الجمعة 10 مايو 2024

السيسى.. والمفهوم الأخلاقى للسياسة

مقالات17-7-2022 | 20:43

من «جدة» حيث طرح الرئيس السيسى رؤية مصر لاستقرار وازدهار المنطقة.. وفق مقاربة شاملة تضمنت 5 محاور.. تجسد حلولاً لأزمات وتحديات وتوترات المنطقة.. إلى «برلين» المحطة المهمة التى وصل إليها الرئيس، اليوم.. بدعوة من المستشار الألمانى أولاف شولتس للمشاركة فى فعاليات حوار (بترسبرج) للمناخ اليوم برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا.. من «جدة» إلى «برلين» تظهر بوضوح قصص النجاح المصرية المبدعة.. فى مجال السياسة والعلاقات الدولية مع العالم.. نجحت القاهرة فى تحقيق توازن وعلاقات وشراكات قوية واستراتيجية- بفضل صدق وشرف ربما لا يكون مجاله السياسة- وحققت إنجازات فاقت أى توقعات.. وأعادت مصر إلى قمة المنطقة.. وأصبحت محل احترام وتقدير العالم.

وعقد قمة (مصرية - ألمانية) حيث يلتقى الرئيس السيسى والمستشار شولتس، لتعزيز ودعم العلاقات الثنائية.. والتعاون فى كافة المجالات فى ظل ما يشهده الدور الألمانى فى أكبر عملية بناء وتنمية.. بطبيعة الحال أن مصر لديها الكثير من الفرص.. وألمانيا لديها أيضا العديد من الإمكانيات والخبرات.. وهناك قضايا وملفات إقليمية ودولية ستكون على طاولة قمة الزعيمين فى ظل عالم يموج بالتحديات غير المسبوقة.

من «جدة» إلى «برلين».. قصص نجاح وإبداع.. ارتكزت على الصدق والشرف.. لتنتصر سياسات مصر فى النهاية

من مدينة جدة السعودية حيث عقدت قمة «الأمن والتنمية» حيث لقاء العرب وأمريكا، فى ظل حضور مصرى متوهج للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى طرح رؤية مصر الشاملة والمكونة من خمسة محاور من أجل استقرار وازدهار المنطقة هذه المقاربة التى شكلت خارطة طريق لانتشال الشرق الأوسط، وربما العالم من اتون الصراعات والنزاعات والتوترات والأزمات والحفاظ على أمن واستقرار الأوطان وتماسك الدول، إلى قمة «مصرية ــ أمريكية» بين الرئيسين «السيسى  وبايدن»، تلاقت فيها الأفكار والرؤى والإدراك بقيمة ومكانة مصر فى ضوء دورها المحورى بمنطقة الشرق الأوسط بالقيادة الرشيدة للرئيس السيسى حسب تعبير الرئيس الأمريكى جو بايدن الذى أبدى تطلعه إلى تفعيل أطر التعاون الثنائى المشترك وتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع مصر وتعزيز التنسيق والتشاور الإستراتيجى بين البلدين إلى برلين العاصمة الألمانية حيث بدأ بالأمس الرئيس السيسى زيارة رسمية بدعوة من المستشار الألمانى أولاف شولتس للمشاركة فى «حوار بترسبرج للمناخ» برئاسة مشتركة بين القاهرة وبرلين.

الحقيقة أن الزخم والتوهج الذى تشهده العلاقات الدولية المصرية لم يأت من فراغ ولكن جاء بعد جهود وثوابت ولقاءات وزيارات متبادلة وسياسات صادقة وشريفة، لم تتنازل عنها مصر على مدار الـ8 سنوات الماضية، ارتكزت على مبادئ مهمة للغاية وهى الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام القرار والسيادة الوطنية، والندية وتبادل المنافع والمصالح والاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتبادلة لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب ودعم الأمن والسلم الإقليمى والدولى وترسيخ الحلول السياسية و التفاوضية بدلاً من المواجهات المسلحة والصراعات، والعمل على إرساء قواعد الأمن والاستقرار بالمنطقة حتى أصبح العالم يعول على دور مصر المحورى فى قيادة المنطقة إلى الهدوء والتوازن الإستراتيجى وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.

الحقيقة التى لا لبس فيها أن مصر أصبحت بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى هى الرقم الأكبر والأبرز فى المعادلة الإقليمية، وهى شريك أساسى فى كافة الملفات والقضايا الإقليمية ورقم كبير فى المعادلة الدولية بما تتمتع به من مكانة وقدرات شاملة ومؤثرة وبحكم القيادة التاريحية التى عادت من جديد فى عهد الرئيس السيسى وأيضًا طبقًا لمعطيات التاريخ والجغرافيا.

الحقيقة أيضًا أن قوة مصر وقدرتها وحكمة قيادتها ساهمت بالقدر الأوفر فى تحقيق التوازن الاستراتيجى فى المنطقة وإيجاد صيغ توافقية للأمن والاستقرار النسبى فى المنطقة، وذلك عندما عالجت وببراعة وسرعة حالة الخلل فى موازين القوة بالمنطقة، التى عانت كما قال الرئيس السيسى فى قمة جدة من تدخلات بعض القوى فى الشئون الداخلية للدول العربية والاعتداء العسكرى غير المشروع على أراضيها والعبث بمقدراتها ومصير أجيالها من خلال استدعاء نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة من عداءات طائفية وإثنية وعرقية وقبلية لا غالب فيها ولا مغلوب مما أدى لانهيار أسس الدولة الوطنية الحديثة وسمح ببروز ظاهرة الإرهاب ونشر فكره الظلامى والمتطرف.

فى قمة «جدة».. كان ومازال الشموخ العربى ساطعًا ومتوهجًا، وندًا بعد أن تحطمت التابوهات والمحظورات القديمة وأدرك العرب انهم طرف لا يستهان به فى المعادلة الدولية الجديدة، وجاءت الكلمات العربية فى القمة محملة بالرسائل والرؤي، ولعل ما جاء فى كلمة الرئيس السيسى كان تجسيدًا حقيقيًا للوضع العربي، ورسالة أن العرب على قلب رجل واحد، عازمون على توحيد الصف والعمل العربى المشترك، والتضامن والتكامل، والوعى بقدراتهم وإمكانياتهم وثرواتهم، ومواردهم البشرية، وهو ما تحدث عنه الرئيس السيسى فى كلمته بقمة جدة للأمن والتنمية.. فلم يعد مقبولاً أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية صاحبة التاريخ المجيد والإسهام الحضارى الثرى والإمكانات والموارد البشرية الهائلة من هو لاجئ أو نازح أو متضرر من ويلات الحروب والكوارث أو فاقد للأمل فى غد أفضل.

الحقيقة ما زال حديث الرئيس السيسى فى قمة «جدة» يتوقف عنده الكثيرون بالفخر والإعجاب، فقد جسد حالة الندية والقوة والقدرة العربية، ولعل ما قاله الرئيس فى حديثه عن مكافحة الإرهاب، والأمن القومى العربى: «إنه لا تهاون فى حماية أمننا القومى وما يرتبط به من خطوط حمراء واننا سنحمى أمننا ومصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل» وهى رسالة مدوية للجميع، ولكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى والمصالح والحقوق العربية.

بعد عام ونصف العام من توليه منصب الرئاسة الأمريكية فى يناير 2021، يطلب الرئيس الأمريكى جو بايدن لقاء الرئيس السيسي.. انطلاقًا من الإدراك والوعى الأمريكى بالدور المصرى المحورى كأكبر دولة عربية وأكبر وأقوى دولة فى المنطقة وتمثل ركيزة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وهو ما أكده بايدن أكثر من مرة عندما نجحت مصر فى وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين والوصول إلى هدنة، تلقى الرئيس مكالمتين هاتفيتين من «بايدن» خلال 48 ساعة أكد خلالهما الرئيس الأمريكى أن العالم يعول على مصر فى قيادة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وشرق المتوسط، وخلال القمة «المصرية ــ الأمريكية» بجدة التى أكد فيها بايدن على دور مصر المحورى بمنطقة الشرق الأوسط وأشاد بالقيادة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسى التى تمثل دعامة أساسية ورئيسية لصون السلم والأمن ونشر السلام لسائر المنطقة.

مكاسب قمة «جدة» بالنسبة للعرب كثيرة، وهى إعلان حقيقى وتدشين لعصر جديد لهذه الأمة، وجاءت زيارة الرئيس الأمريكى نفسه ومشاركته فى قمة الأمن والتنمية أو القمة «المصرية ــ الأمريكية»، وسبقتها القمة السعودية ــ الأمريكية هى انتصار جديد على التابوهات والأصنام والمحظورات والتشدقات الأمريكية، والتصريحات التجارية على مدار عام ونصف العام.

لم تغفل مصر فى رسائلها ورؤاها خلال قمة «جدة» أى قضية أو أزمة أو تحد يواجه العرب والمنطقة، كانت أكثر شفافية ومصارحة ومكاشفة، ووضعت بنود العبور الآمن إلى منطقة أكثر استقرارًا وازدهاراً، وفك شفرات السياسات والمعايير الازدواجية وحالة التناقض بين المعلن والخفي، وضعت جميع أوراق وكروت المنطقة على طاولة القمة، من أسباب وعناصر التوترات والصراعات وغياب الأمن والاستقرار إلى طرح الرؤى والحلول، وضعت الجميع أمام مسئولياته، كانت قمة كاشفة تطالب بالتوقف عن سياسات الكيل بمكيالين والتأكيد على ضرورة التعامل بوجه واحد، وأن تكون العلاقات ذات ندية.. تحقق فوائد ومكاسب ومصالح متبادلة للجميع سواء الجانب العربي، أو الأمريكى تضع أمام الدول والشعوب خارطة طريق ورؤى متكاملة للحفاظ على استقرار وتماسك المجتمعات من الداخل، وعدم إشعال البعض للمنطقة باستدعاء نزاعات قديمة تعود إلى عصر ما قبل الدولة الحديثة بحثًا عن أوهام وأطماع لم ولن يكتب لها النجاح فى ظل قوة وتماسك ووحدة العرب، ولابد من الوصول إلى صيغ ورؤى جديدة لتعاون إقليمى يعتمد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شئون الدول العربية الداخلية واحترام السيادة، هكذا تحدثت مصر أمام الجميع بلا مواربة ولكن بمنتهى الشفافية والمكاشفة.

فى العاصمة الألمانية برلين، التى تشهد علاقاتها مع القاهرة طفرة غير مسبوقة على مدار 70 عامًا من العلاقات التاريخية بين البلدين، لكنها تعيش أزهى عصورها فى عهد الرئيس السيسى حيث أصبحت ألمانيا من أهم الدول التى تربطها علاقات مع مصر فى كافة المجالات، سواء الاقتصادية والتعليمية والعلمية والثقافية والصناعية والتنموية خاصة أن حجم التبادل التجارى بين البلدين الذى وصل إلى 5.1 مليار يورو ناهيك عن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبرلين، خاصة المشاركة الألمانية فى التجربة المصرية على مدار 8 سنوات.

سواء دور شركة «سيمنز» فى مجالى الكهرباء ثم (القطار السريع)، والصفقات فى مجال نظم التسليح خاصة الغواصات التى انضمت إلى قواتنا البحرية، ودور التعليم الألمانى فى مصر والذى وصل إلى أعلى نسبة فى التعليم الألمانى خارج ألمانيا تستحوذ مصر على الأهمية الكبرى فى السياسات الألمانية، بالإضافة إلى العلاقات القوية التى تجمع القاهرة وبرلين وهى مثال للعلاقات التى تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتوافق الرؤى حول القضايا والملفات الإقليمية والدولية.

هناك العديد من علاقات ومجالات التعاون الثنائى بين البلدين سوف تثمنها قمة «السيسى - شولتس» خاصة التعاون الاقتصادى وتعزيز الاستثمارات الألمانية فى ضوء ما تملكه مصر من فرص كبيرة بعد نجاح فاق التوقعات للتجربة المصرية فى مجال البناء والتنمية على مدار 8 سنوات.

الرئيس السيسى يشارك فى فعاليات حوار (بترسبرج) اليوم برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا خاصة أن مصر تجرى استعداداتها على قدم وساق لاستضافة الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بشرم الشيخ نوفمبر القادم لذلك فإن حوار (بترسبرج) يأتى فى توقيت مهم وفرصة للتشاور والتنسيق بين عدد كبير من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ، لذلك أيضا فإن دعوة مصر للرئاسة المشتركة للحوار تأتى تقديراً للدور الحيوى الذى تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسى فى إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.

الحقيقة أن الاهتمام الكبير الذى توليه كافة القوى فى العالم للقاهرة يشير إلى المكانة والدور والثقل الكبير لمصر بفضل جهود القيادة السياسية والدبلوماسية الرئاسية، التى جعلت من القاهرة عاصمة القرار العربى فما بين الجهود المصرية على الساحة العربية، والأفريقية والدولية، هناك نجاحات كبيرة للدولة المصرية، وثمار كثيرة عادت على الاقتصاد المصري، وساهمت فى دفع أكبر عملية بناء وتنمية، وأعادت لمصر الدور المحورى فى قيادة منطقة الشرق الأوسط.

حالة التوهج المصرية على الصعيد الدولى عربياً وأفريقياً وأوروبياً، وعلاقاتها القوية مع القوى الكبرى فى شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند.. تشير إلى (عبقرية) القيادة فى الحرص على تبنى علاقات متوازنة، ولا تأتى علاقة مصر بطرف على حساب طرف آخر ولكنها تتجه حيث تحقيق المصالح المصرية.

فما بين جدة حيث الرؤى والكلمات واللقاءات سواء مع الرئيس الأمريكى جو بايدن أو الاستقبال والحفاوة السعودية التى جسدت عمق العلاقات بين البلدين الكبيرين ركيزتى أمن واستقرار ومصير الأمة العربية إلى لقاءات مع الأشقاء ولى العهد الكويتى ورئيس الوزراء العراقي.. ثم الاتجاه إلى برلين مع نجاحات الداخل كل ذلك يشير إلى أن مصر وسياساتها وجهودها ورؤاها تمضى على الطريق الصحيح لتحقيق الآمال والتطلعات والأهداف المصرية.

 

Dr.Radwa
Egypt Air