الأحد 19 مايو 2024

محيى إسماعيل: دربت أحمد زكى على شخصية الزعيم وجسدها بـ٣٠بالمائة فقط

21-7-2017 | 16:13

حوار: ولاء جمال

رغم أن غالبية النقاد يرون أن الفنان القدير أحمد زكى أفضل ممثل جسد شخصية الزعيم جمال عبدالناصر فى السينما والدراما على مدى السنوات الماضية يصر الفنان محيى إسماعيل أن النجم الأسمر أخفق فى تقمص دور ناصر بنسبة٪٧٠، ولم يستطع أن يعيش شخصية الزعيم لعدة أسباب أهمها افتقاده لمهابة ناصر، واختلاف رنة الصوت.

محيى إسماعيل لا يقول هذا الكلام بشكل نظرى لكنه يؤكد أنه قام بتدريب أحمد زكى على تقليد ناصر على مدى ٤ جلسات مطولة، وفى الوقت نفسه لا يعلم الكثيرون أن محيى إسماعيل صاحب مدرسة فى فن التقليد، وبالفعل أدى بصوته مكالمة تليفونية لناصر فى فيلم «الطريق إلى إيلات» خلال مشهد إعطاء بعض التعليمات لمدير إذاعة صوت العرب.

متى بدأت علاقتك بالفنان الراحل أحمد زكى؟

بدأت رحلتى مع أحمد زكى سنة ١٩٧٥ خلال اشتراكنا فى المسرحية الاستعراضية الغنائية العظيمة «القاهرة فى ألف عام، فقد كنت أقدم دور نابليون، وزكى كان ينظر لى كممثل كبير لأنى كنت أيامها أقوم بدور فى فيلم إيطالى عالمى وأعود كل يوم للمسرح وارتدى ملابس الفيلم الإيطالى.

وكيف اكتشف أحمد زكى موهبتك فى التقليد؟

أيامها لم يكن أحمد زكى قدم أى عمل، شاهدنى فى العديد من الأدوار لتقليد شخصيات مثل المليجى وطه حسين والسادات وعبدالناصر وعمر الشريف، وكان مبهوراً بى وكان ينظر لى كأستاذ.

بعد ذلك كنا نعمل «مسرح تجريبى» «سنة “١٩٧٦ مع أحمد عبدالحليم وعبدالمنعم سليم وكان يأتى أحمد زكى يحضر ويتفرج على من بعد إلى أن وجدته بعد ذلك أثناء عملى فى فيلم الإخوة الأعداء، ويقول لى ممكن تعلمنى التقليد، فقلت له تعالى أجلس واتفرج على وأنا أقلد.

كيف كانت البداية؟

فى البداية حرصت على تعليمه كيف ينظر كيف يتحرك فأخذ فترة منى طويلة وهو كان موهوباً وتلميذاً مجتهداً جداً بدأ يلتقط منى سريعاً فى التقليد.

ما أول شخصية طلب أحمد زكى تعلم تقليدها؟

شخصية محمود المليجى وكان لقطها منى وأخذ هذا المشهد ووضعه مشهداً من مسرحية «هالو شلبى» بعد ذلك بدأت نجمه يصعد هذه منذ اللحظة وابتعدنا فترة طويلة، ثم عاد طالبا مساعدته فى تقليد شخصية عبدالناصر.

وكيف كانت جلساتك معه لتحضير شخصية عبدالناصر؟

قلت له: شوف يا أحمد شخصية عبدالناصر صعبة، لكن السادات ممكن تكون فيه أحسن.

فقال لى: لا أنا هعمل عبدالناصر.

قلت له: خد فى بالك عبدالناصر لن تعيشه، لكن ممكن تقلده.

وماذا كان رده؟

رفض هذا وقال: لا أنا سوف أقدمه مثل عبدالناصر بالظبط.

قلت له: ما المطلوب منى؟

قال: مدام إنعام محمد على المخرجة كنت أتحدث معها وكانت تعمل فيلم الطريق إلى إيلات وأرادت منى تقليد جمال عبدالناصر فى صوت يتحدث فيه تليفونيا إلى مدير إذاعة صوت العرب أيامها.

فقال لها الذى يأتى ليقلد لك عبدالناصر لست أنا بل محيى إسماعيل.

وهل قمت فعلا بتقليد عبدالناصر؟

نعم إنعام محمد على قالت لى ممكن تأتى للاستديو وتسجل صوت عبدالناصر وحدث والصوت موجود فى هذه المكالمة فى فيلم الطريق إلى إيلات.

نعود لفيلم ناصر٥٦؟

بعد ذلك قال لى أحمد زكى أريد أن أعمل عبدالناصر فى فيلم ما هى أشهر حاجة فى عبدالناصر.

قلت له أشهر شيء فى عبدالناصر ليس موجوداً فيك قال ما هو؟

قلت: المهابة والطول ورنة الصوت التى هى أقرب للموسيقى، وأمام إصراره طلبت منه أن يأتى بشرايط عبدالناصر وجلس يسمعها كويس.

فعلاً أتى بالشرايط وظل يسمع كثيراً عبدالناصر وفجأة قال أريد أن آتى لك فى البيت، وجاء فعلاً، وكنا جيران فى المهندسين، وجلس وقال أريد أن تشاهد منى “حته من عبدالناصر»، وقلت له: أرنى وهو بيأمم قناة السويس.

بدأ يقول أيها الإخوة وأنا أقول لأ أيها الإخوة بهذا الشكل وهو ينام فى الجملة هكذا.

قلت له: أهم حاجة رنة الصوت وسأقول لك حاجة مهمة يا أحمد فى شخصية عبدالناصر فرق رهيب بين التمثيل والتقليد.

ماذا تقصد بالفرق بين التمثيل والتقليد؟

فيه جملة تقول التقليد ليس تمثيلاً، بل التمثيل تقليد يعنى لو واحد يقلد شارلى شابلن هذا ليس تمثيلاً، ولكن تقليدًا، إنما لكى تمثل شارلى شابلن لابد أن تعيش شخصيته من داخله وليس من خارجه هذا هو الفرق بين التقليد والتمثيل الحقيقي، قعدنا حوالى أربع جلسات وكان قد تمكن من نفسه وكان نجماً ومشهوراً بدأ فى هذه الفترة يسمع كثيراً، بعد ذلك اختلف بصراحة واجتهد جداً فى عبدالناصر.

وكيف تقيم أداء أحمد فى شخصية ناصر؟

أرى أنه لما عمل عبدالناصر وصل لـ ٪٣٠من شخصيته فأحمد زكى لم يعش عبدالناصر بل عاش أنور السادات .٪١٠٠

لكنك قلت إن السادات أسهل من عبدالناصر فهل هذا هو السبب؟

لا هو عندما جسد السادات كان صوته وحركة لماذا؟ لأن عشوب كان عالميا فى الماكيير قربه جداً جداً صوتاً وحركة وشكلاً من السادات فعمل السادات ٪١٠٠

هل تقصد أن المكياج كان له دور أكبر؟

جداً، لكن فى عبدالناصر كان حوالى ٪٣٠ بالمائة فقط لماذا لأنه مهم جداً عندما يجسد الممثل شخصية تاريخية على الأقل يكون قريباً منه حوالى ٪٧٠ والباقى مكياجاً يعنى مثلا مالرلين براندو عندما عمل «نابليون» كان نابليون بالضبط، ودانيل دنيويل لما عمل «لينكو لين» كان بالضبط و»كينكلى لوى» عندما عمل غاندى كان غاندى بالضبط.. و«-إلين مليت» عندما عملت الملكة إليزابيث كانت شبهها بالضبط، لكنى أسجل لأحمد زكى أنه فنان لن يمحى من التاريخ.