السبت 27 يوليو 2024

أن تحلق كهشام نزيه!

مقالات18-7-2022 | 17:48

هل كان مدركاً وهو يظهر فى مشاهد قليلة فى فيلمه الوحيد كممثل "آيس كريم فى جليم" عام 1992 أن أحلامه ستصل به أن يحصل على جائزة "فاتن حمامه" من مهرجان القاهرة السينمائي الأربعين؟؟ وهل تصور أن يكون مشاركاً فى التصويت لجائزة الأسكار 2023 ؟؟ وهل تصور أن يتم ترشيحه لجائزة إيمى عن مسلسله العالمى "مون نايت" أو فارس القمر؟؟.

رغم أن حياته الموسيقىة منذ كان طفلاً يعلم نفسه كل ما يتعلق بها، اتخذ قراره بدراسة "الهندسة" وكأنه أراد من دراسة تلك المعادلات والقوانين والنتائج المتوقعة أن يستغلها فى هندسة طريقه الموسيقى الذى تجاوز الأربعين عملاً، يطل كل منهم من سماء خاصة، ويخبرنا بجانب من الحكاية الذى اختاره المؤلف الموسيقي المصرى هشام نزيه.

لقد انتقل فى عالم النغمات بين "سلم" و"ثعبان"؛ وكأنه أراد أن يجعل الموسيقى التصويرية مشاركة ومغلفة للحالة الدرامية، وتضيف "بروازا" لكل لحظة؛ وتصنع حالة تصاحب الدراما صعوداً وهبوطاً ويمكنها أن تقف فى لحظات ليكرر "اللعبة".

رغم أن فيلم "السلم والثعبان" كان عمله الدرامى الرابع؛ إلا أنه استطاع من خلاله أن يجد علاقته الخاصة مع الموسيقى التصويرية والتى كان فيها بطلاً؛ فمن يتخيل فيلم "الفيل الأزرق" بجزئية دون عوالم هشام الموسيقية القادرة على طرح ما يوازى المشاعر والكلمات والعوالم الخفية عبر الزمان والمكان أو ملحمة "إبراهيم الأبيض" وطريقه الذى ساره حباً وصداقة وخيانة وغيرها الكثير من الأعمال التى تحتاج نغماته "الخاصة" لتختلط الأرواح؛ فيأتى بلحظة "تصوف" تتبعها مشاعر "الركض" فى عالم رحب يتبعه لحظات، ويبدو أنه وجد ضالته مع بعض الأسماء التى يكون فيها عنصراً أساسيا مثلما كان مع طارق العريان وشريف عرفه ثم كان ثالث مروان حامد وأحمد مراد فى خمسة أعمال؛آخرها فيلم "كيرة والجن" تلك الملحمة السينمائية التى لم تكن لتكتمل بدونه.

كلما مر شريط أعمال هشام نزيه؛ توالت التحديات فمن سواه يمكنه أن يسير فى طريق الدراما المتنوع بهذه الروح القادرة على التحليق فى سماواتها الموسيقية ؟؟؟ وكأنه لم يكتفِ بحفل المومياوات بترنيمته التى أعادت لنا عروش الأجداد، وكأنها ما قال "التحدى" الأكبر.

ثم يمنحه القدر موعداً مع مسلسل "مون نايت" ليكمل جانباً من لوحته التى ستسمح بالمزيد من الطيران العالمى، ليشارك الجميع مشاعره عندما كان طفلاً مبهوراً بفيلم "الأب الروحى" وكافة الأعمال الأخرى التى نقشت فى روحه "رؤية" الاستمتاع بالموسيقى كما يريد.