سلط كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم /الاثنين/ الضوء على عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المحلي.
ففي صحيفة «الجمهورية»، سلط الكاتب عبد الرازق توفيق الضوء على أنه من مدينة جدة بالسعودية، حيث عقدت قمة «الأمن والتنمية» حيث لقاء العرب وأمريكا، في ظل حضور مصري متوهج للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي طرح رؤية مصر الشاملة والمكونة من خمسة محاور من أجل استقرار وازدهار المنطقة، هذه المقاربة التي شكلت خارطة طريق لانتشال الشرق الأوسط وربما العالم من أتون الصراعات والنزاعات والتوترات والأزمات والحفاظ على أمن واستقرار الأوطان وتماسك الدول، إلى قمة «مصرية ــ أمريكية» بين الرئيسين «السيسي وبايدن»، تلاقت فيها الأفكار والرؤى والإدراك بقيمة ومكانة مصر في ضوء دورها المحوري بمنطقة الشرق الأوسط بالقيادة الرشيدة للرئيس السيسي حسب تعبير الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أبدى تطلعه إلى تفعيل أطر التعاون الثنائي المشترك وتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع مصر وتعزيز التنسيق والتشاور الإستراتيجي بين البلدين، إلى برلين العاصمة الألمانية، حيث بدأ بالأمس الرئيس السيسي زيارة رسمية بدعوة من المستشار الألماني أولاف شولتس للمشاركة في «حوار بترسبرج للمناخ» برئاسة مشتركة بين القاهرة وبرلين.
وأوضح توفيق - في مقاله بعنوان «السيسي.. والمفهوم الأخلاقي للسياسة» - أن الزخم والتوهج الذي تشهده العلاقات الدولية المصرية لم يأت من فراغ، ولكن جاء بعد جهود وثوابت ولقاءات وزيارات متبادلة وسياسات صادقة وشريفة، لم تتنازل عنها مصر على مدار الـ8 سنوات الماضية، ارتكزت على مباديء مهمة للغاية وهي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام القرار والسيادة الوطنية، والندية وتبادل المنافع والمصالح والاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتبادلة لتحقيق آمال وتطلعات الشعوب ودعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي وترسيخ الحلول السياسية والتفاوضية بدلا من المواجهات المسلحة والصراعات، والعمل على إرساء قواعد الأمن والاستقرار بالمنطقة حتى أصبح العالم يعول على دور مصر المحوري في قيادة المنطقة إلى الهدوء والتوازن الإستراتيجي وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
وأكد توفيق الحقيقة التي لا لبس فيها أن مصر أصبحت بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي هي الرقم الأكبر والأبرز في المعادلة الإقليمية، وهي شريك أساسي في كافة الملفات والقضايا الإقليمية ورقم كبير في المعادلة الدولية بما تتمتع به من مكانة وقدرات شاملة ومؤثرة وبحكم القيادة التاريخية التي عادت من جديد في عهد الرئيس السيسي وأيضا طبقا لمعطيات التاريخ والجغرافيا.
وأشار توفيق أيضا إلى حقيقة أن قوة مصر وقدرتها وحكمة قيادتها ساهمت بالقدر الأوفر في تحقيق التوازن الاستراتيجي في المنطقة وإيجاد صيغ توافقية للأمن والاستقرار النسبي في المنطقة، وذلك عندما عالجت وببراعة وسرعة حالة الخلل في موازين القوة بالمنطقة، التي عانت كما قال الرئيس السيسي في قمة جدة من تدخلات بعض القوى في الشئون الداخلية للدول العربية والاعتداء العسكري غير المشروع على أراضيها والعبث بمقدراتها ومصير أجيالها من خلال استدعاء نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة من عداءات طائفية وإثنية وعرقية وقبلية لا غالب فيها ولا مغلوب مما أدى لانهيار أسس الدولة الوطنية الحديثة وسمح ببروز ظاهرة الإرهاب ونشر فكره الظلامي والمتطرف.
وقال الكاتب عبد الرازق توفيق إنه في قمة «جدة»، كان ومازال الشموخ العربي ساطعا ومتوهجا، وندا بعد أن تحطمت التابوهات والمحظورات القديمة وأدرك العرب أنهم طرف لا يستهان به في المعادلة الدولية الجديدة، وجاءت الكلمات العربية في القمة محملة بالرسائل والرؤى، ولعل ما جاء في كلمة الرئيس السيسي كان تجسيدا حقيقيا للوضع العربي، ورسالة أن العرب على قلب رجل واحد، عازمون على توحيد الصف والعمل العربي المشترك، والتضامن والتكامل، والوعي بقدراتهم وإمكانياتهم وثرواتهم، ومواردهم البشرية، وهو ما تحدث عنه الرئيس السيسي في كلمته بقمة جدة للأمن والتنمية، فلم يعد مقبولا أن يكون من بين أبناء أمتنا العربية صاحبة التاريخ المجيد والإسهام الحضاري الثري والإمكانات والموارد البشرية الهائلة من هو لاجيء أو نازح أو متضرر من ويلات الحروب والكوارث أو فاقد للأمل في غد أفضل.
ولفت توفيق إلى حقيقة أن حديث الرئيس السيسي في قمة «جدة» ما زال يتوقف عنده الكثيرون بالفخر والإعجاب، فقد جسد حالة الندية والقوة والقدرة العربية، ولعل ما قاله الرئيس في حديثه عن مكافحة الإرهاب، والأمن القومي العربي: «إنه لا تهاون في حماية أمننا القومي وما يرتبط به من خطوط حمراء وإننا سنحمي أمننا ومصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل» وهي رسالة مدوية للجميع، ولكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومي والمصالح والحقوق العربية.
ونوه توفيق بأنه بعد عام ونصف العام من توليه منصب الرئاسة الأمريكية في يناير 2021، يطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن لقاء الرئيس السيسي، انطلاقا من الإدراك والوعي الأمريكي بالدور المصري المحوري كأكبر دولة عربية وأكبر وأقوى دولة في المنطقة وتمثل ركيزة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما أكده بايدن أكثر من مرة عندما نجحت مصر في وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين والوصول إلى هدنة، تلقى الرئيس مكالمتين هاتفيتين من «بايدن» خلال 48 ساعة أكد خلالهما الرئيس الأمريكي أن العالم يعول على مصر في قيادة منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وشرق المتوسط، وخلال القمة «المصرية ــ الأمريكية» بجدة التي أكد فيها بايدن دور مصر المحوري بمنطقة الشرق الأوسط وأشاد بالقيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي التي تمثل دعامة أساسية ورئيسية لصون السلم والأمن ونشر السلام لسائر المنطقة.
وأكد توفيق أن مكاسب قمة «جدة» بالنسبة للعرب كثيرة، وهي إعلان حقيقي وتدشين لعصر جديد لهذه الأمة، وجاءت زيارة الرئيس الأمريكي نفسه ومشاركته في قمة الأمن والتنمية أو القمة «المصرية ــ الأمريكية»، وسبقتها القمة السعودية ــ الأمريكية هي انتصار جديد على التابوهات والأصنام والمحظورات والتشدقات الأمريكية، والتصريحات التجارية على مدار عام ونصف العام.
وأضاف توفيق أن مصر لم تغفل في رسائلها ورؤاها خلال قمة «جدة» أي قضية أو أزمة أو تحد يواجه العرب والمنطقة، كانت أكثر شفافية ومصارحة ومكاشفة، ووضعت بنود العبور الآمن إلى منطقة أكثر استقرارا وازدهارا، وفك شفرات السياسات والمعايير الازدواجية وحالة التناقض بين المعلن والخفي، وضعت جميع أوراق وكروت المنطقة على طاولة القمة، من أسباب وعناصر التوترات والصراعات وغياب الأمن والاستقرار إلى طرح الرؤى والحلول، وضعت الجميع أمام مسئولياته، كانت قمة كاشفة تطالب بالتوقف عن سياسات الكيل بمكيالين والتأكيد على ضرورة التعامل بوجه واحد، وأن تكون العلاقات ذات ندية، تحقق فوائد ومكاسب ومصالح متبادلة للجميع سواء الجانب العربي، أو الأمريكي تضع أمام الدول والشعوب خارطة طريق ورؤى متكاملة للحفاظ على استقرار وتماسك المجتمعات من الداخل، وعدم إشعال البعض للمنطقة باستدعاء نزاعات قديمة تعود إلى عصر ما قبل الدولة الحديثة بحثا عن أوهام وأطماع لم ولن يكتب لها النجاح في ظل قوة وتماسك ووحدة العرب، ولابد من الوصول إلى صيغ ورؤى جديدة لتعاون إقليمي يعتمد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الدول العربية الداخلية واحترام السيادة، هكذا تحدثت مصر أمام الجميع بلا مواربة ولكن بمنتهى الشفافية والمكاشفة.
وألمح توفيق إلى أنه في العاصمة الألمانية برلين، تشهد علاقاتها مع القاهرة طفرة غير مسبوقة على مدار 70 عاما من العلاقات التاريخية بين البلدين، لكنها تعيش أزهى عصورها في عهد الرئيس السيسي حيث أصبحت ألمانيا من أهم الدول التي تربطها علاقات مع مصر في كافة المجالات، سواء الاقتصادية والتعليمية والعلمية والثقافية والصناعية والتنموية خاصة أن حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي وصل إلى 5.1 مليار يورو ناهيك عن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبرلين، خاصة المشاركة الألمانية في التجربة المصرية على مدار 8 سنوات.
ولفت توفيق إلى أنه سواء دور شركة «سيمنز» في مجال الكهرباء ثم (القطار السريع)، والصفقات في مجال نظم التسليح خاصة الغواصات التي انضمت إلى قواتنا البحرية، ودور التعليم الألماني في مصر والذي وصل إلى أعلى نسبة في التعليم الألماني خارج ألمانيا تستحوذ مصر على الأهمية الكبرى في السياسات الألمانية، بالإضافة إلى العلاقات القوية التي تجمع القاهرة وبرلين وهى مثال للعلاقات التي تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وتوافق الرؤى حول القضايا والملفات الإقليمية والدولية.
وتابع توفيق أن هناك العديد من علاقات ومجالات التعاون الثنائي بين البلدين سوف تثمنها قمة «السيسي - شولتس» خاصة التعاون الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات الألمانية في ضوء ما تملكه مصر من فرص كبيرة بعد نجاح فاق التوقعات للتجربة المصرية في مجال البناء والتنمية على مدار 8 سنوات.
وألقى الكاتب عبد الرازق توفيق الضوء على أن الرئيس السيسي يشارك في فعاليات حوار (بترسبرج) اليوم برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا خاصة أن مصر تجرى استعداداتها على قدم وساق لاستضافة الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بشرم الشيخ نوفمبر القادم لذلك فإن حوار (بترسبرج) يأتي في توقيت مهم وفرصة للتشاور والتنسيق بين عدد كبير من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ، لذلك أيضا فإن دعوة مصر للرئاسة المشتركة للحوار تأتي تقديرا للدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي في إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.
وشدد توفيق على حقيقة أن الاهتمام الكبير الذي توليه كافة القوى في العالم للقاهرة يشير إلى المكانة والدور والثقل الكبير لمصر بفضل جهود القيادة السياسية والدبلوماسية الرئاسية، التي جعلت من القاهرة عاصمة القرار العربي فما بين الجهود المصرية على الساحة العربية، والأفريقية والدولية، هناك نجاحات كبيرة للدولة المصرية، وثمار كثيرة عادت على الاقتصاد المصري، وساهمت في دفع أكبر عملية بناء وتنمية، وأعادت لمصر الدور المحوري في قيادة منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر توفيق أن حالة التوهج المصرية على الصعيد الدولي عربيا وأفريقيا وأوروبيا، وعلاقاتها القوية مع القوى الكبرى في شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند، تشير إلى (عبقرية) القيادة في الحرص على تبني علاقات متوازنة، ولا تأتي علاقة مصر بطرف على حساب طرف آخر ولكنها تتجه حيث تحقيق المصالح المصرية.
وأشار توفيق إلى أن ما بين جدة حيث الرؤى والكلمات واللقاءات سواء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن أو الاستقبال والحفاوة السعودية التي جسدت عمق العلاقات بين البلدين الكبيرين ركيزتي أمن واستقرار ومصير الأمة العربية إلى لقاءات مع الأشقاء ولي العهد الكويتي ورئيس الوزراء العراقي، ثم الاتجاه إلى برلين مع نجاحات الداخل، كل ذلك يشير إلى أن مصر وسياساتها وجهودها ورؤاها تمضي على الطريق الصحيح لتحقيق الآمال والتطلعات والأهداف المصرية.
وفي صحيفة «الأهرام»، قال الكاتب عبد المحسن سلامة إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأول، في القمة العربية - الأمريكية، جاءت قوية، وواضحة، لتعبر جليا عن موقف مصر، والشعوب العربية أمام الرئيس جو بايدن، مما يجعلها «وثيقة» مهمة للعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات العالمية الراهنة.
وأوضح سلامة - في مقاله بعنوان «المباديء الخمسة» - أن الرئيس السيسي أطلق ما يمكن تسميته بـ«المباديء الخمسة» التي تحكم السياسة الخارجية المصرية، جاء في مقدمتها ضرورة إقامة السلام العادل، والشامل في الشرق الأوسط على أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ورأى سلامة أن معنى ذلك أنه لا سلام، ولا اندماج من دون عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة.
ثانيا: إعلاء مفهوم الدولة الوطنية للحفاظ على كيانات الدول من الانهيار، والتدمير، وبما يضمن حق المواطنة لكل مواطن على أراضي الدول العربية بعيدا عن التعصب، والتطرف.
ثالثا: أكد الرئيس وحدة مفهوم «الأمن القومي العربي»، باعتباره وحدة واحدة لا تتجزأ، مع عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.
وأشار سلامة إلى أنه من هذا المنطلق، أكد الرئيس رؤية مصر لضرورة إخلاء المنطقة بأكملها من أسلحة الدمار الشامل.
رابعا: الالتزام بمكافحة الإرهاب، والأفكار المتطرفة، حيث نجحت مصر ببراعة في هذا المجال، وكافحت الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم، وتحملت تبعات ذلك حتى نجحت في اجتثاث جذوره، وهو ما يجعل التجربة المصرية نموذجا يحتذى به في هذا المجال.
خامسا: طالب الرئيس بضرورة تعزيز التعاون الدولي، وتنويع الشراكات من أجل مواجهة أزمتي الغذاء، والطاقة المتفاقمتين.
ونوه الكاتب عبد المحسن سلامة بأنه ترتبط بذلك ضرورة حماية «الأمن المائي» للدول، خاصة دول المصب، من تغول دول المنبع، ورفض استخدام المياه كأسلحة ضغط، مما يهدد الاستقرار العالمي، وهي رسالة قوية وواضحة بشأن السد الإثيوبي وموقف مصر منه.
وفي صحيفة «الأخبار»، قال الكاتب كرم جبر إنه في هذه المرة بالذات تولدت لدى الزعماء العرب الذين حضروا قمة جدة، الرغبة الحقيقية في استعادة التضامن العربي، قبل أن يفرض عليهم النظام العالمي الجديد الذي يتشكل قيودا تضر بمصالحهم.
وأضاف جبر - في مقاله بعنوان «هل تغير العرب؟» - أن في لعبة شد الحبل أو تكسير العظام بين أمريكا وأوروبا من ناحية وروسيا من ناحية أخرى، خرجت من قمة جدة رسالة شديدة الوضوح، نحن مع مصالحنا، ولن ننحاز لطرف ضد طرف ولن ينجح أحد في إدخالنا حظيرته.
وأشار جبر إلى أنه من المؤكد أن الرئيس الأمريكي جو بایدن لم يجد العرب الذين التقى بهم في جدة، كما يعرفهم أو قالوا له عنهم، وفوجيء بحوارات عربية راقية ورؤى تدافع عن مصالحها وقضاياها، وتأكد أن فاتورة الحرب الروسية الأوكرانية لن يتم دفعها من جيوب الدول الخليجية.
وتابع أن الحظيرة الأمريكية لم تعد قادرة على استيعاب المتغيرات الكثيرة التي طرأت على الساحة العربية، وأهمها التنسيق المشترك بين الزعماء العرب، واتفاقهم على القضايا المصيرية التي تشغل أمتهم وتهم شعوبهم، ولم يعد الانبهار بالزعماء الأمريكيين الذين يزورون المنطقة كما كان من قبل، فالحلف العسكري المزعوم بمشاركة إسرائيل، واجه رفضا عربیا قویا، فإذا كان الهدف هو أن تعيش إسرائيل بشكل طبیعي في المنطقة، فعليها أن تمهد الطريق إلى ذلك بالسلام وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وليس بالأحلاف العسكرية.
وتساءل الكاتب كرم جبر، لماذا ناتو عربي إسرائيلي، وضد من، وما هي المخاطر التي يواجهها؟
وأجاب بأنه ليس من مصلحة دول المنطقة أن تتحالف عسكريا لدرء مخاطر الوجود الروسي أو الصيني، فهذه الدول لم تهدد المصالح العربية ولم تعتد عليها، وتربطها بالدول العربية علاقات طيبة تقوم على الاحترام.
أما إيران فالخطر المحتمل هو امتلاكها لسلاح نووي، ويتعامل الغرب مع هذه القضية برعونة شديدة، ولا يتخذ إجراءات صارمة للحد من احتمالات الخطر النووي الإيراني، فربما تشهد الفترات القادمة اقترابا في وجهات النظر، وتتنازل إيران عن مطامعها، وتعرف هي الأخرى أن العلاقات الطبيعية مع دول الخليج تقوم على الاحترام المتبادل وألا تدس أنفها في شئونها الداخلية.
وإيران ليست وحدها ولكن إسرائيل أيضا تمتلك أسلحة دمار شامل، ولم تستجب أبدا للنداءات العربية المستمرة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
واعتبر جبر أن العدو المشترك لسائر الدول والشعوب العربية هو الإرهاب الذي غرس أنيابه وأظافره في العديد من الدول العربية، والذي صنعته أمريكا والغرب تحت أكذوبة الربيع العربي، فأشعل الحروب الأهلية والدينية، وهدد حياة الشعوب، ولا سبيل لمواجهته إلا بعودة المؤسسات الوطنية وفي صدارتها الجيوش الموحدة، لتحل محل الميليشيات المتحاربة.
وأكد جبر أنه في قمة جدة تولدت الرغبة الحقيقية لدى الزعماء العرب، في العودة إلى التعاون والتنسيق لمواجهة الخطر القادم.