الإثنين 25 نوفمبر 2024

زعيم الثورة

  • 23-7-2017 | 17:53

طباعة

 

في ١٥ يناير القادم تحتفل مصر والعالم العربي كله بمئوية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائد ثورة ٢٣ يوليو وزعيمها وملهمها .

مناسبة تستحق الاحتفاء وأن نسخر لها كل الجهود وتفتح لها كل مؤسسات الدولة أبوابها وخزائنها لتخرج بشكل يليق بالزعيم الذي لم ينسه المصريون حتي الآن .

جمال عبد الناصر لا يمثل شخصه ، ولا يعبر عن فئة ولا طبقة بعينها، وإنما هو مصر بكل طموحاتها للحرية والاستقلال، هو الشعب بكل طوائفه وأحلامه.

مئوية الزعيم ليست مناسبة عابرة، وإنما فرصة للتأكيد علي هوية هذا الشعب وتاريخ نضاله من أجل امتلاك قراره، واحترامه لرموزه وقيمة الحرية في تراثه.

في هذا العدد التذكاري وإن كنا نحتفل بالذكري الخامسة والستين لثورة ٢٣ يوليو، فإننا نركز بشكل كبير علي الزعيم .. الذي توحدت الثورة معه، فصارت مبادئها مبادئه وارتبط ذكرها بذكره.

ما بين الثورة والزعيم ارتباط لن يمحي وعلاقة لن تنتهي ولهذا فمن الطبيعي أن نحتفي بالثورة في اسم زعيمها الذي لا يختلف عليه اثنان .

نحتفي بالزعيم لأنه ابن الشعب الذي لم يخش من مصير مجهول قد يلقاه وتحرك بوطنية من أجل الخلاص وطرد الاستعمار والقضاء علي ديكتاتورية القصر وبلطجة الإقطاع.

نحتفي بالزعيم ابن المواطن المصري البسيط “عامل البريد” الذي لم تنسه أبهة الرئاسة معاناة الفقراء فانحاز لهم وجعل الغلابة نصب عينيه ووقف بجانبهم وأعاد لهم حقوقهم التي سرقتها منهم طغمة حاكمة وحاشية ظالمة.

نحتفي بالزعيم لنقدم للأجيال الجديدة قيمة الرمز الوطني ومعني التضحية من أجل تراب الوطن وكيف يمكن أن يكون الشعب في أصعب الظروف سنداً لقائده وداعماً لجيشه وحامياً لبلده من كل المؤامرات، وكيف تكون الإرادة والتحدى الذى لا يعرف المستحيل نحتفي بالزعيم كى تعرف الأجيال الجديدة معنى الرجولة والإيمان بالوطن والانتماء له مثلما جسدها ناصر وزملائه فى ١٩٥٢ وجسدها ويجسدها الآن، الجيش ورجاله وقائده الأعلى عبدالفتاح السيسي بكل ما يواجهه من مخاطر.

نحتفي بالزعيم حتي نعيد من جديد مبادئ الثورة التي وإن غابت عن كثيرين، لكنها تعود الآن بقوة لنبني وباصرار قائد يريد أن يبنى مصر الجديدة، مستقلة في قرارها قوية بجيشها ، صاعدة بمشروعاتها القومية الضخمة، ثابتة علي عروبتها.

نحتفي بالزعيم ليدرك شباب الوطن ان ما نتعرض له الآن، من مؤامرات ليست جديدة وإنما هي تاريخ طويل من استهداف مصر شعبها وقيادتها، وكلما بحثت مصر عن طريق النمو ووجدت من يقود خطواتها ، ظهر لها من يتربص بها ويدبر لها الكوارث ويحرض عليها ليثير الفتن ويحاصرها من أجل إفشالها.

نحتفي بالزعيم لنؤكد أن ما واجهته مصر بالأمس هو نفسه، ما نواجهه اليوم وأن أعدائها لم يختلفوا طوال ستين عاما.

جماعة إرهابية تبحث عن السلطة ولو قتلت في سبيلها الشعب.. كل الشعب.

وقوي إقليمية طامعة، ودول خائنة للعروبة لا هم لها، سوي تدمير مصر وإسقاط قيادتها بالإرهاب والتآمر.

نحتفى بالزعيم لتكون رسالة بأن مصر وشعبها يدركون ما يواجهونه من مخاطر ويعلمون حجم التهديدات ومثلما هزموا كل التحديات عبر العصور قادرون على أن يهزموا أعداء اليوم ويبنوا دولتهم من جديد رغم أنف الحاقدين.

    الاكثر قراءة