال الفترة القادمة، ومن المتوقع أن نرى المزيد من التذبذبات في الأسواق لحين ظهور محفزات جديدة تغير المناخ العام على الصعيد العالمي".
واضطربت أسواق الأسهم العالمية بشدة في الأسابيع الماضية في ظل مخاوف من أن يؤدي رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي الأمريكي السريع لأسعار الفائدة للسيطرة على معدلات التضخم التي سجلت أعلى مستوياتها منذ 40 عاما، إلى ركود اقتصادي عالمي.
ووفق رصد وكالة أنباء الإمارات (وام)، سجلت الأسهم الآسيوية مكاسب قوية وخصوصا اليابانية مع تحسن معنويات المستثمرين بدعم سياسات البنك المركزي الياباني النقدية الميسرة، حيث ارتفع مؤشر نيكاي القياسي الياباني في بورصة طوكيو للأوراق المالية خلال الأسبوع بنسبة 2% ليغلق عند 26491.97 نقطة، بينما صعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 1.7% بالغاً مستوى 1866.72 نقطة.
وصعد مؤشر /هانج سينج/ الصيني بنسبة 3.1% ليغلق عند 21719.06 نقطة، فيما زاد مؤشر "إي إس آي" المركب في بورصة /شنغهاي/ بنسبة 1% ليقفل عند 3349.75 نقطة، وارتفع مؤشر بورصة /بومباي سينكس/ بنسبة 2.7% ليصل إلى 52727.98 نقطة.
وأنهت مؤشرات بورصة /وول ستريت/ الأمريكية موجة تراجع دامت لثلاثة أسابيع متتالية، إذ صعد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" القياسي خلال الأسبوع بنسبة 6.4% ليغلق عند 3911.74 نقطة، فيما زاد مؤشر /داو جونز/ الصناعي بنحو 5.4% إلى 31500.68 نقطة، وارتفع مؤشر /ناسداك/، الذي يغلب عليه أسهم التكنولوجيا بنحو 7.5% بالغاً مستوى 11607.62 نقطة.
وعلى صعيد الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر /ستوكس 600/ بنسبة 2.8% ليصل إلي 3533.17 نقطة، وصعد مؤشر /فوتسي 100/ البريطاني بنسبة 2.7% إلى 7208.81 نقطة، ونما مؤشر /كاك/ الفرنسي بنحو 3.2% إلى 6073.35 نقطة، بينما انخفض مؤشر /داكس/ الألماني بنحو 0.1% ليغلق عند 13118.13 نقطة.