الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

الوجه الآخر للأزمة الروسية - الأوكرانية (3-4)

  • 27-7-2022 | 20:39
طباعة

من أهم النقاط والدروس فى الأزمة «الروسية- الأوكرانية» هو (دور الإعلام) الخطير.. واستخدامه من قبل المعسكرين الغربى والروسى حيث يحمل كل منهما روايته وان كان المعسكر الغربى أكثر نفوذاً إعلامياً.. لكن هناك تشويهاً.. واتهامات متبادلة.. ومحاولة لبناء رأى عام عالمى.. حيث حذا الجانب الروسى فى حشد الرأى العام لديه من خلال محاولة اتهام الجانب الأمريكى بأنه كان الداعم الرئيسى والمحفز الأساسى لإشعال الثورة البلشفية عام 1917م وإنهاء حقبة «روسيا القيصرية».

إدارة الصراع السياسى باتت مهمة بارزة للإعلام.. وأصبح لديه دور مزدوج فهو سلاح متعدد الأوجه سواء يستخدم فى البناء وتشكيل الوعى الحقيقى لحماية وتأمين الدول أو يستخدم فى صناعة وعى مزيف لدى الشعوب من خلال حملات للأكاذيب والشائعات والتشويه.. وفى الحالتين فإن الإعلام له تأثير كبير ربما يتفوق على قوة «الآلة العسكرية».

تحدثت فى مقالين سابقين عن أبرز الدوافع الروسية التى جعلت الرئيس فلاديمير بوتين يقدم على اتخاذ قرار العملية العسكرية فى أوكرانيا وهى مخافة وصول موجات الثورات والتغييرات السياسية التى اجتاحت أوروبا الشرقية والتى بدأت من بولندا فى 1989م وحتى أوكرانيا فى 2014م إلى العمق والداخل الروسى وتهديد بقاء وتماسك الدولة من خلال عملية تحريك الداخل.. والتى لن تفلح معها فى حال وصولها القوة العسكرية أو القبضة الأمنية الشديدة، وهو ما يعنى ان الخوف والتحسب من عملية «تثوير الشعوب» التى جرت فى أوروبا الوسطى والشرقية ثم الربيع العربى أثارت مخاوف روسيا ودفعتها طبقاً لتقدير موقف بوتين إلى اتخاذ قرار العملية العسكرية، إذن نحن أمام متغير جديد، هو الخوف من وصول الثورات المصنعة إلى داخل الدول لذلك هناك دول مثل روسيا قررت التعامل الاستباقى للتحوط من الخطر، وهناك دول قررت ان ترفع «ترمومتر» ومؤشر الوعى الحقيقى لدى شعوبها وتحصين عقول تتعرض على مدار الساعة إلى عمليات غسيل عقول ومحاولات لتشكيل وعى مزيف عبر التحريض والأكاذيب والشائعات والتشكيك تتواكب معها عمليات بناء وتنمية حقيقية لتغيير واقع الناس إلى الأفضل بعد عقود طويلة من المعاناة والأزمات من أجل التصدى الواقعى لمحاولات «التثوير» والتحريك من الداخل عبر تصنيع «ثورات» رأى القائمون عليها انها نجحت فى تجارب عديدة سواء فى أوروبا الشرقية أو المنطقة العربية، ووفرت تكاليف باهظة فى الأرواح والمال بالنسبة للمخططين لها بما يعنى أننا أمام حروب جديدة تختلف فى آلياتها وأدواتها عن الحروب النظامية والتقليدية وهى أقل كلفة بكثير من الحروب والمواجهات العسكرية المباشرة.

فى اعتقادى أن المناخ العالمى الذى خلفته عمليات تثوير الشعوب أصبح مأزوماً ومعقداً ومهدداً للجميع، وكارثياً على كل الأطراف فقد ذكرت أنه فى أتون الحرب الروسية- الأوكرانية الجميع متضرر بشكل أو بآخر حتى أوروبا المتقدمة وذات الاقتصادات القوية باتت الأكثر تضرراً مع الدول النامية التى تواجه مأزقاً اقتصادياً خاصة على صعيد الأمن الغذائي.

فى هذا المقال أو الحلقة الثالثة من الوجه الآخر للأزمة الروسية- الأوكرانية هناك بعد مهم ولا يقل خطورة عن الأسلحة التقليدية أو حتى غير التقليدية، هو سلاح الإعلام فى ظل هذا التقدم غير المسبوق فى وسائل الاتصال الحديثة، والتكنولوجيا التى اتاحت للجميع مؤسسات وأفراداً وكيانات أن تكون لها خطابات ورسائل إعلامية بغض النظر عن طبيعة مضامينها، وأصبحت الـ«سوشيال ميديا»، منابر خطيرة تشكل تهديداً كبيراً فى أمن واستقرار المجتمعات.

الإعلام فى الأزمة الروسية- الأوكرانية يشهد تفوقاً كبيراً بالنسبة للجانب الأمريكى والغربى سواء فى إمكاناته وقدراته ومدى انتشاره ووصوله وملاكه والقائمين على الإعلام العالمى بصفة خاصة، بمعنى أن صوت المعسكر الغربى أكثر وصولاً وانتشاراً لكن كل طرف من المعسكرين له روايته الإعلامية وخطاباته التى يرى أنها الأصوب أو الحقيقة بعينها لكن بغير القدرة على الاقناع أو وجود المنطق والحقيقة فى رسائل وخطابات كل طرف، هناك متغير جديد وهو تجارب طرفى الصراع على مدار العقود الأربعة الماضية، فالشعوب لا تنسى كيفية تعاطى كل طرف مع الأزمات والصراعات السابقة، وأهداف كل معسكر من هذه الصراعات، وكيف أديرت الآلة الإعلامية فى كل صراع، وهل ثبت صدق الروايات الإعلامية السابقة، خاصة وأن ما جرى فى العراق وروج له عبر المنابر الإعلامية للمعسكر الغربى ثبت عدم حقيقته وصدقه وتم الاعتذار عنه، وجاءت تجربة أفغانستان محبطة بسبب وجود حالة التناقض فى الخطاب الذى سبق الحرب على هذه الدولة والتمهيد للعمليات العسكرية والاحتلال، وبين خطابات الانسحابات غير المحسوب والعشوائى الذى ولَّد فوضى عارمة فى هذه البلاد، ناهيك أيضا عن خطابات الإعلام التى جرت قبل وأثناء وبعد الربيع العربى والسؤال هنا هل باتت الشعوب التى تعرضت لأزمات وإسقاط دولها وتفشى الفوضى والإرهاب تصدق هذه الخطابات التى احتوت على وعود براقة بالخير والحرية والازدهار.

نجاح روايات الإعلام فى تحقيق أهدافه مرهون بالتطابق مع أرض الواقع واحتواء الرسائل الإعلامية على منطق، وألا تكون هناك تجارب سابقة ثبت عدم مصداقيتها، لكن إعلام الأزمة يعتمد فى الأساس على ترويج الأخبار من وجهة نظر المعسكرين، وأيضاً الحشد وتعبئة الرأى العام داخل كل دول المعسكرين وهو ما يشير إلى خطورة المنظومة الإعلامية والدعائية، فقد عمد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى الشحن المعنوى لتشكيل رأى عام داخلى ضد الولايات المتحدة الأمريكية وممارساتها، وحدا به ذلك إلى إنتاج أفلام وثائقية روسية تتهم الجانب الأمريكى بأنه الداعم الرئيسى والمحرض الأساسى الذى أشعل وأجج الثورة البلشفية فى 1917 التى أنهت حقبة روسيا القيصرية، وهو توجيه من بوتين للمجتمع الروسى لتأييد سياساته وتحركاته الخارجية وهو هدف يجسد التأثير غير المحدود للإعلام على عملية صناعة القرار وخلق رأى عام مؤيد وداعم.

الحقيقة أن هذا المتغير فى الأزمة الروسية- الأوكرانية يعيدنا إلى طرح الأهمية القصوى للإعلام كسلاح مهم ومتعدد الأوجه يستخدم فى الدفاع وحماية وتأمين الدولة وصنع الاحتشاد والاصطفاف حول سياساتها وقراراتها وكذلك بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح ليكون صمام الأمان للدولة الوطنية ومؤسساتها وشعبها.

دور الإعلام بدأ خلال العقود الأخيرة فى الاتجاه إلى مسار آخر وهو إحداث الهدم والتدمير والإسقاط للدول من خلال تكثيف الضخ الإعلامى الذى يستهدف هز الثقة فى الدولة ورموزها والتشكيك فى قراراتها وسياساتها ومشروعاتها وترويج الأكاذيب والشائعات واجتزاء الحقائق والمبالغة فى تناول قضايا وموضوعات بسيطة تحدث فى جميع دول العالم، ناهيك عن التشويه والتحريض المستمر، بالاضافة إلى محاولات وحملات تفكيك منظومات القيم فى المجتمعات واستبدالها بثقافات مستوردة تحدث عملية التبعية الثقافية وتجهز على مكونات الشخصية والهوية الوطنية وتهيئ عقول الشعوب لتقبل أى ثقافات أو أفكار مستوردة.. كذلك السعى إلى النيل من البنية الثقافية والفنية للدولة، وضرب قواها الناعمة وثوابتها الأخلاقية فى الأعمال الفنية.. كل ذلك يؤدى طبقاً لمخطط قوى الشر إلى تحويل الشعوب إلى «مسخ» وفى حال اهمالها وعدم التصدى لها وفق رؤية وإستراتيجية تدعم الثوابت الوطنية والهوية والشخصية، وتتحلى بعرض الحقائق والمصداقية العالية تكون الكارثة.

الحقيقة أن من أهم أدوار الإعلام الوطنى إبراز الجهود والنجاحات والإنجازات ومدى التغير فى مسيرة الوطن وحياة المواطن، وإحاطة المواطن بالأخبار الصادقة والصحيحة والتصدى للموجات المتدافعة من الأكاذيب والشائعات، وتعرية الكيانات والأطراف والجماعات والمنابر المعادية وارتباطاتها وأهدافها.. وإحاطة الشعب بكافة المتغيرات الإقليمية والدولية، وحقيقة ما يحدث وخلفياته وأهدافه فى المشهدين الإقليمى والدولي، وتأثيرات ذلك على الداخل وعلى الأمن القومي، وتعظيم الانتصارات والبطولات والتاريخ المضيء للدولة وكفاحها ونضالها الوطني، والفخر بجيشها الوطنى ودعمه لأنه حائط الصد وصمام الأمان وعمود الخيمة للدولة الوطنية.

الإعلام أيضاً منوط بالحفاظ على مكونات الشخصية والهوية الوطنية ضد الأفكار والثقافات الفاسدة والمستوردة والممنهجة، وتبنى قيم ومبادئ الدولة الوطنية، والدفاع عن قواها الناعمة وترسيخ ثوابتها، لذلك الإعلام فى حد ذاته يخوض حروباً، شرسة لا تقل فى خطورتها عن الحروب التقليدية وهو عنصر فاعل فى هذا العصر، سواء لرفع الروح المعنوية للشعوب واستدعاء أمجادها وإرادتها فى مواجهة التحديات وبث الأمل والتفاؤل أو يستخدم فى إحباط الشعوب وغرس التشاؤم واليأس وهو بذلك يستطيع أن يجد طريقاً ممهداً للتسلل إلى عقول هذه الشعوب المحبطة بتغييبها وتزييف وعيها ودفعهاً دفعاً إلى تدمير دولها.. من هنا بات الاهتمام بالإعلام وتطويره وتحديث أدواته ومضامينه ومواكبته للتحديات ومتطلبات العصر أمراً لم يعد مجرد رفاهية بل ضرورة حتمية مثل الاهتمام الواجب والمقدس بتسليح الجيوش الوطنية وتزويدها بأحدث نظم القتال لكن دعم الإعلام يكون من خلال توفير الامكانيات والقدرات الحديثة والعصرية وتطوير المحتوى والمضمون الذى يواكب تحديات وأهداف الأوطان.. وكذلك توفير الكوادر المستوعبة والقارئة لطبيعة المحتوى المطلوب والتحديات والتهديدات والمخاطر التى تواجه الدولة، وتكون قادرة بما لديها من احترافية وإعداد وتدريب وتأهيل على أعلى مستوي.

لذلك فالإعلام من المفترض أن يرتكز على رؤية وإستراتيجية واضحة فى أهدافها ورسائلها ومضامينها وان تكون هناك فرق من الإعلاميين مدركة تماماً خطورة الإعلام كسلاح مهم يدافع ويحمى الوطن، وتمتلك الحس الوطنى للتعامل مع طبيعة الأحداث والأخبار والقضايا فربما هناك موضوعات لا تمثل ظاهرة ولكنها فردية ولا تتسم بالعمومية فإن تناولها يسيء إلى المجتمع الدولي، وهناك أحداث شاذة وغريبة عن مجتمعاتنا لابد من استبعادها وعدم تناولها فى إعلامنا حتى لا تصبح مألوفة فى وعى الناس.

الإعلام أحد أخطر مكونات حروب الجيل الرابع أو الحروب الجديدة، ويساهم بالقدر الأوفر فى «تثوير الشعوب» أو صناعة الثورات الملونة من خلال دفعه وتسخير رسائله لتزييف وعى الشعوب وإطلاق العنان للأكاذيب والشائعات والتشويه والتحريض واجتذاب المواطن فى الدول إلى الانسياق فى تبعية تشكل خطراً على الدولة.. والحقيقة أن الربط بين مخاوف الرئيس بوتين من وصول صدى الموجات الثورية والمتغيرات السياسية فى أوروبا الشرقية رغم مرور 33 عاماً على بداياتها، أمر لا يتقبله البعض ويستهينون به لكن الحقيقة غير ذلك تماما، فالبناء التراكمى للتنوير والتأجيج والتحريض والفتن والانتفاضات الشعبية لا يتم فى يوم وليلة، أو ليلة وضحاها ربما يحتاج عقوداً لبلوغ النجاح فى تغييب وتزييف وعى الشعوب ودفعها إلى الهدم والتدمير والإسقاط وهو ما تحسب منه بوتين، لذلك التأثير الإعلامى مختلف عن تأثير الأسلحة التقليدية التى تأتى سريعة لكنها باهظة الثمن والتكلفة، ولكن الإعلام يحتاج إلى عمل تراكمى لتحقيق أهدافه سواء فى بناء الوعى الحقيقي، أوتشكيل الوعى المزيف فهو سلاح متعدد الأوجه والاستخدامات.

الحقيقة أن هناك حرباً إعلامية تدور رحاها بشراسة بين المعسكرين الغربى والروسي، وصلت إلى حد تعطيل وسائل إعلام كل معسكر، فالإعلام هو أحد أدوات الصراع لا محالة سواء فى الحشد أو النيل من معنويات كل طرف فى حرب تكسير وتحطيم الإرادات، فمحتوى الإعلام الغربى ركز على تشويه صورة روسيا خاصة فى أسبابها ودوافعها فى الحرب على أوكرانيا فلم تفكر آلة الإعلام الغربية فى كيفية الوصول إلى هدف ايقاف الحرب بقدر ما ركزت على حشد الرأى العام العالمى ضد موسكو وايجاد حالة من التعاطف فى المجتمع الدولى مع كييف، فما بين التشويه والتكميم لوسائل الإعلام الروسية، كانت مضامين الإعلام الغربى تتركز على هذه الأهداف، وبطبيعة الحال الإعلام الروسى يمضى فى نفس الطريق فى تشويه الغرب وايجاد شرعية للحرب ضد أوكرانيا بايقاف تقدم الناتو على مشارف الحدود الروسية، والإعلام الروسى أيضاً لم يسلم من التورط فى اخفاء بعض الجوانب الخاصة بالحرب وتحديد حجم الخسائر التى جرى التغطية عليها بالاضافة إلى إلزام كافة وسائل الإعلام فى روسيا بالتغطية حسب وجهة نظر موسكو وأعتقد انه أمر مشروع للمعسكرين فى ظل إعلام الحرب، وهو ما يشير إلى دور الإعلام فى إدارة الحروب والصراعات السياسية، وأيضاً التنافس لخلق صورة ذهنية خاصة بكل طرف فى المحفل الدولي، وهو ما يستوجب امتلاك أى دولة القدرة على الوصول عن طريق الإعلام إلى العالم والمجتمع الدولي.

حتمية دور والاهتمام بالإعلام ليست أمراً جديداً، لكنها تطورت بشكل كبير فى الثلاثة عقود الماضية إلى وقتنا هذا منذ أوائل التسعينيات تحديداً وما يؤيد وجهة النظر هذه مقولات كبار المفكرين مثل ناعوم تشومسكى الذى أكد أن الإعلام قوة ربما تفوق القوة العسكرية فى تأثيرها وفى ظنى أنه قول صائب خاصة وأن القوى العظمى مثل الحالة الروسية خشيت وتحسبت من تأثيرات الثورات المصنعة بواسطة الإعلام ووسائل الاتصال أن تنفذ إلى داخلها ولن تصلح معها القوة العسكرية أو القبضة الأمنية لأن البناء التراكمى للوعى المزيف الذى مارسه الإعلام على مدار سنوات سبقت الفعل الثورى تسببت فى تزييف وعى وتجريد الشعوب المستهدفة من أى مقاومة فكرية وأصبحت فريسة مستسلمة فى أيدى أعداء الوطن، من هنا يشكل الإعلام الوطنى الواعى المتكامل والشامل والفاهم والمهنى والمدرك لتحديات هذا العصر حجر الأساس فى حماية وتأمين الدولة.. المفكر والكاتب الأمريكى الشهير (جوزيف ناي) يقول فى كتابه (القوة الناعمة) أن المعارك لا يمكن ان تربح فى ميادين القتال وان الكاسب فى الحرب هو ذلك الذى تكسب قصته أو روايته فى الإعلام.

الإعلام لم يغب عن حروب الماضى ولن يغيب فى حروب المستقبل لأنه يشكل قوة يمكن استخدامها منفردة لتحقيق أهداف محددة أو دفاعاً وحماية للدول أو ربما يكون سلاحاً إضافياً يعمل إلى جانب الأسلحة التقليدية فى الحروب النظامية من خلال العمليات النفسية وغسيل العقول وضرب ثوابت الدول وزعزعة استقرارها أمنياً وفكرياً وثقافياً وخلق حالة من الإحباط وخفض الروح المعنوية.

اهتمام الدولة المصرية بتوجيهات رئاسية بالإعلام الوطنى يجسد إدراكاً بمتطلبات حماية الدولة وأمنها القومى خاصة وأن مصر أيضاً تستعد لإطلاق قناة إخبارية عالمية، وأخرى إقليمية وهذا شيء عظيم يدعم منظومة الإعلام المصرية التى تمتلك خبرات عميقة وكوادر واعدة ومحترفة وإمكانات وقدرات كبيرة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة