غيب الموت عنا وعن عالم المسرح الإنجليزي، المخرج «بيتر بروك»، الذي رحل أمس السبت عن عمر ناهز 97 عامًا، بعدما أثرى المسرح الإنجليزي والعالمي بأعماله المتميزة، ومشاركاته الكثيرة في رحلة فنية امتدت لعقود طويلة في القرن العشرين، كمخرج مسرحي، مخرج أفلام، مونتير وكاتب سيناريو.
بداية رحلة الإخراج
ولد المخرج البريطاني والمسرحي في 21 مارس 1925 في تشيسوك، لندن، المملكة المتحدة، درس بأكسفورد، ومارس التمثيل والإخراج مبكرًا وهو في العشرين من عمره، فقدم وشارك في الكثير من مسرحيات ويليام شكسبير.
رحالة في عشق المسرح
وقام بيتر بروك بزيارة الكثير من دول العالم، وكان ذلك هدفًا منه وقاصدًا البحث عن أصول الفرجة الدرامية وطقوسها الأنتروبولوجية، حيث جاب دول قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وذاعت شهرة «بروك» في مختلف دول العالم، واستدعته منظمة اليونسكو لتشيد له معملًا مسرحيًا بباريس، يطبق فيه نظرياته المسرحية، ويقدم من خلاله عروضه الدراماتورجية، وذلك في السبعينيات من القرن العشرين.
وقد كون المسرحي بيتر بروك، ومعه صفًا من المساعدين، وعمل مع الكثيرين من المخرجين، وكان عضوًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.
مسرح الأمم بباريس
قاد بيتر بروك في 1968، التجربة المعملية الأولى لمسرح الأمم بباريس مع فكتور جارثيا وجوتشايكين رائدا المسرح المفتوح، وجوفري ريفز، وخاض تجارب جديدة في أعمال شكسبير على أساس أعمال ماييرخولد المخرج السوفياتي الكبير، والذي ذاع صيته في العالم.
تجديد المسرح الغربي
ويُعد بيتر بروك من أهم المخرجين المعاصرين الذين حاولوا تجديد المسرح الغربي، من خلال تلقيحه بالأشكال الفرجوية الثقافية الشرقية والأمريكية والإفريقية، ولقب بـ«أعظم مخرج مسرحي على قيد الحياة»، ولقب بأسطورة المسرح.
وأنجز بيتر بروك ما بين 1955 و1965م، مجموعة من العروض المسرحية المتميزة مثل: «نحن والولايات المتحدة»، «تيتوس أندرينيكوس»، «دقة بدقة»، «العاصفة»، «الملك لير»، «حلم ليلة صيف»، « ماراصاد»، «أوديب»، «ندوة العصافير»، « أورجاست» ذات المصدر الفارسي، «الأيك» ذات المصدر الأفريقي، «اجتماع الطير» ذات المصدر الفارسي، و«المهابهارتا» ذات المصدر الهندي.
حصاد الرحلة
وحاز المسرحي الكبير بيتر بروك على العديد من التكريمات والجوائز منها: جائزة إبسن الدولية الإنجليزية سنة 2008، وجائزة دان ديفيد 2005، وجائزة توني لأفضل إخراج مسرحي الإنجليزية 1971، جائزة توني لأفضل إخراج مسرحي الإنجليزية في 1966.
كما حاز أيضًا على جائزة قائد وسام الإمبراطورية البريطانية، وجائزة بريميم إمبريال، وقائد الفنون والآداب ووسام جوقة الشرف من رتبة قائد.