تناقل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، مقطع فيديو مؤثر يرصد شاب سوداني يوثق لحظاته الأخيرة قبل موته عطشًا بمنطقة صحراوية شمال البلاد.
وفي الفيديو الذي صوره الشاب الراحل بهاتفه، ظهر وسط منطقة فيها كثبان رملية قاحلة، قرب العبيدية التي تبعد حوالي 370 كيلو مترا شمال العاصمة الخرطوم، وقد بدت عليه آثار الإعياء والإجهاد الشديد جراء العطش، وطالب من المقربين له أن يعفو عنه، كما طلب من الدائنين العفو عنه.
وقال الشاب الذي يدعى عبدالرحمن في الفيديو:"يا إخواني كل من أراد مني دينًا لم أقم بتسديده إليه، أريد منه أن يعفو عني، فهذا الأمر لم أخطط له".
وأوصى زوجته بالصبر قائلًا: "يا زوجتي الزمي الصبر، هذه إرادة الله"، مكررا عبارته تلك ثلاث مرات، كما أوصاها بأبنائهما خيرا، كذلك طلب من أبيه وإخوته والأقربين من أهله أن يذكروه ويدعون له.
وكشفت مصادر لموقع "العربية" أن عبدالرحمن في نهاية العقد الثالث من عمره، من مواطني ولاية الجزيرة بوسط السودان، ويملك محلا لبيع وصيانة الهواتف النقالة "الموبايلات" بسوق العبيدية.
وفي تفاصيل الحادث، توجه عبدالرحمن وثلاثة آخرون، قادمين على متن مركبة نقل من سوق لبيع الذهب يسمى سوق الياسمين إلى العبيدية، لكن موجة الأمطار والعواصف الترابية والأعاصير الرملية التي ضربت المنطقة الأيام الماضية تسببت في عدم وضوح الرؤية أمام المركبة وتاهت عن الطريق وتوغلت بمنطقة قاحلة.
وأدى الحادث لوفاة ثلاثة أشخاص بينهم عبدالرحمن عطشاً ونجاة واحد أُسعف للمستشفى لتلقي العلاج بعد العثور عليهم يوم الاثنين.