تحل اليوم الذكرى الـ 35 على رحيل الأديب الكبير توفيق الحكيم عن عالمنا، بعد رحلة أدبية ثرية، خاصةً في مساهماته الكبيرة في الأدب المسرحي، ولهذا يعد من أهم وأبرز الأدباء في تاريخ الأدب الحديث، ولكن ماذا عن عداوته للمرأة؟ وهل كان توفيق الحكيم عدو المرأة حقًّا؟.

ارتبط لقب «عدو المرأة» بـالأديب الكبير توفيق الحكيم ولازمه طوال حياته، وانتشرت هذه القصة بين الناس بأن توفيق الحكيم يكره المرأة وعدوها الأول، وطاله هذا الإتهام لفترات طويلة من حياته، واشتعلت المعركة بينه وبين الجنس الناعم في مصر، على الرغم من أن توفيق الحكيم كتاباته أنصفته بأنه عكس ذلك.

فقد تحدث توفيق الحكيم عن المرأة كثيرًا في أدبياته، والتي حظيت المرأة فيها بنصيب وافر من الإجلال والإحترام الذي قارب أن يصل إلى التقديس، بالإضافة إلى الإيجابية والتفاعل، وكان لها تأثير واضح في الأحداث كما نلاحظ في مسرحياته الأشهر«شهرزاد وإيزيس والأيدي الناعمة وبجماليون وقصة الرباط المقدس وعصفور من الشرق وعودة الروح».

وروى توفيق الحكيم السبب في هذا الإتهام المشاع ضده كونه «عدو المرأة» مع صلاح منتصر في كتابه «شهادة توفيق الحكيم الأخيرة» وقال: إن الأمر يرجع إلى هدى شعراوي فهي من أشاعت هذا بسبب مهاجمتي أسلوبها التي انتهجته في تشكيل عقلية المرأة المصرية خاصة البنات، وحذرتهن من الاستمرار في حياة الجواري وخدمة الرجال والأزواج في البيت لأنهن مساويات للرجل في كل شيء، واشتكى لي بعض الأزواج من البنات والزوجات، اللاتي يفكرن بطريقة شعراوي فهمهن لرقي المرأة وأنه استعلاء على الرجل وعدم الخدمة في البيت فكتبت في ذلك، ونصحت الزوجة الحديثة بأن تعرف على الأقل أن تهيئ الطعام لزوجها وأن أسهل صنف يمكن أن تطبخه له هو «صينية البطاطس في الفرن».

وكان توفيق الحكيم في عام 1946م، قد تزوج سرًا أثناء عمله بـ «أخبار اليوم» حتى فشى سره  مصطفى أمين قائلاً «نحن الصحفيين مهمتنا الحصول على الأخبار ونحصل عليها من السراي ولا نعرف بزواج الحكيم» ليكتب مصطفى أمين مقالة عنه بعنوان «عدو المرأة يتزوج بشروطه» ثم اعترف الحكيم لهم بأنه تزوج من سيدة مطلقة لها ابنتان، «وأن الزواج عقلي الغرض الأول منه تأسيس بيت يصلح لحياة فنان، الكتب فيه أهم من الفراش، والموسيقى فيه أكثر من الطعام».