قال الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، إن الشاعر محمود قرني لديه ولع بفكرة الشعر حتى النهاية، ونجد أن في كل دواوينه  فكرة حضور صورة الشاعر  موجودة دائما.

وأضاف عبدالله خلال الندوة النقدية التي يعقدها منتدى المستقبل للفكر والإبداع لمناقشة المختارات الشعرية "خاتم فيروزي لحكيم العائلة" للشاعر محمود قرني: من صورة الشاعر المتشظية والمتماسكة في الآن نفسه يمكننا أن نبدأ، من المعنى المراوغ للشعر، من تفكيك قصيدة النثر، وخلق مقاربة جمالية إبداعية لجوهرها الثري كما فعل محمود قرني في قصيدته الأخيرة التي نشرها على فيسبوك، من تماس الذاتي مع الموضوعي، من جدل الخاص مع العام، من الاحالات المعرفية، من جدل المعرفي والجمالي، ربما من التخييل المعرفي الذي ينهض بقوة بدءا من ديوان محمود قرني (الشيطان في حقل التوت)، من نصاعة الصورة الشعرية، من الكثافة اللغوية، وخلق المفارفات الدرامية، من كل ذلك يمكننا أن نبدأ لنقف في متن المشروع الشعري لمحمود قرني.

وتابع عبدالله: 10 دواوين شعرية هي مجمل النتاج الشعري للشاعر محمود قرني، والمختارات الشعرية هنا تمثيلات جمالية نوعية دالة على المنجز الشعري الذي لا يشبه أحدا ولا يستعير أصابع الآخرين، بدءا من البصمة الأسلوبية التي تميز الشاعر والتي تتجذر في بنية اللغة الشعرية بكثافتها وقدرتها على خلق المفارفات اللفظية والدرامية، وعطفها على البلاغة السامقة من جهة، حيث المجازات الخشنة والناعمة، وتنويعاتها ما بين الخبر والانشاء ( الأسلوب الخبري والآخر الانشائي)، والأهم قدرتها على تمرير المعنى المركب والنفاذ الي سيكولوجية المتلقي، فتصير اللغة شحنة نفسية مثلما هي لدى الشاعر محمود قرني ذات حمولة معرفية ودلالية كثيفة.

وقد صدرت المختارات الشعرية "خاتم فيروزي لحكيم العائلة" حديثا عن سلسلة "روائع الأدب العربي" بالهيئة العامة لقصور الثقافة.

ويعد محمود قرني أحد أهم الأصوات في مسيرة الشعرية المصرية والعربية، وقد أصدر من قبل عشرة دواوين شعرية، هي: (حمامات الإنشاد)، و(خيول على قطيفة البيت)، و(هواء لشجرات العام)، و(طرق طيبة للحفاة)، و(الشيطان في حقل التوت)، و(اوقات مثالية لمحبة الأعداء)، و(قصائد الغرقى)، و(لعنات مشرقية)، و(تفضل.. هنا مبغى الشعراء)، و(ترنيمة إلى أسماء بنت عيسى الدمشقي)، فضلا عن عدد من الدراسات المهمة عن الشعر، من أبرزها كتابه (لماذا يخذل الشعر محبيه).

ويعتبر منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.

ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".