الخميس 2 مايو 2024

في ذكرى 30 يونيو.. تفاصيل استشهاد بطلي الشرطة عبدالرؤوف الصيرفي وعلي فهمي

الشهيد اللواء الصرفى

الجريمة30-6-2022 | 13:43

إبراهيم محمد

لا يمكن أن تمر ذكرى التاسعة لثورة ٣٠ يونيو، دون أن نخلد ذكرى أبطالها وشهدائها الذين بذلوا أنفسهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن، فهم ضحوا بحياتهم من أجل استقرار البلاد ونجاح ثورة الشعب ضد الجماعة الإرهابية.

 

ورسم كل شهيد لوحته الخاصة بدماء البطولة والشجاعة، وقوة ثقتهم فى شعارهم "النصر أو الشهادة" وستخلد ذكراهم بحروف من نور فى تاريخ الشهداء، وسيبقي أثرها ما بقيت مصر مرفوعة الرأس بتضحيات أبنائها الشجعان.

 

وتستعرض دار الهلال مسيرة عدد من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لحماية مقدرات الوطن بعد ثورة 30 يونيو في مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية.

 

الشهيد اللواء عبدالرؤوف فوزي حامد الصيرفي

 

وكان من بين هؤﻻء اﻷبطال الشهيد البطل اللواء عبدالرؤوف فوزي حامد الصيرفي مساعد الوزير حكمدار الجيزة الذى استشهد يوم ٣١/١٢/٢٠١٤  إثر تفجير بمحيط جامعة القاهرة وكان علي رأس القوة المكلفة بتأمين محيط الجامعة من الإرهابيين لينال الشهادة التى تمناها واختتم بها تاريخه الأمنى المشرف.

 

رحل الشهيد وترك خلفه ٤ أبناء "فوزي ويارا وآية ومحمد " منهم من سار علي دربه فى حماية الوطن ومنهم من يعيش على ذكراه العطرة، ويعيش بينهم رغم رحيله، عاشوا معه فى كرامة وشرف وتركهم فى عزة باستشهاده.

 

وتحدثت بوابة "دار الهلال" مع أسرة الشهيد لاستعادة ذكراه العطرة فى ذكرى ثورة يونيو المجيدة.

 

وبصوت يملؤه الفخر والعزة بتاريخ والدها الشهيد الحافل بالبطولات والتضحيات، قالت "يارا" ابنة اللواء الصيرفي: خبر استشهاد والدى كان صدمة وفاجعة كبرى خاصة أنه كان بعد فرح ابنته الصغرى بيومين فقط، وهو من طلب بتعجيل موعد الزفاف مضيفة: "زي ما يكون قلبه حاسس".

 

وتابعت: قبل وفاته بأيام انتابنا جميعا شعور بالضيق غير معروف السبب، مؤكدة أن اللواء الصيرفي كان يعلم أن الجماعة الإرهابية لم ولن تستلم لإرادة الشعب، وكان يعلم أن عواقب الثورة هى مواجهة إرهاب الإخوان، وكان يؤكد  قائلا: "مش هنسيبهلهم".

 

وعن علاقة الشهيد بأبنائه، قالت: "كان دائما يوصينا بالاعتماد علي الله ثم على أنفسنا، واستطاع بحكمته زرع هذا الأمر فينا منذ الصغر"، مشيرة إلى أنه رغم وظيفته الهامة إلا أنه كان شديد التواضع وكان دائما يحثنا علي مساعدة الآخرين إذا استطعنا وفعلا الحمد لله هذا ما نطبقه في حياتنا.

 

وأشارت ابنة الشهيد إلى أن شقيقها الأكبر فوزي ضابط شرطة ويحاول أن يسير على خطى والدي فى حماية هذا الوطن وكذلك محمد أخي الصغير فى المرحلة الثانوية يرغب فى الالتحاق بكلية الشرطة علي الرغم من استشهاد الوالد، مؤكدة أنه استشهاد والدها لم ينال من عزيمتهم بل بالعكس أعطاهم دافعا أقوى لاستكمال مسيرته بكل شجاعة وإقدام.

 

وأضافت: تقدير الدولة واحترامها لأهالي الشهداء يشعرنا بأن الشهيد ما زال بيننا، ويكفى أن الدولة خلدت ذكرى والدي بإطلاق اسمه علي مدرسة كبيرة في محافظة البحيرة محل الميلاد.

 

طلب الشهادة ونالها

 

واستعادة زوجة الشهيد الصيرفى بعضا من ذكراه التى تعيش عليها حتى الآن، مؤكدة أنها دائما ما كانت تفتخر به وبنزاهته، وبعد رحيله أيضا ستظل تفتخر بعزة استشهاده.

وتابعت: كان بيحب الشغل جدًا وكان أهم حاجه في حياته، وأنا كنت دائمة الخوف عليه لأنه كان بيطلع مأموريات صعبة وكان يوميًا يتعامل مع المجرمين، وخوفى عليه كان بسبب شهرته كظابط شرطة وسط هذه الأوساط الخارجة عن القانون، وفى يوم من الأيام هدده أحد المجرمين بخطف أبنائه، لكن هذ ا لم يقلل من عزيمته بالعكس أصر على إلقاء القبض هذا المجرم شديد الخطورة، وعلى الرغم من خوفى عليه وعلى أبنائنا إلا أننى كنت أشعر بالسعادة لتفوقه في عمله وسمعته الطيبة.

 

وعن طبيعة حياته بعد الثورة، أكدت أرملة الشهيد أن مخاوفها تجدت بسبب استغلال الخارجين علي القانون الأحداث وانتشار الإرهاب والانفلات الأمنى وبالفعل وأثناء مروره لتامين محيط جامعة القاهرة في اليوم المشؤوم فجر الإرهابيون 4 قنابل، وعلى إثر ذلك دخل الشهيد مستشفى المعادي العسكري وأجرى عدة عمليات جراحية وبائت الأخيرة بالفشل، ليلقى ربه شهيدا.

وأضافت: استودعه عند الله وخاصة لأنه شهيد وعلي الرغم من صعوبة الفرق إلا أن مشاعر الفخر به تطغى على مشاعر حزنى.

وأضافت أنها تتوسم في نجليها استكمال مسيرة والدهم ومقاومة الإجرام أيا كان ثمن ذلك للمحافظة علي أمن البلد واستقرارها.

وأشارت إلى أن البطل قبل أن ينال الشهادة كان دائما ما يردد فرحته في حال انتهاء حياته في خدمة وطنه، مؤكده أنه لم يكن يخشى الموت خاصة أثناء خدمته في سيناء وقاد أكثر من حملة على البؤر الإرهابية وحدثت أكثر من عملية إرهابية في سيناء أثناء خدمته هناك "لكن ربنا كان بينجيه" وكانت مثل هذه العمليات تزيده إصرارا وكان متاأدًا أن الإرهاب سوف ينتهي وأنهم قادرن على القضاء نهائيا عليه.

 

 

 الشهيد العميد على فهمي

 

بثقة الأوفياء وبفخر كونها زوجة الشهيد.. استعادت نهى سالم أرملة الشهيد العميد على أحمد فهمى رئيس مرور المنيب ذكراه العطرة فى الذكرى التاسعة لثورة ٣٠ يونيو، وتذكرت أجمل أيام حياتها بصحبة زوجها الذى كان مصدر أمنها وعزتها.

 

وعن يوم استشهاده، قالت: "ذاهب للعمل من منزله بأبوالنمرس تربص به إرهابيون وقطعوا عليه الطريق وأطلقوا عليه وابلا من الطلقات النارية هو والسائق الخاص به الذى كان بصحبته واستشهدا في الحال".

 

وتابعت بنبرة حزينة، أنه في الفترة الأخيرة له كان دائما يوصيها بأبنائه الثلاثة، وكأنه كان يشعر باقتراب أجله، مؤكدة أنه كان مصدر للحنان لأولاده والعطف بلا حساب.

وقبل أن تنهمر دموعها، قالت: لقد فقدت أعز وأغلى شيء في حياتي، واستقبلنا خبر استشهاده بالصدمة والأولاد كانوا فى حالة ذهول لأن طبيعة عمله كرجل مرور لا تجعله هدفًا للإرهابيين الذين لا دين لهم ولا وطن، وأشعر أننا افتقدنا سندنا ولكن عوض الله علينا بتاريخه المشرف، وتقدير الدولة لتضحياته.

 

وأشارت زوجة الشهيد إلى أن تكريم الدولة له كغيره من الشهداء عوض جزءا كبيرا من خسارتنا له، كما كان لتخليد اسمه على مدرسة الجيزة الثانوية بقرار المحافظ اثر كبير فى قلوبنا كأسرة شهيد اغتالته يد الإرهاب الغاشم. 

 

وتابعت: وبمناسبة ذكرى ثورة يونيو المجيدة أوجه الشكر والعرفان بالجميل لكل شهداءنا الأبرار اللذين ضحوا بحياتهم لكي نعيش ونحيا في سلام، مضيفة: "كان سهلا على كل منهم أنه ينسحب من عمله للحفاظ على حياته لكنهم فضلوا البقاء حتى النهاية.. كل سنة وهم متهنيين في جنتهم يا رب".

 

وبلهفة الأحبة وجهت نهى كلمة لزوجها الشهيد قائلة: "كل سنة وأنت طيب يا على.. ووحشتنا كتير ونتمني لو يرجع يوم من أيامك معانا ربنا يرحمك ويغفر لك ويجعل مثواك الجنة إن شاء الله".

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa