من حق أمريكا أن تبحث عن مصالحها وأهدافها فى زيارة بايدن للمنطقة، لكن الأهم ان نبحث كعرب عن أهدافنا ومصالحنا، وندرك ماذا نريد من القمة العربية- الأمريكية.. فمن الواضح ان هناك خطاباً عربياً واحداً جاء عبر تنسيق ولقاءات مكثفة حددت بوصلة الأهداف العربية.. فالأساس ان بايدن جاء إلينا..وتغيرت خطاباته وسياساته تحت وطأة الحاجة والأزمة العالمية، جاء يبحث عن تحالفات وتأمين أمن الطاقة فى العالم فى ظل الحرب الروسية- الأوكرانية، لكن العرب فى هذه اللحظة أقوى من أى وقت مضي، الفرصة سانحة أمامهم، وعليهم اغتنامها.
فإذا كان العالم يتجه إلى نظام عالمى جديد تختلف فيه المتغيرات والمعطيات فإن العرب مطالبون أن يكون لهم مقعد مهم فى هذا النظام العالمى فهم مؤهلون بما لديهم من مقومات وقدرات وتكامل على ذلك.. ولديهم أيضاً أزمات وشواغل وتحديات وتهديدات عليهم ان يبحثوا عن حسمها.. لكن شريطة عدم الاستجابة لأى محاولات للاستقطاب، والاتجاه إلى قوة عربية موحدة أقرب إلى عدم الانحياز تمنحهم حرية التحرك فى بناء شراكات وعلاقات إستراتيجية مع أى دولة فى العالم.. لا تأتى على حساب دولة أخرى، أقرب إلى السياسة والثوابت المصرية، فعلاقاتنا مع دولة لا تأتى على حساب دولة أخرى.
يعتبرها المحللون والمراقبون.. قمة المصير.. ويترقب العالم فى ضوئها كلمة العرب.. فقد بدا فى الأفق صياغة خطاب عربى واحد.. وحديث بلسان واحد يدرك أولوياتنا وأهدافنا ومصالحنا وقضايانا وتحدياتنا.. وما يهدد أمننا القومى العربى
لم تأت زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن الأولى للشرق الأوسط، بشكل عام والمنطقة العربية بشكل خاص صدفة أو حباً فى العرب ولكنها جاءت تحت وطأة الظروف والتحديات التى خلفتها تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية وبحثاً عن المصالح الأمريكية بعد تجاهل للمنطقة العربية وحالة من التلاسن والتشدق بالشعارات والتابوهات الأمريكية من ديمقراطية وحقوق إنسان تستدعى حسب الهوى والمزاج والمصالح الأمريكية.. فمنذ وصول الرئيس بايدن لقيادة أمريكا فى 20 يناير 2021 دغدغ مشاعر الأمريكيين بالتهديد والوعيد للمنطقة العربية، والهجوم الحاد على حكامها لكن كل ذلك ذهب مع الريح بعد الشعور الأمريكى بخطورة هذه السياسات فى ظل تجاهل واشنطن للمنطقة وافساح المجال لروسيا والصين لبناء تحالفات جديدة والتمدد فى المنطقة.
قولاً واحداً، جاء بايدن إلى المنطقة والحرص على عقد قمة مع القادة العرب تحت ضغط وتداعيات وحسابات المصالح الأمريكية فى ظل (الصراع الأمريكي- الروسي)، على رقعة الساحة الأوكرانية ولشحن بطارية القدرة على الاستمرار فى حالة الصراع ومحاولة اخضاع واضعاف الروس ولعبة تكسير العظام.. أملاً فى البحث عن مصادر للطاقة لاطفاء الحريق المشتعل فى الأسعار العالمية للنفط والغاز وايجاد مصادر لتمويل الصراع مع الروس والصينيين.
أمريكا لم ولن تتغير.. تمضى فى غيها حيث بدأت زيارة جو بايدن من إسرائيل بحثاً عن دعم أمنها ودمجها فى منطقة الشرق الأوسط.. وطمأنة تل أبيب فى ظل مخاوفها المتنامية من التهديد الإيرانى الذى يسعى إلى تفعيل مشروعه النووى ليثير قلق ومخاوف المنطقة خاصة أنه أحد أبرز التهديدات الخطيرة التى تمس أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأمن الخليج العربى ولابد من استئصال شأفة هذا التهديد الإيرانى وفى ظل تمدد طهران فى المنطقة العربية، وأحد التهديدات الخطيرة على الأمن القومى العربى وفى القلب منه الخليج والبحر الأحمر.
السؤال المهم ماذا يحمل جو بايدن فى حقيبته خلال زيارته للمنطقة وما هى الأهداف الأمريكية من الزيارة والقمة مع العرب؟.. الاجابة القاطعة.. أمريكا جاءت إلى المنطقة بحثاً عن مصالحها فى توقيت شديد الدقة والتعقيد بالنسبة لها على وجه الخصوص وفى ظل مشاكل وأزمات فى الداخل الأمريكى والأوروبى وعدم النجاح فى المواجهة الأوكرانية المتسترة والمتسلحة بالدعم الأمريكى والأوروبى غير المحدود فى مواجهة روسيا المتسلحة بالدعم الصينى لذلك جاء بايدن يبحث عن تحالفات فى مواجهة المعسكر (الروسي- الصيني) ويأمل أن يجدها فى المنطقة العربية التى تمتلك مفاتيح الحل بالنسبة للجانب الأمريكى أبرزها محاولة قطع الطريق على روسيا فى بناء تحالفات مع العرب، وعدم ترك الساحة خالية أمام الدب الروسى لايجاد منافذ للخروج من حالة الحصار الأمريكي- الأوروبي.
الأمر الثانى أيضاً جاء بايدن لمحاولة ايجاد حلول وتدفقات للبترول والنفط العربي، يخفف من وطأة اشتعال الأسعار العالمية، ويجد بدائل للاحتياجات الأوروبية من البترول والغاز بديلاً للبترول والغاز الروسى خاصة قبل حلول الشتاء، وبما يعنى فى حال نجاح بايدن احكام الحصار على روسيا ودعم أوروبا فى القدرة على الصمود والعودة إلى الحياة الطبيعية من ضمان تشغيل مصانعها وتوفير احتياجات مواطنيها، واستمرار حركة الإنتاج والتجارة، وإعادة التوازن مرة أخرى سواء للجانب الأمريكى والأوروبي.
أمن إسرائيل وتفوق قدرتها الدفاعية وادماجها فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية وبناء تحالفات فى مواجهة روسيا والصين، وايجاد حلول لأزمات الطاقة المتصاعدة هى أبرز أهداف زيارة جو (بايدن) وبناء تحالفات أمنية وعسكرية فى مواجهة التهديد الإيرانى وضمان أمن إسرائيل، ودغدغة مشاعر العرب بوعود قد تكون رهن اللحظة أو الأزمة العالمية، فكم من الوعود والتعهدات والاتفاقيات الأمريكية مع العرب تبخرت وذهبت أدراج الرياح، وكم من الاتفاقيات والوعود الإسرائيلية التى مازالت حبراً على ورق خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية العالقة والراكدة على حالها ورغم الوعود والاتفاقات والكلام المعسول إلا أنها إلى الاسوأ فى ظل انتهاك السيادة والمقدسات الفلسطينية وتنامى الاستيطان وتورط أمريكا فى نقل سفارتها إلى القدس.
فى اعتقادى ان من حق أمريكا أن تبحث عن مصالحها، ومن حق العرب ان يبحثوا عن مصالحهم، ويحققوا أهدافهم خاصة انهم بصدد فرص ثمينة لهم فى هذا العصر الذى يتجه إلى نظام عالمى جديد هم أكثر قوة من أى وقت مضي، ولابد ان تكون لديهم القناعة والايمان الكامل بالندية والثقة الكبيرة لايجاد مكان يليق بهم فى النظام العالمى الجديد بمعطيات وأهداف وخطاب مختلف، يعتمد على الفرص والمصالح المتكافئة، وألا يكتفوا بوعود براقة وألا يسقطوا فى خطيئة الاستقطاب أو الجنوح لمعسكر على حساب الآخر، وعليهم ان يفكروا جيداً فى ايجاد كيان عربى عالمى مستقل قد نطلق عليه عدم الانحياز العالمى تكون لديهم القدرة والحرية والثقة والشجاعة على بناء شراكات إستراتيجية مع الجميع بما يحقق مصالحهم وأهدافهم وينهى أزمات مزمنة باتت عبئاً وتهديداً مباشراً للأمن القومى العربي.
الحقيقة أننى متفائل لأبعد الحدود خاصة وان جو بايدن سوف يعقد قمتين فى (جدة) ثنائية مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، والقمة الثانية مع قادة دول المجلس الخليجى بحضور مصر والأردن والعراق.. فقد سبق زيارة بايدن حالة من الحراك والتحرك العربى النشط من خلال لقاءات وزيارات مكثفة شهدتها القاهرة واستقبل خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى أشقاءه الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى وملك الأردن والبحرين، والأمير تميم بن حمد آل ثانى أمير قطر، ووزير خارجية الإمارات، وقام الرئيس السيسى بزيارة أخوية لسلطنة عمان ثم البحرين وأجرى خلال الزيارتين مباحثات ومناقشات مكثفة خاصة فيما يتعلق بالقضايا والأزمات والملفات العربية بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية المكثفة التى شهدتها القاهرة مع الملوك والرؤساء العرب، كل ذلك يشير إلى حالة من التوافق العربى والتضامن والتكامل وايجاد خطاب مشترك والحديث بلسان واحد وبلغة مشتركة واحدة محددة الأهداف خلال القمة العربية- الأمريكية المرتقبة لطرح القضايا والشواغل والتحديات العربية، لذلك لا أتوقف من رؤية بايدن حول مصالح وأهداف أمريكا من القمتين أو الزيارة عموماً فقد فرضتها الضغوط العالمية، والمشهد الأمريكي- الأوروبى والحرب الروسية- الأوكرانية التى أجبرت بايدن وأمريكا على خلع عباءة الرومانسية وأحاديث الديمقراطية المعلبة وحقوق الإنسان سابقة التحضير الذين يحاولون من خلالها ابتزاز دول بعينها.. لكننى أعنى هنا فقط المصالح والأهداف العربية فى ظل مشروعات إقليمية تحاول النيل من الأمن القومى العربى فى التوغل فى البلدان العربية، وان لم تفلح حتى الآن بالقدر الكبير لكنها تجد من يغض عنها الطرف وربما يدعمها خاصة الجانب الأمريكى المطالب منه ايقاف عجلة الإرهاب ودعم القوى الإقليمية التى هى سبب ما آلت إليه المنطقة من صراعات وتوترات وأطماع وأوهام وشيطنة المنطقة ومحاولات إسقاط دولها، فواشنطن لابد ان تتخلى عن خطاباتها السابقة ولا تفرض علينا قوالب معينة للتحرك فما كان لم يعد له وجود فى ظل حسابات ومتغيرات نظام عالمى جديد يطل برأسه علينا والعرب فى وضعية أقوى سواء من خلال قدرات وإمكانات ومقومات ومواقف تؤهل هذه الأمة لتتبوأ مكانة وثقلاً أعظم بكثير من عقود الماضي.
دعونا نتفق ان الانخراط فى أى نوع من الاستقطاب لأى معسكر فيه خطر كبير، ولعل رسائل الكرملين والرئيس الروسى سواء عبر آمال ورسائل للعرب ومن العرب واضحة، لكن المهم ان نركز كعرب فى القمة العربية- الأمريكية على مصالحنا وأهدافنا، وعدم قبول أى نوع من فرض اختيارات بعينها سواء كان استقطاباً أو الاتجاه إلى معسكر معين، وان نصر على تحركنا بحرية نحو ما يحقق مصالحنا وأهدافنا والتحرك دون قيود نحو علاقات ثنائية أو جماعية أو إبرام شراكات إسراتيجية مع كافة الأطراف دون التقيد بمعسكر بعينه فى ترسيخ واضح لعدم الانحياز وهو ما سيشكل قوة العرب.
العرب أيضاً يدركون جيداً ما على ساحة المشهد العربى من قضايا وملفات وأزمات وتهديدات.. الجانب الأمريكى طرف مباشر فيها، نتاج، مخلفات وتداعيات الربيع العربى المشئوم الذى أسقط وأضعف دولاً عربية بعينها، ودعونا نحدد أهدافنا العربية بقدر كبير من الوضوح.
أولاً: من المهم التصدى لخطرالتهديد الإيرانى النووي، ومحاولاته تهديد الأمن العربى فى الخليج، والبحر الأحمر، وايقاف المشروع النووى الإيرانى وعدم قبول أى نوع من التسويات أو الاتفاقيات حول إعادة السماح لإيران بامتلاك السلاح النووى خاصة فى ظل حالة التوغل فى اليمن ودعمها للحوثيين بالمسيرات والصواريخ التى تهدد الأمن السعودى وتشكل عبئاً كبيراً على أمن الخليج، وأمن البحر الأحمر.
ثانياً: ضرورة ايجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يعتمد على حل الدولتين دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967 ومنح الأشقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وإيقاف الاستيطان والحصار الإسرائيلى وعدم المساس بالأراضى الفلسطينية.
ثالثاً: العمل على ايجاد حلول جذرية للأزمة الليبية واستعادة الدولة الوطنية فى ليبيا لدعم استتباب الأمن والاستقرار فى ليبيا ودحر الإرهاب وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من أراضيها والإسراع فى إجراء الانتخابات طبقاً لإرادة واختيار الليبيين بما يعيد الدولة الشقيقة إلى الأمن والاستقرار والبناء والتنمية.
رابعاً: إيجاد حل للأزمة السورية وعدم التدخل فى أراضيها والحفاظ على وحدة الدولة السورية وتهيئة أنسب الظروف وخروج كافة القوات الأجنبية من أراضيها.
خامساً: حل الأزمة اليمنية بناء على قرارات الشرعية الدولية، ومنع التدخلات الإيرانية فى الشأن اليمنى، ودعم العراق ولبنان سواء سياسياً أو اقتصادياً وكذلك خروج القوات الأجنبية، ومنع التدخلات الإقليمية فى الشأن العربى والتصدى لانتهاك الأرض العربية فى العراق من الجانب التركى تحت أى مسمى.
سادساً: دعم الأمن المائى المصرى، فى قضية سد النهضة، وضمان حقوق مصر المائية بالتوصل لاتفاق عادل ومنصف وشامل وقانونى وملزم بشأن ملء وتشغيل «سد النهضة» والحفاظ على مصالح الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا ولابد أن يكون الموقف الأمريكى أكثر وضوحاً وأكثر فعالية فى هذا الصدد بدلاً من مجرد الأحاديث والتصريحات والضغط فى هذه القضية.
سابعاً: الاتفاق الواضح والكامل على طرد الإرهاب والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من المنطقة بأسرها واحترام علاقات الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية واحترام إرادة شعوبها.. وقرارها الوطنى المستقل، واحترام السيادة الوطنية ومصالح الدول، وعلاقاتها مع كافة دول العالم ومنحها حق الحرية والاختيار فى توقيع شراكات إستراتيجية تحقق من خلالها مصالحها لا تأتى على حساب دول أخرى.
ثامناً: دعم منظومة الأمن الغذائى لدول المنطقة ومسيرة البناء والتنمية والتمويل العادل لها.
تاسعاً: التأكيد على احترام حق الدول فى إبرام العلاقات الثنائية أو الجماعية مع كل دول العالم دون استثناء خاصة وأنها طبقا للرؤية العربية غير موجهة لأحد من دول العالم، أو التكتلات والتحالفات الدولية الأخرى ولكنها بحثاً عن مصالح الدول العربية.
عاشراً: ايقاف حروب استهداف الدول العربية بالغزو الثقافى والشائعات والأكاذيب ومحاولات ضرب اللحمة والاصطفاف الوطني، والعمل على تزييف وعى الشعوب والحرص على وجود علاقات طبيعية يسودها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة التى تحقق تطلعات الشعوب وترسخ السلم والأمن الإقليمى والدولى والحرص أيضاً على تفعيل القرارات الدولية والأممية والتخلى عن سياسات الكيل بمكيالين، والازدواجية فى المعايير، وتعزيز الاحترام للشرعية والقوانين الدولية.
الحادى عشر: المصالح والأهداف الأمريكية من الزيارة لا تحتاج لتفسير أو توضيح فسواء بناء تحالفات فى مواجهة المعسكر الروسي- الصينى أو ضمان أمن الطاقة العالمي، أو ضمان أمن وادماج إسرائيلى والحفاظ على قدراتها والعمل على تفوقها وايجاد حلول للخروج من نفق الأزمات الأمريكية- الأوروبية لكن السؤال، ماذا يستطيع العرب أن يمنحوه لواشنطن؟، الحقيقة ان الأمر شائك ومعقد، ولا أعلم، هل زيادة تدفق البترول وزيادة الإنتاج منه.. طبيعى هذا سيأتى على حساب الجانب الروسي، هل تستطيع القمة، أن تجد حلاً للأزمات والقضايا العربية العالقة وأبرزها القضية الفلسطينية، وهل ترضى إسرائيل بحل الدولتين أم تصدر موافقات مؤقتة تنتهى صلاحيتها بانتهاء تداعيات الأزمة (الروسية- الأوكرانية).. هل يتورط العرب فى اختيار معسكر بعينه وهو ما قد يزيد التهديدات والمناوشات الإقليمية أم يختارون عدم الانحياز لهذا أو ذاك وبلورة كيان عربى مستقل يحقق لهم مصالح وأهدافاً أوسع.. وإذا ما اختاروا هذا الطريق، ما هى النتائج بل المشاكل التى ستواجه دول المنطقة العربية، هل تنجح القمة (العربية- الأمريكية) فى الوصول لصياغة ترضى كل الأطراف دون الاضرار بخطوط التماسك فى هذا المناخ الشائك على مستوى العالم، ماذا عن اختيارات وحسابات العرب على مائدة القمة، وما هى النتائج على الأرض هذا ما ننتظره، بل وينتظره العالم، فهى قمة المصير لأن العرب هم الطرف الفاعل والمؤثر فى المعادلة العالمية الآن، وبناء على النتائج والاختيارات ربما يتحدد مصير وشكل العالم، انها ساعات حاسمة وقاسية لكن التمهيد العربى للقمة مع بايدن يدعونى للتفاؤل فمن الواضح ان هناك صيغة وخطاباً عربياً موحداً تجلى خلال اللقاءات التى جمعت رؤساء وملوك العرب.
الحقيقة أن العالم بين يدى العرب، والعرب فى أقوى موقف، وعليهم انتهاز الفرصة.. والخروج بمكاسب عديدة، وبناء القوة والمواقف العربية فى مواجهة تحديات وتهديدات آن لها أن تنتهى وتبدأ مرحلة العرب وعصرهم من جديد إذا ما استمر التوافق والتكامل والتعاون والعمل العربى المشترك خاصة وان القمة (العربية- الأمريكية) تأتى قبل القمة العربية المرتقبة فى الجزائر، لذلك من المهم استغلال اللحظة التاريخية، وامتلاك الرؤية والشجاعة والجرأة والثقة والادراك اننا نقف كعرب على أرض صلبة فى ظل مشهد عالمى شائك ومتوتر يجب ان نسعى من خلاله إلى الوصول إلى مساحة كبيرة من النظام العالمى الجديد.
حسابات وأهداف أمريكا من الزيارة.. هذا شأنها.. المهم مصالحنا وأهدافنا وسياساتنا العربية.
تحيا مصر