السيد المحترم الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم..
أدعوك لخوض تجربة نقل أولادك من مدرسة بمحافظة ما إلى أخرى، وبعد خوضك لهذه التجربة أدعوك لتنفيذ خطة الدولة المصرية بإلغاء الدورات المستندية الورقية، ولا تجعل "مدام عطيات" (التى تتحكم في روتين هذه الوزارة) تتغلب عليك في تنفيذ رقمنة الوزارة بشكل يليق بالجمهورية الجديدة.. فمن غير المعقول أن تنادى بـ"التابلت" وتترك مثل هذه الأمور الإدارية (التحويلات وغيرها) فريسة لمثل هذه الدورات المستندية البالية.
بدأت تجربتي بعدما نقلت محل سكنى من محافظة الجيزة إلى القاهرة، وبالتالى كان علىَّ أن انقل أولادى إلى إحدى مدارس القاهرة وبالتحديدة في مدينة التجمع، حيث إننى لم أكن أعلم أن "مدام عطيات" والدورة الورقية البالية لاتزال موجودة فى أروقة وزارة التربية والتعليم والإدارات التابعة لها، على الرغم من الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة المصرية لإلغاء هذه الدورات المستندية الورقية المباشرة بين المواطنين والعاملين بالجهاز الإدارى للدولة (الحكومة وموظفيها)
وقبل عيد الأضحى بأيام تقدمت للمدرسة المقيد بها أولادي بمحافظة الجيزة بطلب لسحب ملفاتهم، ولن أحكى التجربة المريرة لاختيار مدرسة في محل سكنى الجديد، فالأسعار بكل المدارس وبكل فئاتها ارتفعت بشكل كبير وجنونى لا يتناسب مع ما تقدمه هذه المدارس من خدمات وأنشطة تعليمية، مع العلم بأننى لا أتحدث عن المدارس الإنترناشونال، بل أتحدث عن مدارس اللغات العادية، حيث تراوحت مصروفات العام الدراسى للطالب الواحد بين 30 و40 ألف جنيه!
ونعود لتجربة النقل التي خضتها بعد أن اجتاز أولادى اختبارات القبول بإحدى المدارس بالتجمع، وبعد أن تقدمت بطلب سحب الملفات قبل العيد عدت بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى للمدرسة بمحافظة الجيزة لاستلام الملفات لأفاجأ بموظف شئون الطلبة يقدم لى خريطة الدورة المستندية الورقية التي يجب أن أقوم بها قبل سحب الملفات.
كانت بداية تلك الدورة عمل حوالات بريدية من مكتب بريد مميكن، بواقع حوالتين لكل طالب قيمة الحوالة الواحدة 70 جنيها ( 50 جنيها قيمة الحوالة + 10 جنيهات مصاريف حوالة + 10 جنيهات تمغة) لتصل قيمة الحوالتين 140 جنيها.
البداية.. طابور مكتب البريد
وبعد الوقوف فى طابور البريد (مكتب شبرامنت باعتباره الأقرب للمدرسة) لعمل الحوالات البريدية نصل لثانياً حيث توجهت لمكتب شئون الطلاب (شئون طلاب الأشطر) الذي يشبه الكهف، بداية من بابه القصير الذي يجبرك على أن تنحنى له أثناء الدخول، لتفاجأ بأن الخدمة التي أريدها تقدم من شباك يشبه شباك زنازين العصر المملوكي، وخلف هذا الشباك المملوكي يجلس موظف طاعن في السن فاجأنى بأن المسئول عن الختم وتحرير بيانات درجات النجاح لأولادى غير موجود لأنه يعمل في امتحانات الثانوية العامة ولن يأتى إلا بعد انتهاء امتحانات الثانوية، واضطررت الانتظار حتى أنهى طلبى، مثلي مثل كثيرين ينتظرون، بعضهم يجلس على "مصطبة" وآخرون على "تختة مدرسية"، وجلست أمام الشباك أتأمل دورة مياه بالية وبابها بالٍ، ولأن الباب كان موارباً فرأيت حماماً (قاعدة التواليت) غير صالحة للاستخدام الآدمى، وأخيراً وصل الموظف المنتظر وبدأ في إنهاء طلباتنا.
الشباك المملوكي بـ"الأشطر"
باب الحمام البالي.. وما أدراك ما وراءه
ولأن المسافات ليست قصيرة بين شئون الطلاب في "الأشطر" والإدارة التعليمية بأبو النمرس، فالإدارة التعليمية تقع في إحدى عمارات المساكن الشعبية والتي وصلت إليها الساعة الثانية والثلث بعد الظهر، ولم أجد سوى مدير الإدارة التعليمية الذى أخبرنى أن الموظفين غادروا، وعلىَّ الانتظار ليوم الأحد حتى أحصل على ختم النسر من الإدارة التعليمية التابعة لها المدرسة القديمة، لأبدأ رحلة البحث عن مديرية التعليم بالجيزة.. نستكملها في المقال المقبل إن شاء الله.
الإدارة التعليمية بأبو النمرس من الخارج
مكتب مدير الادارة التعليمية بأبو النمرس