الجمعة 21 يونيو 2024

ينتصر فيها الخير على الشر .. مسرحية "سنو وايت" حالة تمثيلية غنائية راقصة مبهجة

22-7-2017 | 13:32

محمد جمال كساب

حالة فنية تمثيلية موسيقية غنائية راقصة ممتعة مبهجة حققتها مسرحية "سنو وايت"، "snow whiteس التى قدمها المسرح القومى للأطفال برئاسة حسن يوسف بطولة مروة عبدالمنعم ومصطفي حجاج، عايدة فهمى وإخراج محسن رزق.

استطاعت أن تجذب إليها جمهوراً كبيراً وتفاعل معها الأطفال بشكل ملفت للأنظار نادراً ما نجده فى عروض الفرقة. الإيقاع المتدفق.

حيث امتزجت سينوغرافيا العرض فى وحدة رائعة متكاملة تمثيلاً وغناءً واستعراضاً وديكوراً واضاءة وإخراجاً. مقدمة رسالة غاية فى الرقى عن الحب والعمل والأمانة والصدق والخير والتفاؤل والسعادة.

استطاع المخرج الواعد محسن رزق من خلال الاعداد الذى قام به وادعى أن المسرحية من تأليفه، تعريب القصة الأجنبية ورغم حفاظه على اسماء شخصياتها وأحداثها الأصلية التى تدور حول قصة "فتاة الثلج" المأخوذة من التراث الأوروبى تأليف الاخوان غريم عام 1812 وعرفت باسم "سنو وايت" والأقزام السبعة حيث مملكة السعادة التى يحكمها الملك الطيب وزوجته الجميلة التى كانت تحلم بإنجاب طفلة جميلة وفى يوم شتاء بارد وأثناء حياكتها للملابس بجوار نافذة حجرتها تجرح الأبرة أصبعها وينزل الدم على الثلج وتتمنى أن تنجب طفلة جميلة تكون بشرتها كالثلج وعيناها اشد بريقاً من الجواهر وشفاهها حمراء. وتحمل قلباً مليئاً بالحب والسعادة والطيبة وتتحقق أمنيتها. وبعد فترة تموت الملكة وحزن عليها الشعب ويتزوج الملك من امرأة جميلة قاسية القلب متكبرة ساحرة تتزوج منه وتقتله وتحول الأميرة سنو وايت إلى خادمة فى قصرها تعانى الذل والحرمان واليتم وتتغير أحوال المملكة للتعاسة والحزن بعد فرض الضرائب الكثيرة وتعذيب الناس. وتستغل الملكة مرآتها فى التباهى بجمالها والتى تجيبها بأنها أجمل امرأة فى المملكة.

وعندما تكبر سنو وايت فى سن الشباب تصبح هى أجمل امرأة وهذا ما يضايق زوجه أبيها فتقرر الانتقام منها وبعادها عن ابن عمها وحبيبها الأمير ستيفن وتأمر الحارس بقتلها فى الغابة لكنه يرفض قتلها ويتركها فى الغابة لتجد الأقزام السبعة الذين يعملون فى السرقة ويحبونها وتستطيع تحويل حياتهم إلى الحب والتعاون والعمل والصدق وعندما تعلم الملكة بأن الصياد خدعها وأن سنو وايت مازالت على قيد الحياة تقرر قتلها بيدها فتتنكر فى زى امرأة عجوز وتعطى لها خلطة سحرية فى تفاحة لكى تأكلها وتموت. ويثور شعب المملكة مع الأمير ستيفن ويتم انقاذها وتسجن الملكة الشريرة ويتزوج الأمير من سنو وايت التى تتقلد الحكم وتنشر الحب والسعادة بين الشعب.

وتحولت هذه القصة إلى فيلم رسوم متحركة طويل إخراج ديفيد هانرو إنتاج شركة والت ديزنى العالمية عام 1937 بطولة أدريانا كاسيلوتى، لوسيل لا فرنى، بينتو كوليفج، روى اتويل. وحقق نجاحاً كبيراً فى جميع انحاء العالم وحصل منتجه على جائزة الأوسكار الشرفية.

استخدم المخرج المنهج الواقعى الرمزى فى سينوغرافيا الفضاء المسرحى شديدة التماسك والتنوع فى الصورة والأداء وحركة بسيطة معبرة عن الحالات الدرامية مبهرة حققت المتعة للمتلقى.

قدم حازم شبل ديكوراً معبراً عن القصر والغابة ومنزل الأقزام ببساطة يحمل الدلالات المختلفة امتزج مع اضاءة أبو بكر الشريف التي أضفت بألوانها المتباينة دلالات معبرة عن الأحداث بألوانها الزاهية مركزاً علي الأحمر والأصفر والأخضر مما أضفي جواً من الحيوية مع الملابس، مزجت فيها نعيمة عجمي بين الأزياء التراثية الكلاسيكية للأميرة سنووايت، مروة عبدالمنعم بألوانها البيضاء والصفراء والزرقاء والتى جاءت مناقضة للملابس السوداء للملكة الشريرة كذلك «عايدة فهمي» لتعبر عن شخصيتها وقلبها الأسود وملابس الأمير ستيفن الزرقاء وعصرنة أزياء الأقزام السبعة.

الاستعراضات لمصطفي حجاج وظفت جيداً معبرة عن التباين في الأحداث بسلاسة وبساطة.

وأضافت ألحان حسن دنيا وتوزيع شريف منصور جواً من البهجة والمرح والتعبير عن الدلالات الدرامية في تناغم شديد. والعرض كان في حاجة لاختصار بعض المشاهد وتكثيفها بعد أن أصابه التطويل والملل في بعض أجزائه.

جاء الأداء التمثيلي مبهراً متقناً في أعلي مستوياته من جميع الممثلين برزت منهم «سنو وايت» الفنانة المتألقة مروة عبدالمنعم التي يعاد اكتشافها ممثلة وراقصة ومطربة بحضورها الطاغي وخفة ظلها وبساطة وصدق أدائها جعل الأطفال في صالة العرض يحزنون معها لحظات تعذيبها ومحاولة قتلها وهروبها إلى الغابة مع الوحوش المفترسة وصفقوا مع فرحها وزواجها وعودة العرش إليها.

وكونت دويتو جميلاً مع الأمير ستيفن مصطفي حجاج بأدائه السلس وطوله الفارع وتلقائيته في الأداء.

و«الملكة الشريرة» عايدة فهمي قدمت أداءً زاعقاً رتيباً معبرة عن الشر كانت في حاجة لتنوع انفعالاتها. وجاء فريق الأقزام وعلي رأسهم باسم قناوي بخفة ظلهم ورشاقة حركتهم وأدائهم الكوميدي ليضفي الحيوية علي العرض.

الذي انتهي بعودة الحق لأصحابه وتوبة الأقزام من السرقة والتفاؤل بالمستقبل بأغنية «خليك واثق في نفسك.. خلي عندك إرادة .. والضحكة والابتسامة الحلوة .. هيكونوا أحلي حاجة.. سعادة.. سعادة.. سعادة.