أكد وزير التنمية المحلية محمود شعراوي أن مصر تبنت عددا من المشروعات والبرامج لإدارة المخلفات الصلبة تستند على تمكين الإدارة المحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني ودعم المحافظات في مراحل الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة.
وقال الوزير - خلال مشاركته اليوم الاثنين، عبر الفيديو كونفرانس في المؤتمر الثالث لملتقى المدن الإفريقية النظيفة والذي يعقد في تونس – إنه من أهم الجهود التي بذلتها مصر هي تطوير منظومة المخلفات الصلبة الشاملة والمتكاملة والمستدامة منذ عام 2019، وذلك من خلال العمل على عدد من المحاور، منها رفع كفاءة عمليات الجمع والنقل ورفع كفاءة عمليات المعالجة والتخلص الآمن والتوسع في استخدام التكنولوجيات الحديثة لمعالجة وتدوير المخلفات وتحويلها إلى طاقة.
وأشار إلى أن من بين الجهود كذلك إحكام عمليات الرصد والرقابة وتقييم أداء مقدمي الخدمات بالإضافة إلى رفع الوعي البيئي العام وتحسين السلوكيات في التعامل مع المخلفات بالمشاركة مع منظمات المجتمع المدني وخلق فرص اقتصادية من خلال مشروعات إدارة المخلفات، موضحا أن هذه الجهود تضمنت عدة مشروعات لرفع كفاءة البنية التحتية (إنشاء مصانع المعالجة والتدوير – وكذا المدافن الصحية الآمنة – وتوريد محطات وسيطة ثابتة ومتحركة) فضلًا عن إعادة تأهيل مصانع للمعالجة والتدوير والمحطات الوسيطة ورفع كفاءة المعدات، بإجمالي استثمارات تعدت 12 مليار جنيه.
وأكد شعراوي أنه تمهيدا لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ في نوفمبر القادم، فقد استندت جهود إدارة المخلفات الصلبة على تمكين الإدارة المحلية من الاستفادة من الابتكار والتقنيات الجديدة لتحقيق اقتصادات حضرية أكثر إنتاجية وازدهارًا ومرونة على المستوى المحلي في مجال المخلفات الصلبة.
وقال وزير التنمية المحلية إنه تم التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية لتطبيق الأداة الذكية للتعامل مع المخلفات الصلبة في مدينة الإسكندرية، مشيراً إلى أنه تم عرض مخرجات ونتائج التطبيق على الشركاء المحليين، والتي تضمنت القيادات التنفيذية المحلية وممثلي الجامعة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والقطاع غير الرسمي في محافظة الإسكندرية.
وأشار الوزير إلى أن أهم هذه النتائج تضمنت أن إجمالي المخلفات الصلبة في مدينة الإسكندرية هو 5134 طنا/يوم وأن إجمالي المخلفات التي تم جمعها تصل إلى 4300 طن/يوم، ومعدل إهدار الطعام للفرد يومياً هو 0.39 كجم/فرد.. كما أن معدل الاسترداد لمدينة الإسكندرية يصل إلى 21%.
واستعرض وزير التنمية المحلية أهم المخرجات التي تم الوصول إليها وعلى رأسها، تحديد مجالات التدخلات الرئيسية والسياسات المقترحة لسد الفجوات في تطوير البنية التحتية، وكذا مناقشة عدد من التوصيات المقترحة لبدء العمل عليها، بحيث تصبح مدينة الإسكندرية نموذج يحتذى به في منظومة النظافة على مستوى المحافظات.
وتابع الوزير أنه تم الاعتماد على نتائج تطوير الأداة كخط أساس في وضع المخطط العام لتطوير منظومة المخلفات الصلبة في محافظة الإسكندرية وتوجيه الاستثمارات الحكومية وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في أبرز جوانب تطوير المخلفات الصلبة لتحقيق التوازن بين العائد الاستثماري والبيئي والمجتمعي.
وقال: "إن هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منهجية علمية متسقة مع أنظمة إحصاءات المخلفات الأخرى في العالم في مدينة مصرية، حيث توفر هذه الأداة خارطة طريق وخط أساس للتعرف على مكونات وتحديات عملية إدارة المخلفات الصلبة، وكذا تحديد المستهدفات الخاصة بكل محافظة وفقا لطبيعة وخصائص المخلفات المتولدة فيها وصولا إلى صياغة خطة استراتيجية واقعية وتطبيقية للوصول إلى الأهداف المرجوة".
وأشار شعراوي إلى أن الحكومة المصرية من خلال وزارة التنمية المحلية تعمل حالياً على تكرار تطبيق الأداة في تسع محافظات مختارة لتشمل جميع الأقاليم المصرية، تمهيداً لتعميمها في باقي المدن المصرية من موازنة الحكومة، كما أنه يجري الإعداد لعقد مؤتمر لإطلاق الأداة وعرض نتائج المسح في مدينة الإسكندرية وتعميمها في باقي المدن بحضور محافظي المحافظات المستهدفة خلال الأيام القادمة.
وأكد دعم مصر الكامل وحرصها على نقل هذه التجربة الرائدة لاستخدام الأداة الذكية في إدارة المخلفات للدول الأخرى في قارتنا الإفريقية، مقترحا "تكوين مجتمع من ممارسي الأداة الذكية بالإدارة المحلية" على غرار منصة المدن النظيفة؛ لتصبح آلية لتبادل الممارسات والدروس المستفادة بشأن الإدارة المتكاملة والمستدامة لإدارة المخلفات الصلبة، لتضم الدول الإفريقية المعنية وتجتمع بشكل نصف سنوي للمضي قدماً وتعزيز تبني نهج تكاملي ومستدام لإدارة المخلفات الصلبة لاسيما من خلال استخدام الأداة الذكية لإدارة المخلفات.