يوما بعد يوم يزداد الاهتمام بمرض فيروس جدري القرود وخاصة بعد إعلانه حالة طارئة عالمية، وما قد يمثله ذلك من مصدر للقلق لدى الكثيرين، وخاصة بعد إعلان وصول عدد الإصابات لأكثر من 17 ألف إصابة في نحو 75 دولة، وسط مخاوف وتساؤلات حول هل يتحول ليصبح جائحة عالمية على غرار ما حدث خلال فيروس كورونا.
وأكدت وزارة الصحة والسكان، بأنه لم يتم رصد أي حالات مؤكدة في مصر حتى اليوم، وأن احتمال انتشار المرض في دول الشرق الأوسط غير مرتفع، موضحة أنها رفعت الوزارة مستوى الترصد والاشتباه في جميع المنافذ البرية والبحرية وأماكن الحجر الصحي وغيرها من الإجراءات، بهدف التأكد من الاكتشاف المبكر لأي حالات مؤكدة وسرعها عزلها وعلاجها ومنع انتشار الوبائي للمرض داخل مصر.
وعن طرق انتشار الفيروس، فهي الاتـصـال الـلـصـيـق ورذاذ الجهاز التنفسي للمصاب والتعرض المباشر للطفح الجلدي أو الملابس الملوثة أو البياضات، فيما أوضحت وزارة الصحة أن المرض ينتشر بشكل كبير حتى الآن بين الرجال المثليين ومزدوجي الميول الجنسية، احتمال انتشاره بين الأشخاص المصابين بضعف في الجهاز المناعي.
هل يتحول لجائحة؟
وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم الباطنة والمناعة بجامعة عين شمس، إن إعلان منظمة الصحة العالمية مرض جدري القرود كحالة طوارئ عالمية يعني إنذار بسبب زيادة عدد الحالات وتهديدها لأعداد أكبر من المرضى، وبالتالي لجأت المنظمة لهذه الخطوة حتى تتخذ كل الدول الإجراءات التي تتناسب مع الاكتشاف المبكر للحالات وعلاجها بالشكل الأمثل.
وأوضح عقبة في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه من المستحيل أن يتحول جدري القرود إلى جائحة لأن وسيلة انتشاره لا تساعد على تحوله إلى جائحة إلى جانب أن انتقاله يحتاج إلى الاتصال اللصيق والتلامس لفترة طويلة وعن قرب من المرضى المصابين، مضيفا أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية أمر ضروري للغاية، واللقاحات المضادة له سيتم توفيرها لمن هم أكثر تعرضا للإصابة وهم أعضاء الأطقم الطبية وكبار السن.
وأضاف أن المرض ينتشر أكثر في إصاباته بين المثليين من الرجال و أصحاب الميول الجنسية المزدوجة، وهذه الفئات الأكثر الإصابة لأنها تتعامل عن قرب وتلامس بشكل وثيق واستخدام الأدوات بشكل مشترك مما يتيح الفرصة لإصابتهم بشكل أكبر، مؤكدا أنه حتى الآن لم يتم رصد إصابات بهذا المرض في مصر وتكثف وزارة الصحة من إجراءاتها الاحترازية لتوفير الحماية اللازمة.
وأكد أن أهم ما هو مطلوب للحماية من المرض وتقليل فرص انتشاره هو التزام الإجراءات الاحترازية عند التعامل مع الأشخاص الذين لديهم بثور أو قرح جلدية، وغسل اليدين بشكل مستمر واستخدام مطهر كحولي وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة وخاصة إذا كانت غير جيدة التهوية.