الأحد 24 نوفمبر 2024

أخبار

مقتطفات من مقالات كبار كُتَّاب الصحف المصرية

  • 4-7-2022 | 09:20

الصحف المصرية

طباعة
  • دار الهلال
سلط كبار كُتَّاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.

ففي صحيفة «الأخبار»، قال الكاتب محمد بركات إن الدعوة إلى الحوار الوطني الشامل والجامع، الذي يجرى الإعداد والترتيب لبدء انعقاده خلال الأيام القادمة، ما كان يمكن أن تقوم أو يكون لها وجود على أرض الواقع، دون قيام ثورة الثلاثين من يونيو، ونجاحها في إنقاذ البلاد من الأوضاع بالغة السوء والبؤس، التي كانت قائمة في ظل سيطرة جماعة الإفك والضلال والإرهاب على الحكم، وفشلها المزري في إدارة شئون البلاد والعباد.

وأضاف بركات - في مقاله بعنوان «الحوار وثورة 30 يونيو» - أنه بالقطع ما كان يمكن أن تكون هناك دعوة للحوار حول رؤية مجتمعية استراتيجية متوافق عليها بين مكونات الجماعة الوطنية، باختلاف وتعدد وتنوع مستوياتها الفكرية والثقافية وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في وجود حالة من الاحتقان الشديد بين الجميع، وشيوع الانقسام والفرقة وانتشار العنف والتطرف، وتسلط الجماعة ومرشدها على كافة المواطنين وكل الدولة وعموم الناس وخاصتهم.

وتابع بركات أنه بالتأكيد لم يكن هناك أدنى إمكانية لتوجيه دعوة للحوار، في ظل جماعة لا تؤمن بغير نفسها، ولا تريد مشاركة أحد على الإطلاق في أي أمر من أمور الدولة في الحاضر أو المستقبل، كما لم يكن هناك أي فرصة أو إمكانية لأي حوار، نظرًا لعدم وجود أي استعداد أو رغبة أو اعتقاد أو إيمان، من جانب الفئة الضالة المُسيطرة على الحكم والقابضة على رقاب العباد والبلاد بفكرة أو مبدأ الحوار على الإطلاق، وذلك لإيمانهم الكامل بأنهم وحدهم المالكون للحقيقة المطلقة، وأن رأيهم ورؤيتهم فقط هي الصواب، وكل ما عداهما خطأ وخطيئة.

وأكد الكاتب أن هذه مُسلمات يجب أن ندركها، وتلك حقائق يجب أن تكون واضحة ومعلومة لنا جميعًا، ونحن نستعد لبدء الحوار الوطني الشامل، ساعين بكل الجدية والصدق للاستماع ولمناقشة كل الأفكار وكافة الاجتهادات الخاصة بالرؤية المستقبلية للمسيرة الوطنية في المرحلة المقبلة، والرؤى المتصلة بالأسس والمبادئ التي تقوم عليها الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي نتطلع إليها ونسعى لقيامها.

وشدد بركات على أنه يجب أيضًا أن تكون ماثلة أمام أعيننا ونحن نسعى بإخلاص وجدية من خلال الحوار، إلى التوافق حول الخطوط العامة التي يجب أن تتضمنها خارطة الطريق الواضحة والمحددة للوصول إلى شكل ومضمون الدولة التي نسعى إليها في ظل الجمهورية الجديدة التي تعبر تعبيرًا صحيحًا وعادلًا عن ثورة الثلاثين من يونيو وإرادة الملايين التي فجرتها، والتي بدونها ما كان يمكن أن يكون هناك حوار ولا دولة ولا وطن.

وفي صحيفة «الجمهورية»، قال الكاتب عبد الرازق توفيق إن الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأسعار‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الفهم‭ ‬وافتقاد‭ ‬الموضوعية‭ ‬وأحيانًا‭ ‬المزايدات‭ ‬وتجاهل‭ ‬العوامل‭ ‬والأبعاد‭ ‬والأسباب‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬الجميع،‭ ‬والبعض‭ ‬يتحدث‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬طبيعية‭ ‬وعادية‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬تحديات‭ ‬وتداعيات‭ ‬لأزمات‭ ‬دولية‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ،‬وأبرزها‭ ‬ما‭ ‬سببته‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ - ‬الأوكرانية‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬وكارثية‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬العالمي،‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬ومعدلات‭ ‬التضخم‭ ‬بسبب‭ ‬زيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬وبنسبة‭ ‬%100‭ ‬.

وأضاف توفيق - في مقاله بعنوان «أحاديث‭ ‬الأسعار» - أن برميل‭ ‬البترول‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬نشوب‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية - ‬الأوكرانية يتراوح ‬من‭ ‬60‭ ‬إلى‭ ‬65‭ ‬ دولارًا‭ ‬والآن‭ ‬120‭ ‬دولارًا‭ ‬وهو‭ ‬قابل‭ ‬للزيادة‭ ‬طبقًا‭ ‬لتطورات‭ ‬الأزمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تعطل‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوريد‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الشحن،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاحتياجات‭ ‬والسلع‭ ‬الأساسية، ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬تمثلان‭ ‬أحد‭ ‬المصادر‭ ‬الرئيسية‭ ‬لهذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬والسلع‭ ‬الأساسية‭ ‬وأبرزها‭ ‬الطاقة‭ ‬والقمح‭ ،‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬والإنتاج‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬وأصبح‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬أمرًا‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة،‭ ‬ومحفوفًا‭ ‬بالمخاطر‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أجواء‭ ‬وتداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬واحتمالات‭ ‬اتساع‭ ‬رقعتها‭ ‬بعد‭ ‬انضمام‭ ‬فنلندا‭ ‬والسويد‭ ‬وغياب‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬عن‭ ‬أفق‭ ‬وأجواء‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬المعسكرين،‭ ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أننا‭ ‬بصدد‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬أو‭ ‬محاولات‭ ‬إطالتها‭.‬

وأوضح أن كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجاتها‭ ،‬وهناك‭ ‬دول‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬تنذر‭ ‬بالخطر‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬نقص‭ ‬وعجز‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السلع، ‬وبدأت‭ ‬ملامح‭ ‬الأزمة‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬متقدمة،‭ ‬خاصة‭ ‬ارتفاع‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬والتضخم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ونقص‭ ‬في‭ ‬الاحتياجات‭ ‬مثل‭ ‬لبن‭ ‬الأطفال،‭ ‬وبدت‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬مظاهر‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬التسول‭ ‬والوضع‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬أكثر‭ ‬تأزمًا‭ ‬وهناك‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حصول‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬على‭ ‬زجاجة‭ ‬زيت‭ ‬وكيس‭ ‬دقيق‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬ونسب‭ ‬الأسعار‭ ‬وتعطل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬وتوقفها‭ ‬عن‭ ‬الإنتاج‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬والغاز،‭ ‬والوضع‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بوريس‭ ‬جونسون‭ ‬على‭ ‬مواطنيه‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬دعمهم ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتحرك‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬نقل‭ ‬قابل‭ ‬للتوقف‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة،‭ ‬هذا‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬وقبل‭ ‬حلول‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬وانخفاض‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الجليد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬وتيرة‭ ‬الأزمة‭.‬

وتابع توفيق أن المشكلة‭ ‬إذا‭ ‬دولية‭ ‬وعالمية،‭ ‬حيث وصلت معدلات‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬معدلات‭ ‬لم‭ ‬تعرفها‭ ‬أكبر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬أوروبا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأصبحت‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انفلات‭ ‬يصعب‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬مثل‭ ‬تركيا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأثيرات‭ ‬وتداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬أصبحت‭ ‬مصدرًا‭ ‬للخطر‭ ‬والتهديد‭ ‬للدول‭ ‬الفقيرة،‭ ‬وهناك‭ ‬أحاديث‭ ‬وتوقعات‭ ‬وتحذيرات‭ ‬بحدوث‭ ‬مجاعات‭.‬

وأكد الكاتب عبد الرازق توفيق أن‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تعيش‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار ‬وتتخذ‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصحيحة‭ ‬لامتصاص‭ ‬واحتواء‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية،‭ ‬وقد‭ ‬شاءت‭ ‬الأقدار‭ ‬أن‭ ‬تهب‭ ‬رياح‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬‮‬الروسية‭ - ‬الأوكرانية‮‬‭ ‬بعد‭ ‬تعافي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري‭ ‬من‭ ‬أوجاع‭ ‬الفوضى‭ ‬والانفلات‭ ‬والانهيار، ‬ونجحت‭ ‬إنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬8‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬إكساب‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬مقاومة‭ ‬الأزمات‭ ‬والصدمات،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭.‬

وشدد توفيق على أنه ‬لولا‭ ‬جهود‭ ‬وإنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬والمجالات‭ ‬وفي‭ ‬القلب‭ ‬منها‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬سواء‭ ‬الزراعة‭ ‬أو‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬أو‭ ‬مزارع‭ ‬الأسماك‭ ‬أو‭ ‬الصوب‭ ‬الزراعية‭ ‬والدواجن‭ ‬والألبان‭ ‬لواجهت‭ ‬مصر‭ ‬صعوبات‭ ‬كارثية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية‭ ‬طاحنة‭ ‬نالت‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭.‬

وأوضح توفيق أنه منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لنشوب‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭- ‬ الأوكرانية،‭ ‬ووجود‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية‭ ‬بسبب‭ ‬تداعياتها،‭ ‬خصصت‭ ‬الدولة‭ ‬130‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬لاحتواء‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬وتخفيف‭ ‬الأعباء‭ ‬والمعاناة‭ ‬عن‭ ‬المواطنين،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الإنجاز‭ ‬والبطولة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬ليس‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬الأسعار‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬السلع‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطنين‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬النقص‭ ‬والعجز‭ ‬العالمية،‭ ‬في‭ ‬المعروض‭ ‬والمتاح،‭ ‬لكن‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬بكافة‭ ‬الوسائل‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬بزيادة‭ ‬المعروض‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬دعمها‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬البدائل‭ ‬الأقل‭ ‬سعرًا‭ ‬والأكثر‭ ‬جودة‭ ‬أو‭ ‬الدعم‭ ‬المباشر‭ ‬لبعض‭ ‬السلع،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬دعمها‭ ‬للفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجًا‭.‬ 

ونوَّه الكاتب عبد الرازق توفيق بأن كلًا‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن‭ ‬لديهما‭ ‬تحديات‭ ‬وظروف‭ ‬صعبة،‭ ‬والدولة‭ ‬تتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬والتخفيف‭ ‬عنهم،‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬المواطن‭ ‬مطالب‭ ‬بالوعي‭ ‬والإدراك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أزمة‭ ‬عالمية‭ ‬تفرض‭ ‬وتحتم‭ ‬تغيير‭ ‬النمط‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬وتحديد‭ ‬قائمة‭ ‬بالأولويات‭ ‬والتوزيع‭ ‬الرشيد‭ ‬للدخل‭ ‬على‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الإهدار‭ ‬والبذخ‭ ‬والإسراف‭ ‬حتى‭ ‬يمكننا‭ ‬جميعًا‭ ‬تجاوز‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬وتداعياتها‭ ‬الخطيرة‭.‬

ورأى توفيق أن الإعلام‭ ‬مطالب‭ ‬بأن‭ ‬يخاطب‭ ‬المواطن‭ ‬بما‭ ‬له‭ ‬وما‭ ‬عليه،‭ ‬بحقه‭ ‬وواجبه،‭ ‬فالدولة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال - ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭- ‬تكافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬البدائل‭ ‬أمام‭ ‬المواطن،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬اللحوم‭ ‬بأسعار‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬الأسواق‭ ‬وبجودة‭ ‬عالية،‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬اللحوم‭ ‬يتراوح‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬جنيهًا‭ ‬للمجمد،‭ ‬و20‭‬ جنيهًا‭ ‬للبلدي‭ ‬الطازج،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أسعارها‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬160‭ ‬و190‭‬ جنيهًا ويمكن‭ ‬للمواطن‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬من‭ ‬منافذ‭ ‬الجيش‭ ‬أو‭ ‬الشرطة‭ ‬أو‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬عبر‭ ‬المجمعات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وهي‭ ‬لحوم‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬أو‭ ‬وزارة‭ ‬الزراعة،‭ ‬والمنافذ‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭.‬

واعتبر توفيق أن مواجهة‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية،‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬تكاملية‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬سياق‭ ‬يجمع‭ ‬الطرفين،‭ ‬أساس‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يتخذه‭ ‬الطرفان‭ ‬من‭ ‬إجراءات، ‬وما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬وعي‭ ‬ومعرفة‭ ‬وإدراك‭ ‬وهذا‭ ‬دور‭ ‬الإعلام،‭ ‬وليس‭ ‬المزايدات‭ ‬على‭ ‬طرف‭ ‬دون‭ ‬آخر،‭ ‬فالإعلام‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬بالموضوعية‭ ‬والأمانة‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬إجراءات‭ ‬وجهود‭ ‬الدولة،‭ ‬ويرسم‭ ‬طريق‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬للمواطن،‭ ‬بل‭ ‬ويمتلك‭ ‬الرؤية‭ ‬والطرح‭ ‬والنقاش‭ ‬حول‭ ‬سبل‭ ‬عبور‭ ‬الأزمة،‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬وامتصاص‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬وتداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية ‭ -‬الأوكرانية‭ ،‬فالجميع‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬شراكة، ‬‮«‬الدولة‭ ‬والمواطن‭ ‬والإعلام‮»‬‭‬، وكان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬الجميع‭ ،‬لكن‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬ولا‭ ‬وقت‭ ‬للمزايدات،‭ ‬فالدولة‭ ‬تبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬استثنائية‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬ومستلزمات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والشحن‭ ‬بل‭ ‬وصعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نساعد‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬فالظاهرة‭ ‬عالمية‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬جميع‭ ‬الدول،‭ ‬لكنها‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬إنجازات‭ ‬الـ8‭‬ سنوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الاستباقية‭ ‬أقل‭ ‬وطأة‭ ‬وتأثيرًا‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

وفي صحيفة «الأهرام»، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إنه لا تربطه علاقة شخصية بالفنان هاني شاكر، لكنه يعرفه فنانا رائعا، ونقيبا للمهن الموسيقية.

وأضاف سلامة - في مقاله بعنوان ««النقيب».. المحترم» - أن مشكلة هاني شاكر أنه «نقيب» في ظروف صعبة يمر بها الوسط الموسيقي، والفني بشكل عام، موضحا أن الضغوط كثيرة، خاصة من «مقاطيع» السوشيال ميديا، الذين لا هم لهم سوى التطاول، والبذاءات.

وأشار إلى أن ذلك ليس معناه أن السوشيال ميديا كلها شر، بالعكس هناك فوائد كثيرة لها، وكل شخص بحسب استخدامه، وطريقة تفكيره، وتعامله معها، ولفت إلى أن هاني شاكر من رواد فن الزمن الجميل، وكانت المقارنة في زمن الفن الجميل محصورة بينه وبين نجم النجوم عبد الحليم حافظ، أما الآن فقد بلغ الانحدار مداه، وأصبحنا نسمع عن شاكوش، وحديدة، ووزة، وكزبرة، وحاحا، وشواحة.

وتابع سلامة أن هاني شاكر قدم استقالته كنقيب للمهن الموسيقية بعد أن شعر بأن العمل العام جعله لقمة سائغة لتطاول الأقزام عليه، وأنه قرر شراء «صحته»، والابتعاد عن ذلك المستنقع.

وأوضح الكاتب عبد المحسن سلامة أنه يختلف مع هاني شاكر في قراره، متمنيًا أن يعيد النظر فيه من منطلق حرصه على الارتقاء بالفن، ومحاربة الطفيليات أيا كانت نتائج ذلك.

ونوَّه بأن هناك فنانين رائعون يَصعب حصرهم في مصر، والعالم العربي، وحفلات هؤلاء تكون كاملة العدد باستمرار، واعتبر أن هؤلاء هم درع هاني شاكر، وغيره، ممن يحملون راية الإصلاح، مهما يكلفهم ذلك من معاناة، وتبعات، وشدد على أن الهرب ليس حلا، وإنما الإصلاح، حتى لو كان بطيئا، أفضل من ترك الساحة للعملة الرديئة وتمكينها من طرد العملة الجيدة.

الاكثر قراءة