من الواضح أن حرارة شهر يوليو قد تسببت في خسائر كبيرة للسينما المصرية، ففي عامي 1950 و 1951 اشتعلت النيران في ستوديو مصر لتكبد صناع السينما خسائر جسيمة وتحرق أفلاما كاملة بعد تصويرها، علاوة على بلاتوهات وديكورات الأفلام .. في السطور التالية نكشف التفاصيل.

في التاسع من يوليو 1950 شبت النيران في معمل ستوديو مصر، وراح ضحية هذا الحريق ستة أفلام كاملة، أعيد تصويرها جميعا وعرضت في صيف عام 1951.

أما في أول شهر يوليو عام 1951، فقد كان المخرج حلمي رفلة يستعد لتصوير أحد مشاهد فيلم "إبن للإيجار" وكان التصوير يتم في بلاتوه رقم 3 الذي كان يعج بالكثير من الإكسسوار والأثاث، وقبل أن يبدأ رفلة التصوير بدقيقة واحدة فوجئ العمال والفنيون باحتاك في الأسلاك الكهربائية لتشتعل من خلالها النيران في أثاث المشهد وكان عبارة عن حجرة نوم كاملة، ويقف فيها الفنانون محمد فوزي وتحية كاريوكا وليلى فوزي.

أسرع نجوم الفيلم بالهرب من البلاتوه بينما بقي بعض العمال يقاومون النيران التي استمرت نصف ساعة والتهمت الديكور والأثاث ووصلت لجدران البلاتوه، ولم تترك شئ إلى وجعلته فحما ورمادا .. واستطاع عامل جرئ وهو عبد العزيز عبد الجواد يونس أن ينقذ كاميرا التصوير التي تزن 125 كيلو جرام، فقد حملها على كتفه وأسرع بها إلى الخارج.

أما من طرائف هذا الحريق، فقد كان الفنان محمد فوزي بالفعل يستعد للتصوير، قبل أن ينطق المخرج كلمة "أكشن"، وكان فوزي يستلقي على سرير حجرة النوم، وعندما شعر بالحرارة قبل أن يندلع الحريق قال فوزي " المرتبة سخنة ليه" .. أما الفنان حسن فايق فقد خسر روب دي شامبر كان معلقا داخل البلاتوه، وهرب حلمي رفله ومساعده عاطف سالم إلى سقف البلاتوه فطاردتهما النيران .. وفور انشوب الحريق استنجد الأستوديو برجال المطافئ، وقد أتوا بعد نصف ساعة، ووجدوا عطبا في طلمبة المياة، فاستنجد رجال المطافئ بأحد المهندسين لإصلاحها .. وبعد الإصلاح كانت النار قد أتت على كل شئ، واندفعت مياة رجال المطافئ بشدة نحو أحد المسئولين في الاستوديو فألقته على بعد مترين .

كانت تحية كاريوكا معجبة بحجرة النوم التي سيتم التصوير فيها، وكانت تنوي شراءها عقب الإنتهاء من التصوير مباشرة.

محمد فوزي وعزيز عثمان وماري منيب في لقطة من فيلم إبن للإيجار